(ديوان الطرب) .. مع فنجان (نيسكافيه) !

> مختار مقطري

>
رويدا
رويدا
بعد منتصف ليلة الجمعة الماضية، شاهدت إعادة لبرنامج (ديوان الطرب) من الفضائية اليمنية، الذي استضاف المطربتين الشقيقتين رويدا وروينا رياض اللتين صار من حقهما اليوم أن تسعى الفضائية اليمنية إلى إتاحة الفرصة لهما لتسجيل أغانيهما الجديدة وليس تقديمها في (ديوان الطرب) كصوتين واعدين كان للفضائية اليمنية الفضل والأسبقية في إتاحة الفرصة لهما ليعرفهما الجمهور اليمني والعربي، إلا إذا كانت شهادة الفنانتين الكبيرتين صباح منصر وأمل كعدل في برنامج «نجوم الطرب» مطعون فيها. كما أن فكرة البرنامج- على هذا النحو- ليست جديدة، فقد سبق للقناة الثانية - عدن - أن قدمت برنامجين متميزين وعلى مستوى أفضل في الإعداد والإخراج والفكرة المبتكرة من (ديوان الطرب) هما (استديو الفن) و(نجوم الطرب) عامي (2001 و2002)، وكان لجمعية الفنانين والموسيقيين الشباب بعدن إسهام كبير في النجاح الكبير للبرنامجين اللذين قدما لنا اصواتا شابة جميلة وواعدة صار عدد منها اليوم أشهر من أن يعاد اكتشافهما في (ديوان الطرب) ومنها صوتا رويدا وروينا رياض.

و كنت قد كتبت كثيرا مشيدا بصوت وأداء رويدا وكتبت قليلا عن روينا لإحساسي حينها أنها مازالت طفلة في الغناء، ولكن روينا في البرنامج تفوقت على رويدا لأن رويدا لم تحسن اختيار الأغنيات المناسبة لصوتها المخملي الشفاف وبحته الشجية، فأغنية مثل (من نظرتك يا زين) لا تناسب صوتها، ليس لأنه صوت نسائي، كما حاول الفنان إيهاب تركي إقناعنا ، بدليل تألق المطربة اللبنانية الكبيرة نجاح سلام في غنائها، ليبرر أداءها الباهت وانحباس أنفاسها وجفاف (العرب) في صوتها، بينما نجحت روينا في إقناعي بأنها لم تعد طفلة في الغناء حين غنت بإحساس راق وأداء تلقائي صادق رائعة نجاة الصغيرة (عيون القلب) لأنها أحسنت اختيار ما يناسب صوتها.

روينا
روينا
وظهر الضعف واضحا في صوت رويدا وهي تغني (لسه فاكر) لأم كلثوم، فاختنق صوتها وهي تغني(واللي قاسيته في ليلي اتنسى ويا الصباح) هل لأن صوتها مكون من (اوكتاف ونصف) كما ألمح إيهاب تركي؟ كلا.. فعبدالحليم أطرب الملايين بمساحة صوته المحدودة لأنه نجح في توظيف ما فيها من شجن وعذوبة وأيضاً قوة ، باختياراته الموفقة لما يناسب صوته من ألحان. فالاختيار غير الموفق للأغاني كان سبب الأداء غير الموفق لرويدا رياض وليس اختلاف الجو بين عدن وصنعاء، وفنجان الـ (نيسكافيه) الذي شربته قبل التصوير كما قالت، وللأسف، أن إيهاب تركي راح يشرح لنا براعة السنباطي في التلحين، ولم يقدم لنا تقييمه العلمي لصوتي رويدا و روينا رياض، ولم يوجههما إلى أهمية الاختيار الموفق لما يناسب صوتيهما من ألحان ولأهمية مخارج الألفاظ وأمور فنية أخرى كانتا أحوج إلى سماعه من فنان وموسيقي متخصص، فهل شرب هو ومقدم البرنامج محمد عبدالرحمن الـ ( نسكافيه) أيضاً؟ ليصف الأخير مثلاً صوت رويدا بأنه صوت (يمثل اليمن كله بطبيعته وتضاريسه وتنوعه الفلكلوري والجمالي)، وهو وصف لا يحتمله صوت رويدا الشجي والعذب والقادر على التطريب، وإن كان ثمة صوت نسائي جدير بهذا الوصف فهو - في رأيي - صوت المطربة الكبيرة الراحلة رجاء باسودان، ولكن يبدو أن (النيسكافيه) كان له تأثير قوي، فمقدم البرنامج يذكر أن مؤلف كلمات (من نظرتك يا زين) هو د. محمد عبده غانم، ليصحح إيهاب تركي بأنها من كلمات وألحان أبوبكر سالم بلفقيه، لكنه أيضاً لم يسلم من تأثير (النيسكافيه). فذكر أن أغنية (عيون القلب) من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد عبدالوهاب، بينما هي من تأليف عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليع حمدي. وللحن سمات وخصائص فنية ذكرها إيهاب تركي تؤكد أنها لا يمكن أن تكون لمحمد عبدالوهاب. بقي أن لا تفرح رويدا بلقب (كوكب اليمن) فما زال المشوار أمامها طويلا لتفوز به عن جدارة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى