قطر تدفع ثمن سياستها القريبة من الولايات المتحدة

> الدوحة «الأيام» فيصل البعطوط :

> شهدت العاصمة القطرية الدوحة التي تؤوي المقر المتقدم للقيادة الوسطى الاميركية، يوم امس الاول السبت اعتداء انتحاريا هو الاول من نوعه اعتبر محللون انه ياتي نتيجة لسياستها المقربة من الولايات المتحدة.

ونفذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسرحا تابعا لمدرسة بريطانية في الدوحة واوقع قتيلا بريطانيا و12 جريحا، من قبل مواطن مصري "متدين" يعمل مبرمج انظمة
كمبيوتر وذلك عشية الذكرى الثانية للغزو الاميركي للعراق.

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان "العملية شبيهة في اسلوبها وفي اهدافها بما درج تنظيم القاعدة على تبنيه".

من جانبه اعتبر وزير العدل القطري السابق نجيب محمد النعيمي ان هناك "اسبابا مجتمعة لما حدث" موضحا ان "وجود قواعد عسكرية اميركية في قطر، بالاضافة الى موعد
الذكرى الثانية للحرب على العراق، مشفوعة بالزيارة الاخيرة لمسؤول اسرائيلي
للمدينة التعليمية .. كلها عوامل قد تكون تسببت في الحادث".

وكان يشير الى مشاركة ميخائيل ملكيور مساعد وزير التربية الاسرائيلي في شباط/فبراير الماضي في ندوة بالدوحة.

ويضيف النعيمي الذي يعمل حاليا محاميا، ان "رسالة المنفذين هي دفع قطر لمراجعة سياستها الخارجية" مشيرا الى ان انه "يجب ان ناخذ بعين الاعتبار ان هناك في قطر
تعاطفا قويا مع الحركة السلفية" التي تستقطب منها القاعدة في كثير من الاحيان انصارها.

لكن العميد السابق لكلية الشريعة واصول الدين في قطر عبد الحميد الانصاري يرى ان هذه "مجرد ذرائع ظاهرية يتداولها منظرون وايديولوجيون".

وقال لوكالة فرانس برس ان "الانفجار الذي استهدف الدوحة يأتي ضمن سياق الاحداث الارهابية التي شهدتها دول الخليج" وينتقد بشدة ما سماه "الفشل الثقافي الخليجي
الذريع في تحصين الشباب ضد الارهاب".

واضاف "الارهاب صناعة خليجية بدليل كثرة الشباب الخليجيين المتورطين فيه" بل انه يؤكد انه "حتى غير الخليجيين من المتورطين جاؤوا نتيجة لتصدير هذا الفكر
المتشدد".

واعتبر الانصاري الذي تثير تصريحاته الكثير من الجدل ان ما حدث و يحدث يعود الى "الخطابات التعليمية والدينية والاعلامية الخليجية التي تحرض الناس على الاخر الغربي باستخدام مفردات عدوانية". وهو لا يستثني من ذلك قناة الجزيرة التي اتهمها "ببث الطروحات التحريضية عبر استضافة رموز دينية وايديولوجية متشددة"، على حد تعبيره.

وشهدت المملكة السعودية المجاورة لقطر منذ ايار/مايو 2003 اعتداءات دامية تبناها تنظيم القاعدة في حين شهدت الكويت في كانون الثاني/يناير اشتباكات دامية
بين مسلحين اسلاميين وقوات الامن.

واطلق صالح العوفي زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في رسالة صوتية نسبت اليه نشرت الخميس الماضي على الانترنت، نداء للجهاد لانصار تنظيم القاعدة في المنطقة
وذلك بعد عدة اشهر من الصمت.

ودعا العوفي في رسالته "الاخوان في قطر والبحرين وعمان والامارات وجميع اسود الجهاد في الدول المجاورة للعراق" الى "ضرب كل منا ما على ارضه من جنود وآليات
وقواعد وطائرات الصليبيين والنفط المخصص لهم".

واشار الدبلوماسي الغربي الى المرتبة المتقدمة لقطر في رسالة العوفي وقال "لقد كان لافتا ان اسم قطر ورد في طليعة الدول الخليجية التي حرض عليها العوفي" في حين
حذر الانصاري من "الخلايا النائمة ،، لان ما يظهر الان ليس سوى راس جبل الجليد" على حد تعبيره.

لكن النعيمي لا يشاطر راي من يتوقع الاسوأ وقال لوكالة فرانس برس "اراهن انها ستكون مثل بيضة الديك وان هذه الحادثة لن تتكرر في قطر" مضيفا ان ما حدث "سيفتح
العين الامنية اكثر (..) وتشتد المراقبة بعد ان كان البعض يعتقد ان قطر في مأمن من الارهاب".

وتقترب المواطنة البريطانية روبينا ماكينفين المقيمة في قطر منذ 10 سنوات من راي النعيمي ورغم انها تصنف ما حدث في خانة "الرهيب وغير المفهوم والصادم" الا
انها تقول "لا افكر في مغادرة البلد".

وتضيف روبينا التي تملك محلا للازياء النسائية في مجمع تجاري فاخر في الدوحة ان "ما حدث البارحة يحدث في بريطانيا ايضا" وان "من يريدون فعل ذلك لا احد يمنعهم
عنه في اي مكان". و تخلص المتحدثة الى القول "مازلت اشعر بان المكان امن .. ليس 100 في المئة لكنه اكثر امانا من سواه".

من جانبه قال كهل امريكي كان يهم بدخول النادي الصحي في فندق فاخر بالدوحة صباح امس الأحد "اشعر انه ما يزال بامكاني ممارسة حياتي بشكل طبيعي ، عدا بعض
الاختلافات مثل غلق الباب الخارجي لملعب التنس مما اضطرني لدخوله من داخل الفندق".

ويعترف المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن هويته بان "فكرة العودة الى امريكا راودتني البارحة واليوم لكن ليس بقوة اتخاذ قرار بشانها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى