افتحوا نوافذكم أيها السادة المسؤولون، لا ليدخل الهواء، بل لتشموا رائحة العرق الذي بنيتم فوقه قصوركم، والدم الذي سقف لكم المكاتب والمناصب.
اليوم عيد العمال، تذكير سنوي بأن هناك من يحمل الوطن فوق ظهره، وهناك من يعتليه بثقل امتيازاته، متكئًا على تعب البسطاء، كأن الوطن وُجد ليُخدم لا ليُخدم. ليمنحنا عطلة رسمية ننام فيها بلا كهرباء ولا ماء، ولا كسرة خبز، وعدا منه بأن يتحفنا آخر الليل بأغنية "آنستنا يا عيد".
يا قوم، كل عام وأنتم بخير...
بمناسبة عيد العمال العالمي، ذاك العيد الذي نحتفل به كما يحتفل المفلس بيوم الراتب، وكما يحتفل الحافي بمهرجان الأحذية البالية.
نعم، اليوم عيدكم أيها العمال، يا من تعملون من شروق الهمّ حتى غروب الأمل، أنتم من تصنعون الحياة وتُمنحون بالمقابل وعدًا بالحساب البنكي، حين تفتح السماء.
أيها المعلم، عيدك مبارك، أنت من تُعلِّم الأجيال كيف يُكتب الوطن، ثم ينتهي بك الحال تبحث عن صرفة لوجبة فول تسد بها فراغ جوعك.
أيها المهندس، كل عام وأنت تحاول أن تصلح ما لا يُصلَح، تُرَقِّع في طرقات الوطن كما يُرَقِّع المواطن ثوبه اليتيم.
أيها الطبيب، أنت الذي تُنعش القلوب بأدوات مستهلكة، وتُجري العمليات في مستشفى يشكو هو الآخر من فقر الدم المزمن.
أما أنت أيها المسؤول،لا أقصدك طبعاً، بل ذاك الذي يرى هذه المعاناة من نافذة سيارته المظللة ولا يظنها إلا مشهدًا من فلم وثائقي، نقول له لا بأس، فضميرك في إجازة مدفوعة من دمنا، وعرق جبيننا.
نحتفل اليوم بعيد العمال ونحن لا نملك لا عمل ولا عيد ولا حتى نقابة محترمة تقول كفى، أصبح العامل عندنا مثل بند البطاقة التموينية، مهمَل، منسي، ومغيب، مطعون في وجوده.
أيها المواطن، يا من تجرّ عربتك وتجرّ خلفك قلبك المنهك، لا تيأس، فالعيد لك، وإن لم تحتفل، يكفيك أنك لم تسرق، لم تظلم، ولم تسكت عن الحق، وهذا أعظم الأعياد.
وفي الختام، إلى كل من اعتاد أن يطحن هذا الشعب ثم يبتسم له في الأعياد ليلقي فيهم موعظة، إن لم تتحرك فيك هذه الكلمات، فلا تبحث عن قلبك، بل ابحث عن شهادة وفاته.
عليكم من الله ما تستحقون.
اليوم عيد العمال، تذكير سنوي بأن هناك من يحمل الوطن فوق ظهره، وهناك من يعتليه بثقل امتيازاته، متكئًا على تعب البسطاء، كأن الوطن وُجد ليُخدم لا ليُخدم. ليمنحنا عطلة رسمية ننام فيها بلا كهرباء ولا ماء، ولا كسرة خبز، وعدا منه بأن يتحفنا آخر الليل بأغنية "آنستنا يا عيد".
يا قوم، كل عام وأنتم بخير...
بمناسبة عيد العمال العالمي، ذاك العيد الذي نحتفل به كما يحتفل المفلس بيوم الراتب، وكما يحتفل الحافي بمهرجان الأحذية البالية.
نعم، اليوم عيدكم أيها العمال، يا من تعملون من شروق الهمّ حتى غروب الأمل، أنتم من تصنعون الحياة وتُمنحون بالمقابل وعدًا بالحساب البنكي، حين تفتح السماء.
أيها المعلم، عيدك مبارك، أنت من تُعلِّم الأجيال كيف يُكتب الوطن، ثم ينتهي بك الحال تبحث عن صرفة لوجبة فول تسد بها فراغ جوعك.
أيها المهندس، كل عام وأنت تحاول أن تصلح ما لا يُصلَح، تُرَقِّع في طرقات الوطن كما يُرَقِّع المواطن ثوبه اليتيم.
أيها الطبيب، أنت الذي تُنعش القلوب بأدوات مستهلكة، وتُجري العمليات في مستشفى يشكو هو الآخر من فقر الدم المزمن.
أما أنت أيها المسؤول،لا أقصدك طبعاً، بل ذاك الذي يرى هذه المعاناة من نافذة سيارته المظللة ولا يظنها إلا مشهدًا من فلم وثائقي، نقول له لا بأس، فضميرك في إجازة مدفوعة من دمنا، وعرق جبيننا.
نحتفل اليوم بعيد العمال ونحن لا نملك لا عمل ولا عيد ولا حتى نقابة محترمة تقول كفى، أصبح العامل عندنا مثل بند البطاقة التموينية، مهمَل، منسي، ومغيب، مطعون في وجوده.
أيها المواطن، يا من تجرّ عربتك وتجرّ خلفك قلبك المنهك، لا تيأس، فالعيد لك، وإن لم تحتفل، يكفيك أنك لم تسرق، لم تظلم، ولم تسكت عن الحق، وهذا أعظم الأعياد.
وفي الختام، إلى كل من اعتاد أن يطحن هذا الشعب ثم يبتسم له في الأعياد ليلقي فيهم موعظة، إن لم تتحرك فيك هذه الكلمات، فلا تبحث عن قلبك، بل ابحث عن شهادة وفاته.
عليكم من الله ما تستحقون.