> عدن "الأيام" محمد رائد محمد:

أريد أن أعيش بكرامة.. هذه كانت أدق الشعارات التي رفعها المحتجون في ساحة العروض بمديرية خور مكسر في العاصمة عدن عصر يوم السبت.


"الأيام" كانت حاضرة هناك، حيث صدح المواطنون بمطالبهم بإنهاء الأزمات المعيشية والخدمية الطاحنة التي يكابدونها منذ سنوات دون وجود بارقة أمل لمعالجتها.

يقول رئيس اللجان المجتمعية في مديرية البريقة وعضو مجلس المستشارين في المجلس الانتقالي الجنوبي فؤاد أحمد عوض "جئنا للتعبير عن رأينا في تردي الخدمات من المديريات الثمان للعاصمة عدن، ونطالب بتأمين الكهرباء والمياه، والصرف الصحي، والتعليم، حيث إن عدن التي كانت معروفة قديمًا بتطورها على مستوى الإقليم والوطن العربي أصبحت قرية، وحال الناس في بؤس".


وأضاف رئيس مجتمعية البريقة أن هذا الحضور من أجل تقديم رسالة للإقليم بأن هذه الحكومة فاسدة، وأن الشعب بحاجة إلى رعاية، ولا يريد الجمهور أي حكومة شراكة في الجنوب، فالكل تظاهر بجميع مشاربهم وتنوعهم تحت راية هذا العلم الجنوبي، وغير ذلك لا يمكن أن نقبل بأي تظاهرة ولا أي مساومة.


من جهته، أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام لطلاب جامعة عدن نجم علي النوبي قائلًا "إنه وزملاءه حضروا كممثلين للاتحادات الطلابية في جامعة عدن نتيجًة للوضع المعيشي الراهن الذي يعاني منه الطلاب، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وانعدام المياه، بالإضافة إلى الإضرابات المتكررة التي تُـنفَّـذ في الجامعات الجنوبية والتي أدت إلى عزوف الطلاب عن الدراسة في الجامعات الحكومية من أبناء المسؤولين والوزراء واللحاق بركب الجامعات الخاصة والأهلية، بينما الأسر الفقيرة وذات الحال المتعسر لا يستطيعون تسجيل أبنائهم فيها كون الرسوم الدراسية بالريال السعودي وبعض من تلك الجامعات بالدولار، فبات الجامعيون محرومون من دراستهم وتحصيلهم العلمي ويقبعون في الشوارع بدون شهادات جامعية، وكذا بدون وظائف.


وأكد عبدالله علي نعمان أنه من المواطنين الجنوبيين ويطالب الحكومة بتخفيض قيمة الريال اليمني والتي بات يساوي في هذا اليوم 668 ريالًا أمام الريال السعودي للشراء، بينما للبيع 670 ريالا يمنيا، وكذا هبطت قيمته كثيرًا أمام الدولار الأميركي ليهوي إلى مستوى 2538 ريالا للشراء، و2556 عند البيع.


وأشار نعمان إلى أن تشتيت أنظار الشعب عن معضلة فقدان العملة المحلية لقيمتها الحقيقية ما هي إلا لعبة سياسية خبيثة تفتعلها الحكومة من خلال تعمدها صنع أزمات مستمرة والمتمثلة بتوقيف تدفق الوقود إلى محطات الكهرباء لتنعدم خدمة الكهرباء فيؤدي ذلك لإدخال الناس في دوامة من أمرهم، متسائلًا كيف للقيادات والمسؤولين أن يهنؤوا في رغد من العيش ويقيمون في الخارط بالقصور، والشعب في حالة شظف وحرمان.


ودعا عبدالله رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي ونائب رئيس المجلس رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي للضغط على الحكومة وإلزامها بتقديم الخدمات إلى المواطنين فورًا، وكذا تخفيض أسعار المواد الغذائية، مناديًا الوزراء لأن يتقوا الله في أنفسهم.


من جانبه، قال أحد المواطنين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية بساحة العروض علي حسين مهدي قاسم "نريد حياة كريمة للمواطن، مثلما كان الشعب الجنوبي يعيش في رخاء قبل عام 1990م، واليوم باتت عدن تفتقر لكل شيء جميل ومسلوبة من حقوقها تمامًا، والأسباب معروفة والأجندة مفهومة للضغط على أبناء الجنوب، ونحن نعبر اليوم عن ما نريد من خلال مظاهرة سلمية والتي نأمل من الله عز وجل أن تُثمر وقفتنا وتؤتي أُكُلها ويُسمع صوتنا إلى دوائر صنع القرار والذين يمثلون الجنوب فعلًا وقولًا".


وناشد قاسم القيادات الجنوبية أن يعيدوا النظر في قراءة المشهد السياسي والاقتصادي الذي تمر به بلادنا.