الاثنين, 15 يناير 2024
698
مثل منتدى ودار صحيفة "الأيام" ذائعة الصيت دوحة غراء يتوافد اليهما مختلف النخب السياسية والثقافية وكبار شخصيات الدولة، كنا نلتقي من كل حدب وصوب ومن محافظات شتى،
وهناك جمعتنا "الأيام" مع كثيرين جدًا في طليعتهم العزيزان هشام وتمام باشراحيل، وكان لا يبرح دار ومقيل "الأيام" فريد بركات، نجيب يابلي، الفنان أبو علي محمد مرشد ناجي، ونجله علي، أحمد القعطبي، علي هيثم الغريب، د. صالح باصرة، الأستاذ محمد سعيد سالم، وآخرون.
معظم الجلسات ودية يسودها القفشات والحنية، ومن دخل دار "الأيام" كأنما يستمد شحنة من التواد والمحبة وروح التسامح والتآخي وكسب صداقات لا تمحى، بالنسبة لي شخصيًا تأثرت كثيرًا بأطروحات الأستاذ فريد بركات، والمحامي علي هيثم الغريب، كونهما من الشخصيات التي تشكل حضورًا لافتًا. أتصف الغريب ببعد نظره، وسعة اطلاعه، وخبرته السياسية والقانونية، فكنت أستمع إليه بإنصات، وأشاركه في كثير من القناعات والآراء، التي كما لوأني قلتها وإن لم أقلها تصريحًا.
توطدت علاقته بأستاذنا الكبير المغفور له بإذن الله تعالى هشام باشراحيل، صداقة صنعتها المواقف والمنعطفات الخطرة، وحتى الدامية أحيانًا ليكن الغريب على طول الخط في صف هشام وصحيفة "الأيام" في قاعات المحاكم والنيابات وجلسات التحقيق، وفي حصار وضرب "الأيام" في عهد سلطة عفاش، ليجسد موقف الأوفياء دفاعًا عن الحق الوطني المبين. لم يتزحزح قيد أنملة فدفع ثمن هذه المواقف في غياهب السجون والملاحقات.
الأستاذ علي الغريب، صاحب مواقف ثابتة، يدافع عن قناعاته بثبات الواثق من نفسه. تسنم قيادة وزارة العدل في أصعب ظرف، لكنه بالمقابل عُد أفضل وزير أصلح منظومة العدل، ونفخ روح الحياة بعد حالة الموت السريري، والبيات الشتوي الطويل، الذي طال أجهزة القضاء والنيابة، خلال السنين التي مضت ومن موقعه قدم المقترحات الصائبة، في إصدار القرارات الرئاسية لصالح العدل والقضاء والقضاة، رغم الفترة القصيرة التي قاد فيها دفة سفينة العدل المتهادية.
أقول هذا ولن أشرف مكتبه قط يومًا، وحتى اليوم، لكني من أشد المعجبين بأداء الغريب وآرائه وأطروحاته.
ثاني شخصية قيادية فرضت احترامها بسلوكها الراقي والمميز وكارزميتها القيادية، تتمثل في شخص الكابتن طيار ناصر السعدي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رغم قلة اللقاءات التي جمعتني بشخصه النبيل، بيد أن قراءاتي في أفكار وضمير الكابتن طيار ناصر تذهب باتجاه التحليق في الأعالي،
إذا تكلم أوجز، ولكنه الإيجاز النابع من إحساس الرجال الصادقين النبلاء،
آخر جلسة جمعتنا بالكابتن ناصر في مدينتي جعار، كنت بمعية صديقي الدكتور الشقرواي المرح والمنفتح سعيد بايونس، اعتبرتها بوجودهما لحظة من أسعد اللحظات وأجملها، لما أحمله في داخلي من إعجاب ومحبة لشخصيهما الرائعين، الذي أبوح به في هذه الأسطر القليلة في تعدادها، والكبيرة في مدلولاتها. لأول مرة
هذه خاطرة دونتها في لحظة تجلي وددت تدوينها، أبت نفسي إلا نشرها والله من وراء القصد.