رئيس الوزراء لدى افتتاحه المؤتمر الـ 25 لمنظمة المدن والعواصم الإسلامية:نريد مدنًا لها وظائف اقتصادية وثقافية لا مدنًا للنزاع والحقد والقتل

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدره:

>
رئيس الوزراء اثناء القاء كلمته
رئيس الوزراء اثناء القاء كلمته
افتتح الأخ عبدالقادر عبدالرحمن باجمال، رئيس مجلس الوزراء صباح أمس اعمال المؤتمر الخامس والعشرين لمجلس ادارة منظمة العواصم والمدن الإسلامية، الذي ينعقد في العاصمة صنعاء خلال الفترة 15ـ16 مارس الجاري.

والقى الأخ رئيس الوزراء في حفل الافتتاح كلمة رحب في مستهلها بوفود الدول الأعضاء في المنظمة المشاركين في اعمال المؤتمر، وقال في كلمته: «اجد نفسي اتحدث الى هذا الملتقى الذي شرفنا بعد مرور ربع قرن على تأسيسه، ويشرفنا أيضا ان يكون هذا المؤتمر بمثابة العيد الفضي له في اليمن وربع قرن قد زادنا معرفة بالمدن والعواصم والإنسان والعمران في هذه المدن التي تحتفي بالناس والأشياء والأفكار، وتزدحم بغابات اسمنتية تكاد تخنقنا جميعا وتحرمنا من الشمس والضياء فيها».

وأضاف «ان هذه المدن التي بناها الأجداد اصبحت تقلد تقليدا ولا تجد فيها تجديدا حضاريا.. هذه المدن التي اطلق عليها ابن خلدون كلمته الشهيرة (ان الدولة عصبية وعمران، وان الدولة تبدأ من المدينة)، وعليه فإن وجود المدينة يعني وجود الدولة، والمدينة الحضارية هي النواة الأولى للدولة القائمة على العمران، فيما اذا قامت الدولة على العصبية، فإن العصبية موجودة في الصحراء تحت الخيام، ونحن هذه الأيام أمام مشكلة اساسية حول نظرية ابن خلدون فيما يخص قضية المعمار، فنحن نتكلم عن معمار ينسجم مع ثقافة الناس وسلوكهم وعاداتهم وعلاقاتهم الإنسانية.. اليوم نحن غرباء في البناية الواحدة والشقة الواحدة، وهذه خطورة كبيرة تنعكس على مشكلات الجيل الجديد القادم، اذن لدينا اشكالية حضارية ثقافية انسانية».

ونبه الأخ رئيس الوزراء الى انه يجب ان تكون العواصم والمدن ذات عمران وبناء حديث بوجود انسان متسامح حديث العقل والفكر قادر على التعامل الحضاري مع الآخرين، مستعرضا المشاكل التي تعاني منها المدن العربية والإسلامية ككل، إلا من رحم ربي ـ على حد قوله ـ ضاربا المثل بما جاء على لسان احد الصحفيين العرب عن وصفه للشارع العربي بأنه شارع ضيق ممتلئ بالنفايات والمشكلات الكثيرة، مشيرا الى ان هذا القول لا يعدو كونه اسقاطا سياسيا يصف واقع الشارع العربي ويلفت النظر الى الدور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المتكامل الذي ينبغي ان يؤديه، كما يشير الى ضرورة النظر الى المكان باعتباره موقعا يتجمع فيه سكان لهم مصالح تجارية واحدة ويسعون لإنشاء مجتمع حديث وانساني، وان المدن تقام لأجل ان يساعد الناس بعضهم بعضا، وما يتحقق من تطور في المدن لا بد ان يكون تطورا اكثر حضارية وحداثة وليس العكس.. «نريد ان يكون للمدن وظائف اقتصادية وثقافية وعلمية وتنويرية وبحث علمي وغيره، لا ان تكون هذه المدينة من أجل النزاع والحقد والقتل من اجل قطعة أرض».

واضاف قائلا: «ان المشكلة الثانية التي تعاني منها المدن العربية والإسلامية تتمثل بالمشكلة البيئية، وهي مشكلة متكررة في عالمنا الثالث حيث توجد مدن تنهار تدريجيا معنويا وانسانيا وليس عمرانيا فقط دون ان ندري، أي ان التناحر يزيد في هذه المدن المزدحمة وبالتالي ينهار السلم الاجتماعي».

تبادل الهدايا التذكارية بين رئيس الوزراء ورئيس المنظمة
تبادل الهدايا التذكارية بين رئيس الوزراء ورئيس المنظمة
وانتقل الأخ رئيس الوزراء الى تشخيص المشكلة الثالثة للمدن العربية والإسلامية، مشيرا الى انها تتمثل بما لدى هذه المدن من تنوع ثقافي ينبغي ان يكون مليئا بالحرية والقبول الكامل بكل التفكير والثقافة الحرة والديمقراطية الثقافية المتسامحة والمتلاحمة مع بعضها.

ولخص الأخ رئيس الوزراء المشكلة الرابعة لتلك المدن بالتوسع الجديد والحديث الذي تشهده على حساب المدن التاريخية وتلويثها معماريا بالبناء الجديد الذي لا يمت بأي صلة للبناء التاريخي «ولنا في اليمن تجربة كبيرة بإعادة تأهيل مدينة صنعاء القديمة، وبالتالي لا بد من اعادة صياغة هذه المدينة القديمة كي لا تنزاح خصوصيتها وتبقى تلك الخصوصية قائمة، ذلك لأن الطابع المعماري للمدن لا بد وان يكون منسجما مع نفسه لا ان يخلط الطين بالأسمنت ونزيد الطين بلة».

وتطرق الأخ رئيس الوزراء في كلمته الى الدور الذي ينبغي ان تؤديه الجامعات على صعيد الحفاظ على خصوصية المدن وطابعها المعماري، وقال: «ان دور الجامعات يفترض ان يكون متقاربا مع التطوير الحضري، ولكنني أرى فيما أرى ان الجامعات بعيدة كل البعد عن هذا.. ندخل كليات الهندسة فلا نرى من يهتم بقضايا العمران، وكلية الزراعة وخاصة في جامعة صنعاء، بعيدة كل البعد عن اسمها، فإذا دخلنا جامعة صنعاء نجدها صحراء، والمفترض انه حرم جامعي فيه كل الأفكار والمشاريع الدراسية الجديدة والبنائية، ولكننا لم نجد أي شيء، وهذا شاهدته انا خلال زيارتي أمس للجامعة، وكأنه لا يوجد مفكر واحد داخل الجامعة وعنده ذوق.. لذلك هذا هو الدور الذي نسعى اليه، دور الجامعات في التثقيف الحضري كي نكون نموذجيين في مدننا وعواصمنا».

وعقب القاء كلمته قدمت كل من المنظمة وبلدية دبي هدايا تذكرية للأخ رئيس الوزراء.

وعلى هامش المؤتمر صرح لـ«الأيام» الأخ م.عمر عبدالله قاضي، الأمين العام لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية موضحا الأهداف التي تسعى اليها منظمة المدن والعواصم الإسلامية فقال «المنظمة تسعى لخلق جو تنافسي من خلال اعلان جائزة تقديرية للعمل في المدن والعواصم ورفع المعنويات للحفاظ على الإرث التاريخي، كما ان الجائزة تمنح لتشجيع البحث العلمي والتأليف والترجمة والمشروعات والخدمات البلدية في مجالات العمران والخدمات البيئية وعقد الندوات الدولية واجراء التصاميم المعمارية والتخطيط الحضري، ومن عملنا ايضا التوقيع على الاتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للمساكن البشرية لتنفيذ برنامج خاص بالمساكن للشعب الفلسطيني، كما ان هناك اتصالات قائمة حول انعقاد المؤتمر الدولي للسلطات المحلية من اجل السلام في جمهورية تركيا».

وفيما يتعلق بالصندوق التابع للمنظمة ذكر الأخ الأمين العام ان الصندوق يقوم بتمويل المشروعات للحفاظ على المعالم التاريخية والعمرانية ذات القيمة.

جانب من حضور المؤتمر
جانب من حضور المؤتمر
وقال ان المؤتمر الحالي سيناقش الدراسة التحليلية التي قدمتها العاصمة اليمنية حول اسس التنظيم الحضاري والمعماري.

كما تحدث لـ«الأيام» الأخ احمد الكحلاني، وزير الدولة أمين العاصمة صنعاء، فقال ان المؤتمر سيتناول عددا من القضايا المهمة على الصعيد الفني والمالي والإداري للمنظمة وستشكل لجان لمناقشة تلك القضايا للخروج بنتائج وقرارات تعزز من دور المنظمة ونشاطها مستقبلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى