شهيد ابن شهيد

> «الأيام»محمد عبيد ناصر/خورمكسر - عدن

> استيقظت مفزوعة على صراخ طفلها (أحمد) الذي كان يقف أمام النافذة ويشير إلى الخارج: أمي.. أمي.. نظرت إليه وأدارت رأسها حول الغرفة تبحث عن شيء أو أنها خائفة! التفتت مرة أخرى إلى (أحمد) الذي عاود الصراخ مرة أخرى: أمي.. أمي.. لقد جاء العسكر.. إنهم ينظرون إلي..!

بدأ القلق ينتاب الأم.. وقفزت من مكانها نحو طفلها وأمسكت به بحنان.. وهي تنظر إلى الأسفل بخلسة وحذر شديدين. ثم تركت طفلها جانباً وأغلقت النافذة وأخذته في حضنها، وجلست مستندة إلى جدار الغرفة.. وبدأت عيناها تذرفان دموعاً حارة تركت أثراً في قلبها الحزين..! نظر (أحمد) إ على طرف فراشها.. ودخلت إلى المطبخ.. ثم توقفت واستدارت ونظرت إليه وهي تتمتم في نفسها: هل ستكبر وهؤلاء الإسرائيليون مازالوا يحتلون أرضنا؟ وهل سيكون مصيرك كمصير أبيك .. الاستشهاد؟! خانتها دمعة فسقطت تشق طريقها تسير على خدها وتصغر شيئاً فشيئاً حتى انتهت.. وجفت!!

نهض (أحمد) وسار إلى أمه.. واحتضنها وهو يقول (كرجل):لا تخافي يا أماه من العسكر.. سأحميك وأستشهد كوالدي.. فلم تستطع الأم أن تتماسك وتتحمل فانهارت وجلست على ركبتيها وأخذت طفلها بين ذراعيها وهي تبكي بحرقة وألم وخوف من المستقبل الذي ينهار أمامها يوماً بعد يوم..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى