الأربعاء, 20 مارس 2024
1,282
هذه الآية رقم 41 من سورة الروم، الآية تفسر نفسها ولا تحتاج إلى تفسير، لأن ما أصابنا من فساد نحن سببه، نحن من جعل الله يغضب علينا ويسلط علينا الفساد ويجعله ينتشر في البر والبحر، بسبب ما تحمله نفوسنا من حسد وحقد وكراهية لبعضنا البعض، وبسبب تلك القلوب السوداء انتشر الفساد في البر والبحر، وأذاقنا العذاب لأننا شعب أناني لا يرى في هذا الوطن غير مصالحه، ولا يحب أن يرى أي إنسان آخر حتى لو كان أخوه ابن أمه وأبيه مرتاحًا، وحياته مستقرة، وأحواله طيبة، ولذلك فإن ما نعاني منه من الخراب والدمار الذي استشرى وتعاظم وأصبح قاعدة أساسية للحياة في عدن وبقية مناطق الجنوب، هو عبارة عن عقاب إلهي من الخالق عز وجل.
على ما في نفوسنا من حقد وحسد وكراهية لبعضنا البعض، إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ألا نتفكر فيما نحن فيه من ضنك ونكد وحرمان وفقر، ونحن نعيش فوق أرض في باطنها ثروة لا تقدر بثمن، ثروة قد بدأ يستمتع بها أعداؤنا، ونحن محرومون منها، بسبب أنانيتنا وجهلنا، صرنا نبيع بأبخس الأسعار، بعنا الثروة، وبعنا الوطن والدولة، وبعنا أهلنا مقابل أشياء تافهة جدًا، معتقدين أننا نسير في الطريق الصحيح، غير مدركين فداحة الخسارة التي سببناها لأنفسنا ولوطننا ولشعبنا.
أيها الناس أعيدوا حساباتكم مع الله، واتقوا الله في سلوككم، واتقوا الله في أنفسكم، فإن المصير جهنم وبئس المصير، ((يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم))، إذا لم نراجع أنفسنا ونتوقف عن بيع أهلنا ووطننا مقابل المال والمناصب، فإن مصيرنا جهنم ولن ينفعنا مال ولا جاه ولا قوة، لأن القوة لله ونحن أضعف خلق الله سبحانه وتعالى، إننا في شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم جميعًا بالخير واليمن والبركات، علينا أن نتذكر جيراننا وأهلنا الذين يعيشون حولنا محرومين من لقمة العيش الكريمة، فيما نحن نتمتع بكل ملذات الحياة، أين هي إنسانيتنا التي تفرق بيننا وبين الحيوانات، بالرغم من أن بعض الحيوانات أحيانًا تتصرف أفضل من الكثير من تصرفاتنا كبشر، فهل من مستجيب؟؟ أتمنى في أيام هذا الشهر الفضيل أن نراجع تصرفاتنا وسلوكنا ونتقي الله في أهلنا وأطفالنا ونسائنا وشيوخنا المحتاجين، كفاية سرقة ونهب وبيع للوطن وأهله وثروته.