الطب والتطبيب .. أمانة

> «الأيام» علوم :

> يقول رب العزة والجلال {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنتظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم} سورة الحشر - الآية 18- 19.

تكراراً ومراراً على صفحات جريدة «الأيام» المحروسة بالله نذكر عن الطب وأمانته وعن عدم الاستهانة به وبحياة البشر وعدم التهاون لمن تسول له نفسه المساس بهذه المهنة الأخلاقية الإنسانية .. والذي جعلني أكتب مرة أخرى عن هذا الموضوع المهم .. هما الخبران الصادران في صفحات «الأىام» بتاريخ 7/2/2005م، عن محاكمة طبيب أخل وأهمل في مهنته الطبية وتسبب في وفاة امرأة حامل وابنها المولود في مستشفى عدن العام، وجاء في الخبر أن هذه المشكلة وقعت في عام 1998م أما الخبر الثاني فكان عن سجن ممرض فني مختبرات الذي - كما يقول الخبر - تسبب في إصابة مريض بمرض الايدز .. ونحن هنا لسنا بصدد المحاكمة، ولكن بصدد أهمية الموضوع وتلك الجرائم والكوارث والأخطاء التي ترتكب بحق المواطنين دون خوف من البعض ممن جعلوا الطب ومهنة الطب سلعة تجارية يتاجرون بها على حساب البشر .. يقول رب العرش{إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} الأحزاب «72». لقد تذكرت واقعة حصلت لأحد الأطباء الاختصاصيين وممرضتين في الدولة التشيكية الأوربية تسببوا في موت توأمين بعد ولادتهما بسبب الإهمال والتقاعس، وعند عرض الجريمة على القضاء بيوم واحد فقط بعد الحدث .. أحرج القضاء وكان الحكم الفاصل بان ُيمنع الطبيب من مزاولة المهنة لمدة 4 سنوات وتفصل الممرضتين من العمل في مجال الطب مدى الحياة .. وهنا لم استطع المقارنة .. القضية عندنا حصلت في 1998م والقضاء يبت فيها عام 2005م .. إنني بالطبع أحيي القاضي الذي يحاكم المتهمين ونشد على يديه .. ولكن الذي يجب أن نشير إليه بالبنان هو كم قضايا عندنا من هذا النوع .. ولا أحد يسمع عنها أو يحاكم بها القضاء الذين تسببوا في تلك المصائب التي حلت بمرضانا وصحتنا .. يقول ربنا جل شأنه «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم»، الآية 4 سورة التين .. ولقد كرم الله الإنسان وفضله على سائر المخلوقات الأخرى، ونحن نهمله ونحتقره ونتسبب بوفاته ومرضه، فإلى متى هذا الإهمال والتقصير.. إلى متى؟

والله من وراء القصد.

استشاري جراحة الوجه والفكين والفم والتجميل/ كلية الطب - عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى