> مسقط "الأيام":

​استضافت العاصمة العمانية مسقط مباحثات بالغة الأهمية جمعت وزير الخارجية العراقي حسين ونظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية المرتقبة في بغداد.

وتناولت المباحثات، التي سلطت الضوء على الدور المحوري لعمان كوسيط إقليمي، الاستعدادات للقمة، وتعزيز العلاقات الثنائية، ومستجدات المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية التي تستضيفها مسقط، مما يؤكد الترابط الوثيق بين هذه الملفات الحيوية.

وفي مستهل اللقاء، أعرب وزير الخارجية العراقي عن "تقدير العراق العميق للمواقف المتوازنة والحكيمة التي تنتهجها سلطنة عمان إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية"، وفق بيان للخارجية العراقية.

وأكد حسين على "حرص بغداد على توسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، لا سيما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية"، وشدد على "ضرورة العمل المشترك وتضافر الجهود لإزالة أي عقبات قد تعترض سبيل تعزيز هذا التعاون ".

كما جدد وزير الخارجية العراقي تأكيد "جاهزية بغداد التامة لاستضافة القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في السابع عشر من مايو الجاري".

وفي ظل التحديات الجسام التي تواجه المنطقة العربية، وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان، أعرب حسين عن "أمله بأن تفضي هذه القمة الهامة إلى نتائج إيجابية وملموسة تُسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الصفوف، وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في ربوع المنطقة".

وشكل ملف المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية بشأن برنامج طهران النووي محورا هاما في مباحثات الوزيرين العراقي والعماني. وقد "قدم الوزير العماني إحاطة تفصيلية لنظيره العراقي حول آخر التطورات التي تشهدها هذه المفاوضات ".

وأشاد وزير الخارجية العراقي بـ "الدور الحيوي والمتوازن الذي تضطلع به سلطنة عمان في تسهيل المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن". وأكد أن "التوصل إلى اتفاق بين الطرفين من شأنه أن يمثل خطوة هامة نحو تخفيف حدة التوترات الإقليمية وتعزيز الاستقرار في المنطقة ".

ومنذ الثاني عشر من أبريل الماضي، استضافت سلطنة عمان وإيطاليا ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك بوساطة عمانية حثيثة، بهدف إبرام اتفاق يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي ويرفع أيضا العقوبات الاقتصادية القاصمة التي تفرضها واشنطن عليها.

ومن المقرر أن يلتقي الجانبان مجددا في روما السبت المقبل.

ولطالما اتهمت الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أن برنامجها النووي يهدف إلى تلبية الاحتياجات السلمية للبلاد في مجالات الطاقة والطب وغيرها.

إلا أن المخاوف الدولية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية تتزايد بشكل ملحوظ، خاصة بعد التقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشير إلى انتهاك إيران للقيود النووية المنصوص عليها في اتفاق عام 2015 وتسريعها لعمليات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة.

وتشير تقديرات استخباراتية أميركية إلى أن إيران تمتلك حاليا ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية واحدة على الأقل، ووفقا لبعض التقارير، قد يكون لديها ما يكفي لصنع أربع أو خمس قنابل أخرى.

إلى جانب الملفات الإقليمية والدولية الملحة، تطرق الوزيران إلى "أهمية استمرار التنسيق السياسي والدبلوماسي بين بغداد ومسقط في المحافل الإقليمية والدولية، وتعزيز التعاون الأمني والتبادل الثقافي، وتفعيل آليات المتابعة المشتركة للاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين"، حسب البيان.

ويحمل هذا اللقاء الرفيع المستوى بين وزيري خارجية العراق وسلطنة عمان أهمية خاصة في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة والترقب الحذر للمسار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران.

وتمثل مباحثات الوزيرين محطة هامة في مسار التنسيق الإقليمي والدولي، فبينما تستعد بغداد لاستضافة قمة عربية حاسمة في ظل تحديات جمة، تبرز جهود سلطنة عمان الدؤوبة في تسهيل الحوار بين الخصوم الإقليميين والدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي. ويؤكد اللقاء على أهمية التنسيق المشترك بين البلدين في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتوسيع آفاق التعاون الثنائي بما يخدم مصالح المنطقة وشعوبها.