ندرة «العربي الجميل» عند الشاعر نزار قباني والزميل هشام باشراحيل

> نجيب محمد يابلي

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
إنه حديث «الشيء بالشيء يذكر»، حيث كنت في حديث مشترك مع الزميل الأستاذ هشام باشراحيل، رئيس التحرير عن موقف بطولي مشترك جمع البطلين الكبيرين المرحومين الحاج مرشد الرديني وعلي العزيبي، سألني الزميل الأستاذ : هل توجد مثل هذه المعادن النادرة هذه الايام؟ قلت : أشك في وجودها!

أغرقني السؤال الذي وجهه لي الزميل الأستاذ والشيء بالشيء يذكر، فذكرت الشاعر الكبير نزار قباني وما كتبه في كتابه (والكلمات تعرف الغضب)، حيث ورد في الموضوع الموسوم (كلمة) أن الناس سألوه : أين هو العربي الجميل في كتاباتك؟ لماذا لا تصفه لنا؟ لماذا لا تدلنا على مكانه؟ لماذا لا تعطينا عنوانه؟

كما ورد في إحدى الفقرات: «ولكنني أقول بكل حزن، إنني لم التق العربي الجميل، حتى هذه اللحظـة، ولم أتشرف بمعرفته منذ أن دخلت روضة الأطفال، حتى تخرجت من الجامعة، ودخلت معترك الحياة».

يمضي نزار في كلامه الجميل عن العربي الجميل فيقول: «وصحيح أن العربي الجميل كان موجوداً في كتاب (الأغاني) و(العقد الفريد) و(ديوان الحماسة) وفي المخطوطات القديمة، ولكنه لم يكن موجوداً خارج النصوص وفوق أرض الواقع».

وتجلت قراءة نزار للواقع العربي فيقول: «وإذا كان العربي الجميل لم يتجل لي لا في الليل ولا في النهار، ولا في الصيف ولا في الشتاء، ولا في طفولتي ولا في كهولتي، فكيف سأكتب عنه؟».

وجدت نفسي أنحني أمام نزار وهو يقول: «إن الكتابة ليست صناعة تحويل الناس إلى ذهب ولا فن استخراج الوجود من العدم وليست خدمة سينمائية هوليودية تعتمد على خداع البصر».

«الكتابة هي فن الصدق بالدرجة الأولى، وإلا كان الكاتب كذاباً كبيراً أو مزوراً كبيراً أو بهلواناً كبيراً».

رحمك الله يا نزار، فهذا هو واقعنا بشحمه ولحمه؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى