> بعد قضاء اربعين يوما في الحبس تم مساء أمس السبت اطلاق سراح رئيس حزب الغد المصري المعارض ايمن نور وعضو مجلس الشعب الذي توجه على الفور الى دائرتة الانتخابية في منطقة باب الشعرية بوسط القاهرة حيث استقبله عشرات من انصاره، حسب ما افاد مصور لوكالة فرانس برس .

وكانت السلطات المصرية نقلت بعد الظهر النائب ايمن نور من سجن مزرعة طرة (جنوب القاهرة) الى مديرية امن القاهرة الواقعة بحي باب الخلق (وسط) التي خرج منها وتوجه في سيارة نصف نقل الى حي باب الشعرية المجاور وهو يلوح بعلامة النصر.

وحسب مصور فرانس برس، اصر نور على الخروج بملابس المحبوسين احتياطيا وهي عبارة عن قميص وسروال لونهما ابيض ورفض ارتداء ملابسه العادية.

وهتف العشرات من انصار نور لدى استقبالهم له "بنحبك يا ريس".

يذكر ان ايمن نور اعلن في العدد الاول من جريدة الحزب الناطقة باسم حزبه الذي صدر الاربعاء الماضي انه سيرشح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة التي ستجرى في سبتمبر.

وكان النائب العام ماهر عبد الواحد قرر صباح أمس اخلاء سبيل نور والمتهمين الخمسة الذين كانوا محبوسين احتياطيا لمدة 45 يوما على ذمة التحقيقات في الاتهامات بتزوير التوكيلات التي فوضه بموجبها انصاره بتأسيس الحزب بكفالة عشرة آلاف جنيه لكل منهم.

وفي اول الامر رفض النائب المعارض دفع هذه الكفالة معتبرا ان قضيته سياسية وليست "جنائية"، غير ان اعضاء حزبه اقنعوه، حسب ما قال محاميه امير سالم لفرانس برس، بالامتثال لشرط النائب العام وسدد محاموه الكفالة قبل خروجه من مديرية الامن مباشرة.

وتزامن الافراج عن نور مع بدء الاجتماعات التحضيرية للجمعية البرلمانية اليورومتوسطية في القاهرة حيث سيفتتح الاجتماع الرسمي لهذه الهيئة التابعة للمنتدى اليورومتوسطي يـوم غد الاثنـين فـي العاصمـة المصـريـة.

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان لجنة الامن وحقوق الانسان في الجمعية البرلمانية الاورومتوسطية وافقت أمس على اقتراح مصري بإلغاء المادة 12 من تقريرها التي كانت "تطالب السلطات المصرية بإعادة النظر فى قرارها بحبس أيمن نور رئيس حزب الغد وعضو مجلس الشعب" بعد ابلاغها بقرار النائب العام الافراج عنه.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اعربت في 15 فبراير الماضي عن "قلق الادارة الاميركية الشديد" اثر اعتقال ايمن نور وطالبت السلطات المصرية بإنهاء هذه المسألة على وجه السرعة.

كما اعرب الاتحاد الاوروبي وفرنسا عن رفضهما لاعتقاله.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسو ان باريس ابلغت القاهرة بان بلاده "متمسكة بحرية التعبير وبالتعددية".

يذكر ان مجلس الشعب المصري الذي يهيمن عليه الحزب الوطني الحاكم كان قرر رفع الحصانة البرلمانية عن ايمن نور في 29 يناير الماضي قبل بضع ساعات من القاء القبض عليه.

وتؤكد السلطات المصرية ان قضية ايمن نور جنائية وليست سياسية.

ورغم الافراج عن نور لم تقرر السلطات القضائية بعد ما اذا كانت ستحيله الى المحاكمة ام ستحفظ التحقيقات وتغلق ملف القضية.

واوضح النائب العام ان النيابة العامة تواصل التحقيقات وستتخذ قرارا "قريبا في التصرف في القضية".

وقال انه يحق "للنيابة العامة اخلاء سبيل المتهمين رغم استمرار التحقيقات "في حالة انتهاء مبررات الحبس الاحتياطي" الذي كان يفترض ان ينتهي في 17 مارس الجاري.

واضاف ان الحبس الاحتياطي تقرر "للسماح بالحفاظ على سرية التحقيقات ومن اجل عدم اخفاء اي مستندات محتملة تحتاجها النيابة العامة".

والمتهمون الخمسة الذين تقرر اطلاق سراحهم مع ايمن نور من قيادات واعضاء حزبه وهم اسماعيل زكريا عبد اللطيف وايمن حسن اسماعيل وجلال محمود لطفي واحمد عبد الشافي الغرياني اضافة الى سيدة وهي مرفت صابر.

وكانت لجنة الاحزاب المصرية وافقت على قيام حزب الغد في 27 اكتـوبر الماضي.

ونظم مؤيدو نور عدة تظاهرات خلال الاسابيع الاخيرة امام دار القضاء العالي وامام مجلس الشعب للمطالبة بإطلاق سراحه. ا.ف.ب