المحافظ الشعيبي وثغرة الدفرسوار في الاتفاق اليمني المصري

> نجيب محمد يابلي

> وقع الدكتور محمد يحيى النعمي، وزير الصحة اليمني مع نظيره المصري الدكتور محمد عوض تاج الدين بروتوكولا للتعاون الصحي والدوائي لمدة ثلاث سنوات في العاصمة صنعاء مطلع مارس الحالي، ونص البرتوكول على أن تقبل مصر 10 دارسين يمنيين للحصول على درجة الزمالة المصرية سنويا في التخصصات المختلفة مع إعفائهم من الرسوم الدراسية، إضافة إلى 10 دارسين آخرين يتم معاملتهم أسوة بزملائهم من مصر.

من ضمن ما نص عليه البرتوكول تقديم وزارة الصحة المصرية 40 منحة علاجية للمرضى اليمنيين ممن استعصى علاجهم في الداخل في مجال علاج أمراض السرطان وزراعة الكلى وجراحة المخ والأعصاب والعظام، إضافة لمعاملة المرضى اليمنيين أسوة بالمرضى المصريين بالمستشفيات والهيئات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الخاصة، وإيفاد فرق طبية مصرية زائرة بمعدل أربع زيارات سنوية لعلاج المرضى اليمنيين في المؤسسات الصحية الحكومية بناء على طلب من وزارة الصحة اليمنية.

يستطيع الأخ د. يحيى الشعيبي، محافظ عدن، أن يستخدم حنكته بأخذ نصيب محافظة عدن من تورتة البروتوكولات، لأن نصيب محافظة عدن من المنح الدراسية الجامعية والعليا لا يتناسب ومكانة محافظة عدن، التي كانت عاصمة سابقة للنظام السياسي في المحافظات الجنوبية، وكونها مركزاً حضريا متقدماً مقارنة بسائر المحافظات الجنوبية.

يقيننا أن المحافظ الشعيبي سيستميت من أجل انتزاع حصة محافظة عدن، لأنه يستخدم موارد المحافظة من رسوم النظافة وتحسين المدينة في مصارفها، ولا توجد لديه مخصصات للإعانة على تلقي العلاج في الداخل أو الخارج، وكل ما في وسعه أن يعمله هو أن يحيل قضايا المستحقين إلى رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء، وحبالهما طويلة بطول حبال القضاء، ويترتب على ذلك استفحال المعاناة وانتظار الفرج من أرحم الراحمين، إما بالانفراج أو اللحاق بالرفيق الأعلى.

قطعت المحافظة شوطاً في توسيع الطرقات تنشرح له صدور قليلة، أما السواد الأعظم فتضيق صدورهم، أضيئت الطرقات لكن الظلام عم النفوس لأن الباطل أصبح بين أيدي الناس ومن خلفهم وعن يمينهم وعن شمالهم.

الإنسان هو محور كل شيء، وإلا لما ارتفعت الأصوات هنا وهناك تطالب بحقوق الإنسان وبحقوق المواطنة وبحقوق الطفل وبحقوق الشباب وبحقوق المرأة، فلو اتسعت كل طرقات الجمهورية وأضيئت كل تلك المسافات الطويلة بأضواء كاشفة، فلن يقدم ذلك ولن يؤخر.

سيستفيد الأخ المحافظ من إمكانية وجود سعادة السفير دكتور عادل السالوسي، قنصل عام جمهورية مصر العربية في محافظة عدن، وهو خير خلف لسلفه سعادة السفير سعيد محمد مرسي، القنصل العام السابق، ومن خلال تلك القناة سيعمل سعادة السفير السالوسي على حل كثير من الإشكالات والإخفاقات التي تواجهها المحافظة، لأن قضايانا الحقيقية هي قضايا الإنسان بدرجة أولى، ولو توخينا الدقة وأنصفنا القول لقلنا إن قضايا الإنسان تحتل المرتبة الأولى في لائحة أولوياتنا، لأن الإنسان هو هدف التنمية وهو وسيلتها ولا قيمة لأي عمل يغفل الإنسان ويركز على الطرقات وإنارتها.

ما جدوى ما نفعله إذا كانت الناس تقع صرعى الموت أو المرض أو الجلطة أو الذبحة ونحن مشغولون بتوسيع الطرقات وإنارتها. موارد المحافظة كثيرة إذا قورنت بالمحافظات الأخرى، إلا أن المركزية ما زالت تذبح اللا مركزية، وما زال الفساد هو سيد الموقف.. نسأل الله الهداية لنا أجمعين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى