القذافي: الفلسطينيون والاسرائيليون أغبياء وهذا سبب عدم حل المشكلة

> الجزائر /واشنطن «الأيام» د.ب.أ/ا.ف.ب :

>
القذافي اثناء اللقاء كلمتة في القمة العربية في الجزائر امس
القذافي اثناء اللقاء كلمتة في القمة العربية في الجزائر امس
في اول رد فعل اعلنت وزارة الخارجية الاميركية امس الاربعاء ان القمة العربية في الجزائر التي انهت اعمالها اليوم، لم تنتهز فرصة جيدة للتأكيد مجددا على تمسك قادتها بالاصلاحات الديموقراطية وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ادم ايرلي "اريد ان اشير الى ان البيان الختامي (للقمة) لا يبدو انه يجدد التأكيد على دعم السير نحو المزيد من الديموقراطية ونحو المزيد من الحرية في الشرق الاوسط". واضاف "نعتقد انه كانت هناك فرصة لم تنتهز". ,وفي كلمته أمام القمة العربية في الجزائر أمس وصف الزعيم الليبي معمر القذافي الفلسطينيين والاسرائيليين بالغباء وقال إن هذا سبب عدم حل المشكلة بين الطرفين حتى الان ,وقال القذافي الذي وصف نفسه في بداية كلمته بأنه "عميد الزعماء العرب" وسط ضحك القادة العرب المشاركين في القمة ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه لن يعترف بدولة إسرائيلية أو دولة فلسطينية إذا أعلنت هذه الدولة من طرف واحد.

وأضاف الزعيم الليبي في كلمته المطولة التي استغرقت نحو الساعة أن الحل هو قيام دولة ديمقراطية واحدة للفلسطينيين واليهود معا "بين البحر والنهر لان المنطقة لا تتحمل قيام دولتين".

يذكر أن القذافي سبق أن اقترح حلا للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي بإقامة دولة واحدة تضم الشعبين في إطار ديمقراطي وسماها دولة "إسراطين".

وقال الزعيم الليبي إن الفلسطينيين "أغبياء" لانهم لم يقبلوا الدولة التي عرضت عليهم بموجب قرار التقسيم رقم 181 الصادر عن الامم المتحدة عام 1947.

وأضاف أن الاسرائيليين "أغبياء" أيضا لانهم لم يسمحوا للفلسطينيين بقيام دولتهم طوال هذه السنين وتمسكوا باحتلال قطاع غزة والضفة الغربية بعد حرب عام 1967 في حين يقبلون الان بمبدأ الانسحاب من المنطقتين بعد ما تكبد الجانبان كل هذه الخسائر البشرية والمادية.وأوضح القذافي أنه لا يمكنه الاعتراف بدولة إسرائيل لانها دولة أعلنت من طرف واحد على أرض فيها طرفان وبالتالي فإن إعلان قيامها "باطل".

وتساءل كيف يعترف المجتمع الدولي بإسرائيل رغم وجود حالات مماثلة في مناطق أخرى من العالم أعلنت فيها دولة من طرف واحد ولم يعترف بها أحد مشيرا إلى قبرص حيث أعلن الاتراك في الشطر الشمالي من الجزيرة جمهورية من طرف واحد ولم يعترف بها أحد سوى تركيا وكذلك تايوان التي لا يعترف بها المجتمع الدولي. وأضاف القذافي أن "فلسطين لا تختلف في شيء" وبالتالي فإنه لا يعترف بإسرائيل "إلا إذا تم الاعتراف بقبرص التركية وتايوان". وحول مشكلة إقليم دارفور السوداني، قال القذافي إنها "مشكلة قبلية وأفريقية ونحن نقدر نحلها لكن التلويح بالتدخل الاجنبي والمحاكم الدولية والتلويح بحلف الاطلسي هذا يستفز الناس، هل يريدون تحويل السودان إلى عراق أخرى؟".

وكان القذافي يقرأ أحيانا من نص معد سلفا لكنه كان يرتجل كلامه في معظم الاوقات.

وحول العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة، دعا الزعيم الليبي إلى ضرورة الجلوس مع الغربيين والتحدث معهم بصراحة لايجاد حل لمشكلة الارهاب وغيرها من المشاكل بين العرب والغرب.

وقال "وإذا رفضوا الحوار سنقول لهم ادفعوا الثمن ولا للمجاملات وللكلام تحت الطاولة ولابد من المصارحة وعدم المداهنة" وضرب مثلا بمسألتي الحجاب والختان مشيرا إلى أن هذه مسائل في صميم العقيدة الدينية للمسلمين ويجب ألا يكون هناك نقاش بخصوصها.

وأضاف أن الغرب يحترم الهندوس الذين يقولون إن دينهم يحرم ذبح البقر وتساءل عن الاسباب التي لا تجعل الغرب يحترم المسلمين وخصوصياتهم الدينية مثل الحجاب الذي قال إنه أمر منصوص عليه في القرآن ولا يمكن إجبار النساء على خلعه ولكن المرأة التي تريد أن تصبح رجلا فهذه حريتها.وتابع القذافي "ما حدث من إمامة امرأة حائض للمسلمين في صلاة الجمعة بنيويورك استهانة بالمرأة واستخفاف بقيم وتعاليم الاسلام وسيؤدي إلى نمو التطرف وقد أدى إلى انضمام الآلاف إلى (زعيم القاعدة) أسامة بن لادن". وأضاف "الحلال بين والحرام بين .. والضبابية والظلامية لا يخدم السلام العالمي مشيرا إلى أن "الاستهتار وصل إلى حد وضع قرآن جديد يسمى (الفرقان الحق) وبعد ذلك نقول نكافح الارهاب الاسلامي .. ما يفعله الغرب هو صب الوقود على النار".

وقال القذافي "ذهبنا إلى أوروبا للتحدث في الاقتصاد فحدثونا عن الختان.. الديمقراطية الموجودة في المجتمعات الشرقية هي الديمقراطية الحقيقية .. الشعب القادر على إسقاط الحكومة موجود في آسيا وأفريقيا".

وأضاف "في كل مكان يسقط رئيس الحكومة بمظاهرة في حين تظاهر الملايين في العرب ضد حرب العراق ولم تسقط اي حكومة.. نتمنى أن يتحول الغرب إلى نظام ديمقراطي وليس عندما مشكلة مع أي شعب ولا حتى الاسرائيليين .. وإذا كانت السلطة بيد الشعوب" لما كانت هناك مشاكل.

ووصف القذافي الديمقراطية في آسيا وأفريقيا بأنها "أفضل الديمقراطيات لانها مرتبطة بالنظام الاجتماعي" وضرب مثلا بأوغندا التي وصفها بأنها بلد ديمقراطي وكذلك بغانا.

وأضاف "في بلداننا بمظاهرة تسقط الحكومة لكن في الغرب الشعوب تنبح .. تنبح ولا أحد يسمع صوتها كأنها كلاب تنبح".ووصف القذافي نفسه بأنه "فيلسوف ومثقف" وقال "آسف لوجودي هنا".

من ناحية أخرى قال الزعيم الليبي إنه لا يعترف بأي محكمة دولية لانها محاكم "باطلة وأنا أعكف على إعداد دراسة قانونية سأقدمها للامم المتحدة أبين فيها بطلان المحاكم الدولية .. هذه مفروضة فرض بسبب القهر في العالم".

ودعا السودان إلى عدم السماح بمثول أي من أبنائها الذين يقال إنهم ارتكبوا جرائم ضد الانسانية في دارفور أمام محاكم دولية أيا كان نوعها لان "عندنا محاكم وقانون ونظام".

واقسم الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي امس الاربعاء في اليوم الثاني من قمة الجزائر العربية انه لن يطلق سراح الممرضات البلغاريات اللواتي اصدرت محكمة ليبية في مايو 2004 حكما بالاعدام في حقهن.

وقال القذافي "اقسم بالله العظيم بانني لن اطلق سراح اي منهم". واعرب القذافي في كلمة القاها امام الوفود العربية عن انزعاجه من المطالب الغربية المتكررة التي تدعوه الى الافراج عن الممرضات الخمس اللواتي حكم عليهن مع طبيب فلسطيني بالاعدام بعد ادانتهم بتهمة حقن اكثر من اربعمئة طفل بفيروس الايدز في مستشفى بنغازي.

و صرح الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في كلمة مرتجلة القاها امام القادة العرب في قمتهم في الجزائر امس الاربعاء ان الاتحاد الافريقي العربي "هو شاطىء النجاة للعرب". وقال الزعيم الليبي في كلمته بعد كلمة امين عام الامم المتحدة كوفي انان "لقد طرحت فكرة الاتحاد الافريقي على انها شاطىء النجاة للعرب". ودعا الى انضمام "منطقة الشام" في المشرق العربي في اشارة الى سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، الى الاتحاد الافريقي الذي سيضم في هذه الحالة ايضا الدول العربية في شمال افريقيا.

