وجهت تظاهرة نساء وحرائر عدن أمس رسالة قوية التأثير والمعنى إلى التحالف والشرعية مفادها أن السيل قد بلغ الزبى وأن الحياة لم تعد تطاق وأن شعب الجنوب ليس شعبا ساذجا كما قد يتوهم البعض بعد أن ثبت بما لا يدع مجالا للشكوك أن حرب الخدمات هي حرب ممنهجة مرسوم لها سلفا لاحتواء شعب الجنوب وثنية عن نيل أهدافه العظمى.

رسالة نساء عدن رسالة بليغة الأثر عسى أن يفهمها ويلتقطها من بيدهم قرار تعذيبنا كل هذا العذاب الممنهج وهي رسالة كل شعب الجنوب قاطبة بلسان وتظاهرات شقائق الرجال اللواتي سجلن مأثرة سيتحدث عنها الزمن.

محتوى الرسالة النسوية ودلالاتها كانت غاية في الوطنية والروح النضالية التي لا تقبل الضيم والفساد والمحسوبية ومن عجبي أن البعض وعلى طريقة الاحتيال السياسي حاول تجيير التظاهرة النسوية للنيل من المجلس الانتقالي وحده وتحميله مسؤولية الأوضاع الراهنة وهذا العبث بعينه.

قبل أيام شاهدت لقاء أجرته قناة حضرموت التلفزيونية مع السياسي المخضرم حيدر العطاس وقد سأله مذيع اللقاء عم من يتحمل مسؤولية الأوضاع التي نعانيها فأجاب صراحة ومن غير لف ولا دوران التحالف والشرعية، وأنا هنا لا أبرئ الانتقالي من حيث موقعه كشريك في سلطة الشرعية لكنه ليس صاحب القرار الفصل ولا يمتلك أو يتحكم بموارد الدولة، لكن حنق العامة من الناس عليه من حيث كونه من يراهنون عليه في انتشالهم من حال كهذا وباعتباره الحامل السياسي الأكثر تواجدا على الأرض والمفوض جماهيريا من قبل شعب الجنوب.

عموما المراهنة على احتواء الانتقالي عن طريق شراكته في سلطة دولة تضمر له الخبث والحكولة سيقود إلى تفتيت عضد اللحمة الجنوبية ويشجع على ظهور انقسامات جنوبية إذا ما تم السير بنفس السياسات التخبطية التي ينهجها التحالف والشرعية.