الاثنين, 19 مايو 2025
97
تحاول الجراثيم والفيروسات والميكروبات التي عرفتها البشرية أن تتلائم مع المتغيرات وتكتسب مناعة ضد الأمصال واللقاحات، لكنها غالبًا تسقط في النهاية أمام العقل البشري.
* وإذا كان كل جنوبي قد تكيف مع تلك الجراثيم والفيروسات الناقلة للأمراض وأوقفها عند حدها، فإنه لم يجد علاجًا ناجعًا لجرثومة خطيرة تستقر في وعيه اسمها الكراهية.
* يبدو أننا أمة لا تقرأ التاريخ جيدًا، لا تعتبر ولا تأخذ العبرة من الاعتبار، بدليل أن التعصب المناطقي زاد ضراوة في ظل سياسة موزع المرق، وما تلاها من ممارسات تبعث على القلق.
* مخجل أن يظل الجنوب بكل أطيافه يدور في حلقة التعصب المناطقي المفرغة، وكيف لهذه الحلقة الجهنمية أن تتوقف وهناك من ينفخ في كير الماضي بكل قتامته ويوقظ الفتنة من سباتها العميق؟
* عادت جراثيم التعصب المناطقي تغزو الجسد الجنوبي بصورة مفزعة ومرعبة، والأغرب من الإبل أن فرسان التنوير بعيدون تمامًا عن حماية جسد الجنوب من آفة التعصب.
* حرب الكراهية في الجنوب تتسع رقعتها يومًا بعد يوم، وقودها فئة تبغي، تنفخ في الحبة لتصبح في حجم القبة، ولا تجد منبرًا إعلاميًّا يتصدى لهذه الانفلات السلوكي الخطير.
* جرثومة التعصب المناطقي التي اختفت من دول العالم المتقدم والمتخلف على حد سواء لازالت تجد في الجنوب بيئة خصبة للتكاثر خارج غرف النوم كما هو الحال بالذباب.
* كنت أظن أن هناك إعلامًا وطنيًّا جادًّا يستطيع أن يتصدى للكراهية ويقضي على المناطقية بمصل التوعية، لكن الأيام غير الملاح أكدت لي أنني كنت سيء الظن.
* في كل مرة، في الشارع، في الباص، في المقهى تلتقط أذناي عبارات تعصب مناطقية مقيتة ما أنزل الله بها من سلطان، وتتألم لأن هذا التعصب السرطاني الذي يقتل روح التسامح بات سلوكًا عامًا يدمر ما تبقى للنسيج الاجتماعي من قوة.
* يا من تنفخون في جمر المناطقية بلا وعي عودوا إلى رشدكم، فقد قالها حكيم زمان: إذا شبّت النار في بيت جارك، سارع بجلب الماء إلى دارك.