رغم كثير من المحن و المٱسي التي تلقي بظلالها الثقيلة على منطقة عزيزة من بلادنا واعني قبيلة الصبيحة الابية ، التي فإن  هذه المٱسي و المحن غالبا ما تكون  من صنع ادوات شيطانية من خارج حياض القبيلة - قبيلة الصبيحة الابية ؛ الحاضرة دائما في الملمات الكبرى التي تواجه الوطن و منذ القدم ، و دون أن نستثني وقتنا الحاضر.

حضورا يعمد بالدم و المهج الغالية من خيرة ابنائها الذين عرفهم الوطن كاول المدافعين عن سيادته و حياضه، كما شاهدناه جليا  في الحرب الاخيرة عام 2015 م ضد العدوان الحوثي - الايراني ، و  كانوا ٱخر المتهافتين على الغنائم و المناصب.

وللانصاف فقد ظلمت الصبيحة ارضا و انسانا منذ الاستقلال الوطني في 30نوفمبر العام 1967م.
لكن ما يحسب لدولة الاستقلال - رغم  ذلك - انها حضرت بقوة منظومتها القانونية لتكون بديلا لكثير من العادات المتواترة مذ القدم كالثأر الذي اتعب  اضنى واشقى أهلنا في الصبيحة تيتيما و تشريدا و ترويعا، و كأنه شبح مخيف يلقي بظلاله القاتمة على هؤلاء الناس الطيبين الشجعان،  وصرف البعض عن معرفة حقيقة ان الثأر ليس شجاعة و لا اقداما ،  و انما هو عادة جاهلية بغيضة ونتنة لا تمت الينا بصلة ، مذمومة دينيا واخلاقيا و قانونا.

لكن ذلك الواقع البائس الذي يكتم الانفاس تواجهه عقليات فذة من ابناء الصبيحة التي تدرك المٱلات الخطيرة التي يجرنا اليها الاحتراب الداخلى في رحاب القبيلة الباسلة.

و لا افارق الحقيقة في شئ ان قلت : ان وجود رجال من ابناء الاصابح الميمونين يرجح وزنهم و حكمتهم في ميزان المقارنة على جبال المضاربة و طورالباحة، و على رأسهم القائد البطل الفريق الركن محمود احمد سالم الصبيحي و الاستاذ المناضل احمد عبدالله المجيدي و اللواء الركن احمد عبدالله التركي و اللواء الركن عبدالغني محيي الدين قائد اللواء الاول حزم والشيخ حمدي شكري و معهم كوكبة من القادة و المشائخ الاجلاء و النخبة السياسية و الاكاديمية و المثقفة ممن يعملون بجهد شاق لرأب الصدع و تجفيف منابع الثأر في ارض الصبيحة.

و قد كان لي شرف الحضور و المشاركة في الصلح القبلي بين ابناء الدم الواحد قبيلة البريمة و الشماية في 18 من رمضان الفضيل 1446 ه في بيت الاخ المناضل احمد عبدالله المجيدي و بحضور نخبة من ابناء الصبيحة عموما و القبيلتين المتنازعتين خصوصا، وجرى عناق اخوي حار بين شيخي القبيلتين، وتلا اللواء عبدالغني محيي الدين قائد اللواء الاول حزم وثيقة الصلح التي تضمنت فيما تضمنت التنازل عن دم القتلى من الطرفين و عددهم ستة و الجرحى و عددهم ثلاثة عشر من اجل ان يعم السلام و الوئام بين القبيلتين.

وهي رسالة لكل ابناء الصبيحة على الامتداد السيادي للوطن بان يعملوا بعقيدة واحدة و على قلب رجل واحد لاقتلاع ٱفة الثأر من ربوعهم دون مهادنة او تسويف و اعادة الابتسامة على وجوه الناس الطيبين من ابناء الصبيحة حيث ما سكنوا او حلوا.
 والله الموفق.