> عدن «الأيام» خاص:

  • الأمن يقبض على فتاة في عدن وشاب بالضالع ويلاحق المتبقين
في واحدة من أبرز قضايا الاحتيال الإلكتروني في العاصمة عدن، تمكنت وحدة الابتزاز الإلكتروني في إدارة أمن العاصمة، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في محافظة الضالع، من الإيقاع بشاب انتحل صفة فتاة تُدعى "أميرة محمد"، واستخدم هذه الشخصية الوهمية في تنفيذ سلسلة من عمليات الابتزاز التي طالت مئات الضحايا، بينهم شخصيات ذات صفة رسمية.

وبحسب مصادر إعلامية وأمنية، فقد تم تنفيذ العملية أمس الثلاثاء بعد تتبع طويل ورصد دقيق لتحركات المتهم، وانتهت بضبطه في الضالع.

وتشير معلومات أولية إلى أن الشاب لم يكن يعمل بمفرده، بل تعاون مع فتاة تقيم في مدينة عدن، تولت مهمة إرسال تسجيلات صوتية والتواصل مع الضحايا، بهدف إضفاء طابع واقعي ومقنع على الحساب المزيف الذي حمل اسم "أميرة محمد".

وبحسب ناشطين فإن "القصة بدأت عندما تقدم أحد الضحايا ببلاغ يفيد بتعرضه للاحتيال، بعد أن أُجبر على تحويل أكثر من عشرين ألف ريال سعودي على عدة دفعات إلى فتاة واحدة، كان الاسم الظاهر في جميع التحويلات هو: (ن.ا.ع.ع) من مواليد 1996 – صيرة عدن".

وتم ضبط الفتاة التي استلمت الحوالات، فذكرت في التحقيقات أن دورها اقتصر على استقبال الحوالات، وأن الحساب يُدار فعليًا من قبل أربعة أشخاص "شابّين وفتاتين".

أجهزة الأمن تحرت عن الأسماء المذكورة ، ومن خلال التحريات، تبين أن المتهم الأول يدعى "بكري" وقد فر إلى خارج عدن، فتم إرسال مذكرات ضبط من إدارة أمن عدن، وأمس أُلقي القبض عليه في الضالع، وتم إرسال صورته إلى أمن عدن للتأكد من هويته.

أما المتهم الثاني فما يزال مكانه مجهولًا، في حين أُلقي القبض على إحدى الفتاتين، ولا تزال الأخرى فارّة.

واستطاع المتهمون بناء ثقة مع الضحايا، ما سهّل عليهم تنفيذ عمليات ابتزاز ممنهجة استمرت لأشهر. ووفقًا للمصادر فقد تمكنا من خداع شخصيات بعضها يحمل صفة رسمية، والحصول على مبالغ مالية كبيرة منهم، مستغلين علاقات مشبوهة نشأت تحت ستار الهوية المزيفة.

وتم في إطار العملية احتجاز الفتاة المتورطة في مدينة عدن، بينما نُقل الشاب المتهم إلى العاصمة عدن لاستكمال إجراءات التحقيق، تمهيدًا لإحالته إلى الجهات القضائية المختصة.

مصادر مقربة من الملف أشادت بالجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة أمن عدن، وعلى رأسها اللواء مطهر الشعيبي، في ملاحقة مرتكبي هذا النوع من الجرائم، التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن المجتمع وثقة الأفراد في الفضاء الإلكتروني.

وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على التحديات التي يواجها أمن عدن في مكافحة الابتزاز الإلكتروني، وتؤكد في الوقت ذاته على أهمية الوعي الرقمي، والحذر من التعامل مع هويات مجهولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مهما بدت مقنعة أو مألوفة.