ها نحن نعود مجددًا، نحن النسوان، حاملات الهم الوطني، وحافظات ماء الوجوه الذي جفّ من وجوه الرجال، أو من يزعمون أنهم رجال سلطة ومسؤولية.

لنثبت لكم أننا نحن النسوان، وأنتم الكراسي الفخمة.

ها نحن نخرج ثانية، لأننا اكتشفنا أن صراخنا الأول لم يخدش حياء أحد، بل خدش فقط سطح مكيفات مكاتبكم، وأربك جدول مواعيد تدليك الأنا لدى معاليكم.

إلى أصحاب المواطي لا المعالي..

لقد خرجنا لأننا سئمنا من الأبطال الكرتونيين الذين يتكاثرون على الشاشة ويختفون عند الطوارئ، سئمنا من رجال دولة يشبهون صناديق البريد القديمة، لا تستقبل شيئًا، ولا ترسل إلا ما يُملى عليها من فوق.

يا أصحاب المعالي والكراسي المحشوة بالفراغ الوطني، أتعلمون ما هو العار؟

العار أن تُحتقر في الشارع وأنت تلبس بدلتك الرسمية، والنسوة يشيرن إليك كما يُشار إلى حرامي أو قاتل.

العار أن تقف في وجه المرآة ولا تجرؤ على النظر في عينيها، لأنك ترى فيها سؤالًا لا تملك له إجابة: "ماذا فعلت؟ وأين ضميري؟" .

يا من تركع كرامتكم عند عتبة التعليمات الواردة، أين تضعون رؤوسكم حين تشاهدون نساء عدن يصرخن بوجوهكم: "استقيلوا يا بلا كرامة"؟

هل تأخذونها كمجرد (ترند) عابر؟

أم كفقرة من مسلسل"الذل والهوان السياسي" الذي تكتبونه بحبر الصمت والخنوع؟

استقيلوا، لا بارك الله فيكم ولا بعملكم.

نعم،لا نقولها كما يقولها المتحذلقون، الخنفشاريون في المؤتمرات الصحفية.

نقولها ونحن نحمل أطفالنا بيد، وباليد الأخرى نحمل لافتة كتبنا عليها:"يا لومااااه".

وإن كنتم تبحثون عن صيغة تحفظ ماء الوجه، فننصحكم أن تتقمصوا شخصية ترامب، ذاك المجنون الذي يعرف على الأقل من أين تؤكل الكتف، وراسلوا من يهمه الأمر، أو إركعوا تحت مواطئهم، لعلهم ينقذون كرامتكم من الانهيار التام، وقبل أن يبصق الشعب على وجوهكم

وكل من شارك في حفلة تركيع الجنوب.

وأنت أيها المسؤول قف دقيقة صمت، ليس احترامًا لشهداء الكرامة، بل حدادًا على ما تبقى من شرفك الوطني، إن تبقى منه شيء أصلًا.

النساء خرجن ليذكرنكم أن هذه الأرض ما زالت تنجب من لا يركع.

أما أنتم، فما زلتم تبحثون عن طريقة أكثر إيتيكيت، للركوع والسجود لولي نعمتكم.

لعنتي على شواربكم.