> "الأيام" غرفة الأخبار:
يرى خبراء في علوم البحار والملاحة، أن صنعاء قادرة على تنفيذ قرارها بفرض حظر بحري على ميناء حيفا رغم بعد المسافة التي تفصل اليمن عن حيفا والتي تصل إلى نحو 2200 كيلو، والتأثير على القدرات الملاحية لأهم ميناء إسرائيلي والميناء الثاني بعد "أشدود"، إذ لم يأت هذا القرار من فراغ أو للمزايدة بل سبقه شواهد عديدة كما هو الحال في مطار "بن غوريون".
الباحث اليمني في علوم البحار أمين الشبامي، يتحدث لـ"العربي الجديد"، أن هناك عوائق قد تكون لوجستية وفنية أكثر من التحديات الجغرافية أو العسكرية قد تتم مواجهتها في استهداف ميناء حيفا حديث العهد بالعمل في إسرائيل، إذ دخل في الخدمة العام 2020 أو في العام 2021، ويقع على البحر المتوسط، مشيراً إلى أن الأمر يحتاج إلى أدوات استشعار بحرية دقيقة في تحقيق الأثر من الحظر في تعطيل الميناء.
مخاطبة شركات الشحن لتجنب ميناء حيفا
وذكر مركز تنسيق العمليات الإنسانية في صنعاء، أنه خاطب شركات الشحن بشأن المخاطر العالية التي ستتعرض لها السفن المتجهة من وإلى ميناء حيفا، بما في ذلك مخاطر التعرض للعقوبات، التي قد تشمل أساطيل الشركات المنتهكة لقرار الحظر، فضلاً عن المتعاملين معها.
ودعا شركات الشحن إلى التدقيق وبذل العناية الواجبة في جميع تعاملاتها والتأكد من عدم وجود أي رحلات مباشرة للسفن إلى ميناء حيفا وكذا التأكد من عدم وجود علاقة مباشرة أو غير مباشرة أو عن طريق طرف ثالث بأي معاملة تنتهك قرار الحظر، كون وجود أي سفن متجهة إلى ميناء حيفا أو لها علاقة غير مباشرة بذلك سيعرض الشركة وأسطولها للعقوبات.
ولفت إلى أنه وفي حال إدراج الشركة في قائمة العقوبات، سيكون أسطولها محظوراً من عبور البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي، وأنها ستتعرض للاستهداف.
الخبير اليمني الملاحي محمود سالم، يقول لـ"العربي الجديد"، إن الهدف لا يتمثل باستهداف الميناء بدرجة رئيسية بل في تعطيل الحركة الملاحية عنه وهذا بالإمكان تحقيقه ولو بنسبه مقبولة للغاية، فالشحن البحري وفق حديثة حساس جداً بالنسبة لمثل هذه المخاطر التي يقيس عليها الحركة الملاحية.
وتتوفر كل العوامل التي ترفع درجة مخاطر الشحن البحري من وإلى ميناء حيفا والذي سينعكس على الشحن التجاري إلى الميناء وإحجام السفن الإبحار إليه إذ ستواجه تكاليف مرتفعة مع رفع رسوم التأمين التي سترافق مستجدات هذه الأحداث كما ورد في إعلان الحوثيين.
المحلل الاقتصادي حامد الكهالي، يرى في حديثة لـ"العربي الجديد"، أن استمرار الحوثيين ورفع مستوى مواجهتهم في نصرة ودعم غزة أمر يحسب للجماعة بالرغم من الثمن الاقتصادي المكلف الذي بالإمكان دفعه حيث من المتوقع أن يزيد توحش العدوان الإسرائيلي على اليمن والذي سيتجه لاستهداف منشآت مدنية وبنى تحتية مثل ميناء الحديدة وكما شاهد الجميع سابقاً استهداف مطار صنعاء ومصانع إسمنت ومحطات توليد الكهرباء، مشيراً إلى أن التأثير على الحركة الملاحية الجوية الإسرائيلية تم بدون إلحاق أي أذى أو تدمير لأي منشأة مدنية كما تفعل إسرائيل.