اما بالنسبة الى الدول العربية الخليجية، فدعا القذافي الى انضمامها الى "فضاءات اخرى" اقليمية واعطى مثلا ان سلطنة عمان يمكن ان تنضم الى فضاء اقليمي "مع جزر المالديف" في منطقة المحيط الهندي.

ورأى انه على كل دولة ان تكون في اطار فضاء اقليمي وقدم مثلا على ذلك "تركيا التي تلح للانضمام الى اوروبا لان لا مستقبل لها في المنطقة". واعتبر ان "هذا العصر ليس عصر الدولة الوطنية التي تتلاشى لتفسح المجال للفضاء الكبير".

وحذر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في كلمة له امام قمة الجزائر العربية امس الاربعاء من ان سقوط النظام السوري "القوي" سيؤدي الى تسليم السلطة في هذا البلد الى تنظيم "القاعدة وحزب الله والزرقاوي".

وقال القذافي اطار تحذيره من الفوضى في منطقة الشرق الاوسط في حال استمرت "سياسة الظلم" انه "في حال سقوط النظام السوري القوي فان القاعدة والزرقاوي وحزب الله" سيتسلمون السلطة في هذا البلد. واضاف انه في هذه الحالة "ستشتعل المنطقة من افغانستان مرورا بالعراق الى سوريا وفلسطين"، محذرا من ان "هذا الظلم يولد بن لادن اخرين ويجب ان نكون جديين" في التعاطي مع هذه المسألة.

وتساءل "لماذا يعتبر قرار مجلس الامن رقم 1559 مقدسا ولا تعتبر قرارات مجلس الامن الاخرى غير مقدسة؟".

واعتبر ان هناك دولا اخرى "لديها جيوش في اراض دولة اخرى" وليست سوريا وحدها التي لديها جيش في اراض دولة اخرى هي لبنان. وكان القرار 1559 طالب سوريا بالانسحاب من لبنان بينما تطالب قرارات عديدة اخرى بانسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة من دون ان يتم تنفيذها. وقد قررت سوريا بالفعل الانسحاب من لبنان على ان يحدد الموعد النهائي لانهاء الانسحاب الكامل في مطلع ابريل المقبل.

واختتم القذافي كلمته المطولة وسط تصفيق حاد من جانب الحضور.

وهنأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة القذافي على "صراحته" وقال إن أفكاره فيها الكثير من الافكار الحقيقية لكن الفرق بيني وبينه هو "أنني مسؤول عن شعب ولو كنت خارج السلطة لكنت قد فكرت مثله ولكن لانني مسؤول عن الشعب الجزائري أتقي الله فيه".

وأعلن الرئيس الجزائري رفع الجلسة العلنية عقب كلمة القذافي واستمرار جدول أعمال القمة في جلسات مغلقة.


خلاف في النهاية
وشهدت الجلسة العلنية الختامية جدلا بين القادة العرب اثاره اقتراح للرئيس السوري بشار الاسد بتوسيع اللجنة الثلاثية المكلفة بملاحقة تنفيذ مبادرة السلام العربية بشكل خاص.

فقد طالب الرئيس السوري بأن يتم توسيع اللجنة الثلاثية التي تتالف من تونس والجزائر والسودان اي الدولة التي تترأس القمة حاليا مع الدولة السابقة واللاحقة لتنضم اليها كل من سوريا ولبنان. وقد تحفظ الرئيس مبارك على الاقتراح السوري معتبرا ان "ممثلي اللجنة الثلاثية بغياب سوريا ولبنان يكونون اقوى في دفاعهم عن القضايا العربية ومن دون حرج".

ودافع وزير الخارجية اللبناني محمود حمود عن الاقتراح السوري.

بينما دعا رؤساء دول ورؤساء وفود اخرون الى ترك الامر الى رئيس القمة عبد العزيز بوتفليقة وهذا ما حصل. وبعد تلاوة "اعلان الجزائر" طلب وزير الخارجية الليبي عبد العزيز شلقم الكلام وطالب بتعديل تعابير واردة في اعلان الجزائر حول "حل مسالة اللاجئين" و استخدام تعبير "القدس الشريف" او "القدس الشرقية" الا ان الرئيس الجزائري رفض الاقتراح معتبرا ان القمة قد اقرت النص.

وقبل اختتام اعمال القمة اعرب الرئيس الجزائري عن "الارتياح للنتائج التي تحققت ولتعزيز تلاحمنا بمواجهة التحديات".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى