فشل القمة العربية قبل بدايتها

> عواصم «الأيام» وكالات :

>
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع وزراء الخارجية العرب بعد جلسة افتتاح الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية أمس الأول
الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع وزراء الخارجية العرب بعد جلسة افتتاح الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية أمس الأول
اشتدت خلافات وزارة الخارجية العرب في الاجتماع التحضيري للقمة العربية في الجزائر بمعارض شديدة من اليمن وسوريا لمقترح الاردن بتفعيل المبادرة العربية للسلام في الشرق الاوسط.. وتوصل الوزراء الى صيغة توافقية لمقترح الاردن. الا ان الاتفاق غير المبادرة الاردنية في جوهرها مما دفع العديد من المسؤولين الاردنيين الى الاعلان عن عدم توجه الملك عبدالله الى القمة.

وبات في حكم المؤكد أن يغيب العاهل الاردني عبد الله الثاني عن قمة الجزائر وقال مصدر أردني امس الاحد إن رئيس الوزراء فيصل الفايز سيتوجه إلى الجزائر اليوم الاثنين على رأس وفد لينضم إليه وزير الخارجية هاني الملقي بعد أن طرح مشروع القرار الاردني لاعادة إحياء مبادرة بيروت المرتكزة إلى مقايضة علاقات عربية شاملة بانسحاب إسرائيلي كامل من الاراضي المحتلة.

وفي الرياض أكدت مصادر دبلوماسية سعودية أن ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز سيتغيب عن اجتماعات القمة وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سيمثل المملكة في القمة. وكانت تقارير إخبارية توقعت غياب ولي العهد السعودي عن القمة. ورفضت المصادر الكشف عن أسباب تغيب ولي العهد السعودي عن القمة العربية. وهذه القمة هي الثانية التي سيتغيب عنها الامير عبد الله بن عبد العزيز إذ لم يشارك أيضا في القمة الماضية في تونس. وشهدت آخر قمة عربية شارك فيها ولي العهد السعودي في شرم الشيخ تلاسنا بينه وبين الرئيس الليبي معمر القذافي كشفت إثره ملفات أعدت لعملية اغتيال الامير عبد الله بمساعدة عناصر ليبية. كما أعلن في أبو ظبي امس الاحد أن رئيس دولة الامارات العربية الشيخ خليفة بن زايد لن يحضر القمة ولم تذكر وكالة أنباء الامارات التي أوردت الخبر سبب تغيب رئيس الامارات مشيرة إلى أن الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم إمارة الفجيرة سيرأس وفد الامارات إلى القمة نيابة عن الشيخ خليفة. وكان الرئيس اللبناني اميل لحود اعتذر عن المجيء أمس الأول السبت نتيجة التطورات المتسارعة في لبنان.

كما يتغيب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ويحضر نيابة عنه الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الاعلى حاكم (امارة) الفجيرة.

ولم تتاكد بعد مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد. ولقي الاقتراح الاردني القاضي بتفعيل مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002 مواقف متباينة تراوحت بين الاعتراض والتأييد قبل ادخال اضافات وافق عليها الجميع الا انها لم تغير من جوهر النص.

وقالت مصادر في جامعة الدول العربية ان النص الاساسي للاقتراح الاردني قدمه مندوب المملكة لدى الجامعة عمر الرفاعي خلال اجتماع على مستوى المندوبين لكنه سرعان ما واجهته اعتراضات من جانب مندوب الجزائر لدى الجامعة، عبد القادر حجار.

ونقلت المصادر عن مندوب الجزائر قوله ان "الوقت ليس للتطبيع مع اسرائيل" فشهدت بعدها الجلسة جدلا حادا حول الاقتراح بحيث تلقى الاردن دعم الكويت والبحرين في حين عارضت سوريا واليمن الاقتراح بشدة.

لكن وزير خارجية الاردن هاني الملقي صرح في اليوم الثاني، اي امس الأول السبت، قبل بدء اجتماعات وزراء الخارجية ان "من يريد ان يضع اشياء غير صحيحة في المشروع الاردني فهو لم يقرأ المشروع وعليه ان يذهب الى المدرسة ويتعلم مرة اخرى كيف يقرأ".

واكد ان المشروع "واضح ويهدف الى دعم مبادرة السلام العربية ولا يغير اي نقطة من نقاط مبادرة السلام العربية".

ومن جهته، توجه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى مندوب الجزائر قائلا "يبدو انك لم تقرا المبادرة السعودية التي تنص على التطبيع مع اسرائيل في حال انسحابها من الاراضي المحتلة".

في هذ الاثناء، طلب الى وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة اعادة صياغة المشروع الاردني وتم الاتفاق على صيغة جديدة بموافقة جميع المندوبين العرب.

وينص مشروع القرار التوافقي حول "تفعيل مبادرة السلام العربية" قدمه الاردن الى القمة العربية على "ان مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة وبعد ان استعرض الجهود الدولية لإحياء عملية السلام يقرر :

التاكيد على مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002 والتي طالبت اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من يونيو 1967، والاراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194، وضمان رفض كل اشكال التوطين الفلسطيني وفقا للشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مدريد وهي التي جاء فيها ايضا انه عندئذ تقوم الدول العربية باعتبار النزاع العربي الاسرائيلي منتهيا وانشاء علاقات طبيعية مع اسرائيل في اطار السلام الشامل.

التاكيد على دعوة المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته الى دعم هذه المبادرة ووضعها موضع التنفيذ.

تكليف اللجنة الوزارية العربية الخاصة بمبادرة السلام بالتحرك العاجل لتنفيذ المبادرة بما في ذلك التشاور مع اللجنة الرباعية".

وبالتالي، فإن ما تمت اضافته الى المشروع هو هذه الفقرة "والتي طالبت اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من يونيو 1967، والاراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194، وضمان رفض كل اشكال التوطين الفلسطيني" والفقرتين الاخيرتين حول المجتمع الدولي واللجنة الوزارية العربية.

وفي هذا السياق، اشار الملقي الى ان دولا عربية حرصت على اضافة تعابير وردت اصلا بتفاصيلها في قرارات اخرى للقمة" معتبرا ان "هذه الطلبات تكشف عن حالة القلق لدى بعض الدول العربية".

واضاف "اننا بالتطرق الى القرارات الدولية غطينا كل المسائل الواردة اصلا في قرارات منفصلة ستصدر عن القمة".

واوضح الملقي أن مشروع القرار الاردني "لم يعد فقرة واحدة بل اصبح اربع فقرات من دون تغيير في الاساس ولكن عبر استخدام لغة معروفة".

وقال ان مشروع القرار "اراد ان يكون بسيطا في تعابيره من دون غموض" مؤكدا ان "الاساس لم يتغير والهدف تم تحقيقه وكنا نريد تفعيل مبادرة السلام التي بقيت حبرا على ورق طوال ثلاث سنوات وقد نجحنا في ذلك".

و يواصل وزراء الخارجية العرب اجتماعاتهم في الجزائر لليوم الثاني على التوالي استعدادا للقمة العربية المقررة الثلاثاء والاربعاء القادمين في اجواء تفاؤل برزت اثر الاتفاق على صياغة جديدة للمبادرة الاردنية حظيت بتوافق عربي.

وبحسب النص الحرفي للمبادرة التي اصبح اسمها "تفعيل مبادرة السلام العربية" وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها، فإن القسم من المبادرة الاردنية الذي بقي كما هو، يشير "الى استعداد الدول العربية لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي واقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية واسرائيل في حال تحقيق السلام العادل والشامل والدائم وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مدريد للسلام".

اما الفقرة التي اضيفت فهي تشير اضافة الى "قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مدريد" الى "مطالبة اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من يونيو 1967، والاراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194، وضمان رفض كل اشكال التوطين الفلسطيني".

كما يدعو مشروع القرار الجديد "المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته الى دعم هذه المبادرة ووضعها موضع التنفيذ" كما كلف اللجنة الوزارية العربية الخاصة بمبادرة السلام بالتحرك العاجل لتنفيذ المبادرة بما في ذلك التشاور مع اللجنة الرباعية".

وبعد ان اعلن وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة مساء أمس الأول السبت التوصل الى "توافق عربي" حول صياغة جديدة لمشروع القرار الاردني، اكد وزير الخارجية الاردني هاني الملقي صباح امس الاحد التوصل الى الاتفاق معتبرا ان الاردن "نجح في تفعيل" مبادرة السلام العربية.

وقال الملقي في حديث الى وكالة فرانس برس ان "هدفنا كان في لفت الانتباه الى مبادرة السلام العربية وتفعيلها الامر الذي نجحنا فيه".

واضاف ان "دولا عربية حرصت على اضافة تعابير وردت اصلا بتفاصيلها في قرارات اخرى للقمة"، معتبرا ان "هذه الطلبات تكشف عن حالة القلق لدى بعض الدول العربية".

واوضح الوزير الملقي ايضا ان "الاساس لم يتغير والهدف تم تحقيقه وكنا نريد تفعيل مبادرة السلام التي بقيت حبرا على ورق طوال ثلاث سنوات وقد نجحنا في ذلك". وكان مشروع القرار الاردني قد اثار خلافا حادا بين المندوبين العرب، الى ان طلب من وزير الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة اعادة صياغته، وتم الاتفاق على صيغة جديدة بموافقة جميع المندوبين العرب.

شارك في اعداد التقرير رندا حبيب وجوزف بدوي(أ.ف.ب)+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى