ومن لا يصدق .. فليصدق

> أحمد محسن أحمد

> نحن عندما نكتب ونشير إلى الإخلالات والمصائب التي بدأت بوادرها وبذور نموها تبرز إلى حيز الوجود .. ليس كذلك وحسب .. ولكن بدأت الطامة الكبرى تبرز بقرونها السوداء الكئيبة، ليتحقق المثل العامي المنتشر هذه الأيام «لم تر من الجمل إلا أذونه»، عندما نقول كل ذلك .. ونحذر .. وننبه خوفا وتجنبا لما قد يحدث مما لا يحمد عقباه .. نجد أن هناك من يصدق قولنا فيتكرم مشكورا ليقول لنا .. (جزاكم الله خيرا فيما أنتم فيه)، وهذا الرد هو الغنى والمطلب الوحيد الذي نسعى إليه ونطلبه .. أن يسمعنا الناس ويفهمونا جيدا .. لكن هناك نوعا آخر من الناس لا يسمعونا ولا يريدون أن يفهموا ما عليهم من واجب .. هؤلاء أمرهم لله في يوم الحساب لأنهم في غفلة من أمرهم وواجبهم.

أما النوع الأخير من الناس، أو الأحرى بنا أن نسميهم طبقة المجتمع المتحكمة والمسيطرة والمتنفذة.. فهؤلاء لا لوم عليهم إن هم عادونا وتشاكلوا معنا واستعملوا تلك الأساليب غير المنظورة للضغط علينا وتشكيل ألوان من المماطلة والمناكفة لكي يكمموا أفواهنا ويكسروا أقلامنا .. ويعدموا حبر الأقلام من الأسواق لكي تجف الأقلام، ولكن هيهات أن يصلوا إلى مبتغاهم .. فمهما كان الأمر نحن سنظل نقول كل ما علينا قوله وكل ما يمليه علينا ضميرنا وواجبنا لنوقظ في الأمة الأحاسيس الميتة .. ونبصر من لا يبصر سواء السبيل، ونحن لسنا ضد أحد بعينه، صحيح إنه من الضروري أن نكون مواجهين ومتصدين لكل ما من شأنه تعكير صفو الأمان والاستقرار لدولتنا ووطننا الغالي.. حتى ولو كان هذا الموقف يتطلب التصدي لإجراءات الجهات المسؤولة .. أو بعبارة أكثر دقة ووضوح إجراءات السلطة .. لكن ذلك لا يعني أننا ننحاز للمعارضة أو أننا نقف مع المعارضة في مواجهة السلطة أو الحكومة لكي تكتمل الصورة في المواجهة التقليدية المعروفة (حكومة ومعارضة .. أو حكومة ضد معارضة .. أو معارضة ضد حكومة).. لأن المعارضة نفسها لا تعرف هي مع من وضد من، فقد أثبتت الأحداث أن الناس أو الجماهير متى ما أحست بالظلم والجور لا تعرف حكومة ولا تعرف معارضة .. تعرف الجماهير شيئا واحدا ولا سواه .. وهو أن الظلم والقهر ليس لهما منظم ولا مخطط ولا حتى منظر .. فالجوع والفاقة والعوز هي المنظم .. وهي المخطط وهي صاحبة نظرية الثورة ضد الفقر الذي أسماه حبيب المصطفى [ وابن عمه (علي بن أبي طالب كرم الله وجهه) بأن الفقر كافر .. ولو كان إنسانا لسل سيفه وبارزه حتى يقتله .. يعني أن أحداث هذا الزمن تقاس بقدرة الشارع على الحركة .. وعلى قول كلمته، والشارع في هذا الزمن هو الحكومة .. وهو المعارضة وهو الذي يركع الحكومة .. ويلغي نظريات و(تنظير) المعارضة .. لذلك نجد أن العديد من حركة الشعوب وغليان الجماهير ونزولهم إلى الشوارع يضع الحكومات والمعارضات معا في زاوية واحدة .. اسمها زاوية (اللافهم) .. أو بالأصح سلة (مزبلة) الجهل وعدم فهم مطالب الجماهير الجائعة والمحتاجة .. ويعجبني المثل الجديد المطور للمثل القديم .

كان المثل القديم يقول .. إن الحكومات والمعارضات تحمل العصا وفي آخر طرفها الجزرة .. لكن هذه الأيام لا توجد سوى العصا .. أما الجزرة فقد ضاعت .. بس من يمسك العصا .. هل الجماهير أم الحكومة والمعـارضة؟ وسامحك الله يا أبا عبدالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى