الأحد, 19 فبراير 2023
3,248
ما يجري منذ شهور في ستة عشر مديرية بوادي حضرموت والصحراء من سباق محموم من المكونات والحركات والتيارات والائتلافات خروجا وتجاوزا عن اللعبة السياسية وصبغ ورسم مشهد سياسي غير مألوف أمر ينذر بخطب جلل بعد أن تداخلت قواعد الاشتباك في هذه التلاوين والتشكيلات التي تدعي حبها لحضرموت وهي بعيدة كل البعد عن الغايات السامية إزاء حضرموت وتحديداً الوادي .
لم نشاهد سوى تجاذبات ومناكفات وشحن وإثارة الضغائن وبث الفتن في الجسد الواحد المتجانس والمتماسك بوادي حضرموت الذي حوّلوه إلى بؤرة استقطاب ومكايدات يفتت النسيج الاجتماعي ويفكك بدرجة أولى المكونات والحركات ذاتها بخلقهم شللّيات وعصبيات عافها الزمن وزرعهم التوجس والتحفز تجاه البعض وضرب الكل بما يرضي من هم يوجهونهم لأغراض انتقامية حان تصويبها تجاه حضرموت والوادي خصوصاً.
ويعتقد أولئك الذين ينتجون القبح أيا كانوا، سواء كانوا فريق حكومة المناصفة من ساسة مدنيين أو قادة عسكريين أو من يضع رجلا في هذا المربع والأخرى بالمربع الثاني يظنون أن حشد وتجميع قبيلة ضد أخرى أو فئة ضد أختها أنهم ناجحون في الأداء أو بإعطاء حفنة من المال لتدبج بعدها المصادر والتقارير إلى سادتهم في عدن أو صنعاء أو مأرب أنهم استقطبوا لكنهم خابوا فالمواطن بوادي حضرموت شب عن الطوق وأدرك مفاتيح اللعب فكان هو اللاعب الأساسي فيرسل لهم إشارات أنهم لم يشتروه ولن يشتروه بل هو من يبيعهم نظير محاولاتهم الكيدية.
اللعبة التي تلعبها كل الأطراف بغية إيصال الكل بوادي حضرموت إلى الصدام أمراً لن ينالوا منه أما النجاحات التي يعتقدون تحقيقها ماهي إلا وميض وبريق أعلامي يضحكون به على رؤسائهم الذين قد يفاجئون أن كل ما جرى ويجري وهما وأن خيوط اللعبة مقطعة وفقدان السيطرة بات قاب قوسين أو أدنى برفسة مباغتة لكل التيارات والمكونات التي هي أساسا فاشلة وأتبعت أسلوب جديد لإنتاج ذاتها بوجوه متعددة.
المواطن يعي كل الدسائس السياسية والعسكرية الراغبة بأن ( يصطك العود بالعود) وهو لن يحصل كما يرغبون أو يتمنون أو يخططون له، فما عليهم إلا أن يلغوا هذه اللعبة لشيطنة الوادي فهم شياطين الأنس وحان عليهم خلع قمصانهم الفضفاضة المتسخة وأن يعملوا على التسابق في فعل تنموي وخيري وأن يصفدوا ذاتهم واستقبال الشهر الكريم بعيدا عن هذه الألاعيب التي تثير سخرية أبناء وادي حضرموت.