الشباب الرياضي يطعم فريقه بعناصر شابة فهل تحذو الفرق الأخرى حذوه؟

> «الأيام الرياضي» :

> يلاحظ المتتبع لمباريات فريق نادي الشباب الرياضي، أن النادي قد طعم فريقه هذه الأيام بعناصر شابه تتمتع بالحيوية والنشاط والعزم والقوة،فأكثر لاعبي الفريق الآن في مستوى متقارب من العمر، فلم يعد هناك اللاعب الكبير ذا الشهرة العظيمة (علي الصيني)، أو اللاعب الكبير(حسن العديني) ، وكذا حارس المرمى (عمر الأماني)، فهؤلاء كما يظهر قد عفا عليهم الزمن وأضحوا في خبر كان.

أما اللاعب الكبير(ثابت الزعير) فلا يعرف حتى الآن ماهي أسباب توقفه عن اللعب في الآونة الأخيرة، وإن كانت بعض الإشاعات قد ذكرت أن اللاعب ثابت الزعير لن يزاول اللعب بعد الآن مع الفريق، وإنه قد يفكر في اعتزال الكرة، ومهما تكن الأسباب التي حدت باللاعب الزعير إلى التوقف عن اللعب، فإني أرجو أن لا يفقد فريق الشباب الرياضي نجماً بارزاً من نجومه اللامعة وهو اللاعب (ثابت الزعير) بل لست متجنياً على الحقيقة إذا قلت أن من الخطأ أن تفقد عدن لاعبها الكبير وفنانها البارع في الكرة ثابت الزعير، وعلى هذا الأساس أرجو أن لا تكون الإشاعة القائلة بإمكانية اعتزال الزعير للكرة صحيحة.

قلت أن فريق الشباب الرياضي قد طعم فريقه أخيراً بعناصر شابة مالبثت أن برزت ولمعت في دنيا الكرة في وقت قصير وهاهو اللاعب (أبوبكر شيباني) قلب هجوم فريقه قد بدأ يتألق ، وفي كل مرة أشاهد فيها هذا اللاعب لم يراودني الشك لحظة بأن له مستقبلاً طيباً في هذا الحقل، إذا ما حافظ على مستواه وسلوكه، وبالتالي إذا ما عمل على رفع مستواه وتطويره.

نجم آخر تألق في سماء بلادنا، وأضحى الناس يتحدثون عنه كمهاجم خطير وهداف بارع، إنه مهاجم فريق الشباب الرياضي اللاعب (إبراهيم صعيدي)الذي بالرغم من قصر المدة التي ظهر فيها استطاع أن يثبت وجوده كمهاجم خطير يحسب له ألف حساب، وإن اللاعب إبراهيم الصعيدي يجيد المحاورة والتكتيك السريع والتوزيع المنظم، وفوق هذا وذاك فهو يتمتع بعقل مفكر، فهو قبل أن يمرر الكرة يفكر، وقبل أن يصوبها نحو المرمى يفكر، وقبل أن يحاور يفكر أيضاً ،إنه بذلك يؤكد إيمانه بالحقيقة التالية: وهي أن لعبة كرة القدم ليست رياضة بدنية قبل أن تكون رياضة عقلية، فهي إضافة إلى أنها تنمي الجسم، فإنها تنمي العقل أيضاً، واللاعب الذي يلعب بجسمه دون أن يستعمل عقله لاعب فاشل لا محالة، ولكي يتجنب اللاعب إبراهيم صعيدي الفشل استعمل عقله في اللعب ونجح فعلاً .. حبذا لو اقتدى بعض لاعبينا باللاعب المفكر إبراهيم صعيدي.

أما النجم الثالث من بين النجوم الكثيرة والعناصر الشابة التي برزت مؤخراً في فريق الشباب الرياضي فهو اللاعب (حسين الجداوي) الظهير الأيمن، فلقد كان حسين حتى وقت قريب لاعباً في الفريق الثاني، ولكنه برز كثيراً، وعندها وجه إليه المسؤولون أنظارهم ، ورأوا أنه ليس من العدل أن يتجاهلوه، وهو الذي يلعب بروحه ودمه وبكل جارحة من جوارحه من أجل الفريق ، وقر قرارهم أخيراً على ضرورة وضع الأمور في نصابها، وكان أن انتقل اللاعب (حسين الجداوي) من الفريق الثاني إلى الفريق الأول، وهنا أحس حسين أن مسؤوليته الآن أضحت أكثر خطورة وأهمية، وأن ثقة المسؤولين به ينبغي أن لا تذهب أدراج الرياح، وعليه فقد عمل حسين بكل قوة وجهد ليؤدي واجبه على أكمل وجه، ونجح حسين كثيراً في ذلك، وتمكن في وقت قصير من أن يصبح نجماً يضاهي بقية النجوم الآخرين في فريقه .

إن هؤلاء الثلاثة الذين أشرت إليهم الآن ليسوا سوى إحدى الدفعات التي تمكن الفريق الكبير الشباب الرياضي من تخريجها، وإن كثيراً من النجوم الأخرى البارزة في الفريق لم نشر إليها هنا نظراً لضيق المجال إلا أنني أرجو أن تتاح لي الفرصة مرة أخرى لأتحدث عنها، ولأوفيها حقها من التشجيع والتقدير ولألقي عليها مزيداً من الأضواء.

إنه ليس من الغريب على الإطلاق أن نرى فريق الشباب الرياضي وقد أبرز نجوماً جديدة في دنيا الكرة، ذلك أن الفريق الذي تخرج على يديه لاعب كبير وهو (على الصيني) ليس كثيراً عليه أن يعمل على تخريج لاعبين كبار من أمثال الصيني وغيره من العمالقة.

«الأيام» العدد 1238 في 18 أغسطس 1962م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى