بطاقة هوية وتوكيل مزوران قادا إلى فضح مقتل الزوجين بالشيخ عثمان

> «الأيام»محمد فضل مرشد :

>
المجني عليه نبيل محمد ناجي
المجني عليه نبيل محمد ناجي
كشفت لـ «الأيام» المواطنة نبيلة محمد ناجي شقيقة المجني عليه نبيل محمد ناجي، الذي اكتشفت يوم الاربعاء 16 مارس الجاري جثته وجثة زوجته نادية عبده عثمان بركات مدفونتين بحوش منزلهما الواقع بمنطقة كود بيحان بمديرية الشيخ عثمان محافظة عدن بينما كان الجميع يعتقد سفرهما الى المملكة العربية السعودية ، كشفت تفاصيل مهمة حول اكتشاف هذه الجريمة البشعة بعد نحو عام وثمانية أشهر من ارتكابها وحتى التوصل الى الجاني واعترافه أمام الأجهزة الأمنية المختصة.


أولى الخيوط
وأوضحت شقيقة القتيل أن «أولى الخيوط التي أدت الى اكتشاف الجريمة كانت اتصالات هاتفية تلقيناها من قبل شخص مجهول يدعي أنه شقيقي نبيل وأنه بخير وموجود هو وزوجته في المملكة العربية السعودية، وقد كنت أغلق الخط وأرفض الحديث معه لاختلاف صوته عن صوت أخي، وفي احدى المرات تلقت الأتصال والدتي وسألته عن التغير الكبير في الصوت فادعى أن التدخين أثر على صوته وغير نبرته وطلب منا أن نعتبر ياسر صهره بمكانته، ومرت الأيام ونحن نعامل ياسر بطيبة، خاصة وأن والدتي كانت شبه مصدقه بأن من اتصل هو ولدها نبيل ولم يخطر ببالها مطلقا أن ولدها وزوجته في هذه اللحظة مدفونان في حوش منزلهما».


صورة لوثيقة التوكيل الرسمي الذي استخرج باسم المجني عليه بعد مقتله وتم بموجبه بيع منزله
صورة لوثيقة التوكيل الرسمي الذي استخرج باسم المجني عليه بعد مقتله وتم بموجبه بيع منزله
مقبرة بداخل منزل
واضافت نبيلة عن تفاصيل اكتشاف خيوط هذه الجريمة، التي هزت ضمير الشارع لهول بشاعتها، قائلة: «في أحد الأيام ذهب سامح (ابن القتيل والقتيلة) الى المنزل - موقع الجريمة - فوجد خاله المدعو (ياسر عبده عثمان بركات -30 عاما) يقوم بردم وتسوية حفرة في حوش المنزل فسأله وهو يمازحه أيش تفعل يا خال؟ أيش قتلت أمي وأبي وتدفنهم؟ فأجابه خاله ياسر بارتباك أنه يقوم بدفن أنابيب مياه موجودة في الحوش، وحين أبلغنا سامح بما شاهده والارتباك الذي ظهر على خاله لم نصدقه خاصة وأن أمي كانت متوهمة أن من تحدثت معه في الهاتف ولدها المسافر في المملكة العربية السعودية وأنه حي يرزق بينما كانت الحقيقة التي لم نكن نعرفها آنذاك أن نبيل أخي وزوجته قتلا ودفنا في حوش منزلهما منذ أكثر من عام ونصف العام».


دلائل الجريمة
وبسؤالها عن الاحداث الرئيسية التي قادت مباشرة الى اكتشاف مقتل شقيقها الوحيد نبيل محمد ناجي وزوجته نادية عبده عثمان قالت: «مرت الأيام وياسر يأكل ويشرب في منزلنا ونعامله تماما كأخي حتى فوجئنا بقيامه ببيع منزل شقيقي، فسألته كيف باع البيت، فقال إن أخي نبيل وكله لبيع المنزل، وعندما طالبته برؤية الوكالة رفض، فذهبت الى الدلال الذي كان الوسيط في بيع البيت وطالبته برؤية الوكالة ورفض هو الآخر، ولم أجد أمام هذه الوضع المريب الذي ينبئ عن تسترهم على جريمة بحق أخي سوى التوجه الى المحامي الذي أبرم عقد بيع المنزل وأخذت صورة من الوكالة وكان أول ما لفت انتباهي أن التوقيع الموجود في الوكالة ليس توقيع أخي نبيل، فتوجهت بها الى التوثيق وأعطيتهم صورة الوكالة لمطابقتها مع الوكالة الأصلية والبيانات الرسمية الموجودة لديهم فتبين أن البطاقة الشخصية التي استخرجت بها الوكالة تحمل اسم أخي وبياناته لكن الصورة لشخص آخر، وعندها سارعت الى إبلاغ قسم شرطة الشيخ عثمان، الذين بادروا بالنزول الى التوثيق وحينها اكتشفوا عملية التزوير الواضحة وقاموا بإلقاء القبض على ياسر بتهمة التزوير والتحقيق معه الى جانب الشخص الذي انتحل شخصية أخي، وبعد التحقيق معهم تم ايداعهم سجن المنصورة، إلا أن ياسر رغم سجنه استمر في تضليل العدالة بإصراره على أن أخي نبيل وزوجته نادية موجودان في السعودية ولم يحدث لهما أي مكروه».


تزوير أوراق رسمية
وعن الشخص الذي انتحل شخصية المجني عليه أفادت: «الشخص الذي قام بانتحال شخصية أخي واستخراج بطاقة شخصية باسمه وبيانته ولكن بصورة أخرى واستخدامها في عمل توكيل بيع بموجبه المنزل يدعى (فهمي محمد صالح العزيبي -25 عاما) وقد تم ضبطه من قبل الأجهزة الأمنية واعترف في محاضر التحقيقات بأن (ياسر عبده عثمان - صهر القتيل) دفع لع مبلغا من المال مقابل القيام بعملية التزوير واستخراج بطاقة شخية ببيانات أخي وعمل بموجبها توكيلا مزورا تمكن به من بيع المنزل».


استمارة استخرجت بموجبها بطاقة شخصية باسم المجني عليه وبياناته ووضعت عليها صورة شخص آخر
استمارة استخرجت بموجبها بطاقة شخصية باسم المجني عليه وبياناته ووضعت عليها صورة شخص آخر
الحقيقة
وبمواصلة الحديث مع المواطنة نبيلة محمد ناجي، التي اختلطت كلماتها بدموع الألم على فقد الشقيق الوحيد بهذه الطريقة البشعة والمفجعة، تجمعت خيوط الجريمة التي تمكنت الأجهزة الأمنية بجدارة من اكتشافها، حيث قالت: «كل هذه الملابسات التي ظهرت تباعا من مشاهدة ياسر صهر أخي يقوم بالحفر في حوش المنزل ومن ادعائه بالسفر المفاجئ لأخي الى السعودية دون حتى أن يودع شقيقته الوحيدة وأمه اللتين ليس لهما سواه وبعد ذلك بيع منزله بوثائق مزورة، كل هذه الملابسات والأحداث المريبة، التي كانت تؤكد حدوث جريمة خلف الاختفاء الغامض لأخي وزوجته، أدت الى التوصل الى حقيقة جريمة القتل البشعة لأخي وزوجته، واكتشاف واستخراج جثتيهما المدفونتين بحوش منزلهما منذ أكثر من عام ونصف العام، وقد اعترف الآن ياسرعبده عثمان بركات -30 عاما - في التحقيقات لدى الأجهزة الأمنية بارتكاب هذه الجريمة البشعة والجهات الأمنية آخذة في السير في الاجراءات القانونية تمهيدا لإحالة ملف القضية الى القضاء لينال الجاني جزاء فعلته البشعة».


كيف تمت الجريمة؟
وحول الكيفية التي ارتكبت بها هذه الجريمة البشعة قالت: «المعلومات الأولية التي اطلعنا عليها تفيد أن زوجة أخي قتلت بضربة بجسم صلب في رأسها بينما كان أخي نبيل خارج المنزل، وعندما عاد سأل صهره عن غياب زوجته فأخبره أنها ذهبت لتجري مكالمة هاتفية فقعد يشاهد التلفزيون وهو آمن في بيته وحينها تمت مباغتته وقتله، ومن ثم دفنت جثتاهما في حوش منزلهما حتى تم اكتشاف الجريمة واستخراج الجثتين بعد اكثر من عام ونصف على وقوع الجريمة.. والدافع هو الطمع، ومهما أقول لن أتمكن من وصف فاجعتنا ببشاعة وفظاعة هذه الجريمة».


نداء
وأضافت تقول: «لقد صدمنا بإقدام ياسر على قتل أخي وزوجته، التي هي أخته قبل أي شيء آخر، ولا نعرف كيف سولت له نفسه ارتكاب هذه الجريمة البشعة بحق من فتحوا له منزلهم وقاموا بإيوائه وأطعموه وعاملوه خير معاملة وكأنه واحد منا، والآن أنا ووالدتي ليس لنا بعد الله عز وجل سوى الأجهزة الأمنية بمحافظة عدن، التي نشيد بما بذلته ونناشدها تقديم الجناة الى العدالة على وجه السرعة لتطبيق شرع الله والقانون بحقهم.. وكل ما نطلبه القصاص العادل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى