«الأيام» في المخيم الطبي الجراحي المجاني الأول بيافع : يافع تفتقر إلى طبيب متخصص في أمراض العيون

> صلاح القعشمي

>
المخيم الطبي الجراحي المجاني الأول بيافع، الذي نظمه مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة لحج وتمويل وزارة الصحة العامة، كان له الأثر البالغ لدى كافة أبناء يافع في المديريات الأربع: لبعوس، الحد، يهر والمفلحي بالإضافة إلى مديرية حبيل جبر بلحج ومديرية الزاهر بالبيضاء.. فالكل يتحدث عن تنظيم وقيام ذلكم المخيم الطبي بارتياح وسرور بالغ كونه يخدم الكثيرين من العامة خصوصاً ذوي الدخل المحدود، الذين لم تمكنهم الظروف المعيشية الصعبة من التداوي وإجراء العمليات الجراحية في المستوصفات الخاصة بيافع، إما بسبب ارتفاع الأسعار فيها أو لعدم وجود الثقة لديهم بالكفاءات الطبية في تلكم المستوصفات، رغم أن تلك الكفاءات الموجودة مشاركة بالمخيم الطبي بفاعلية لا ينكرها أحد.. عموماً فإن المخيم الطبي قد كان الحدث الهام الذي شغل الأذهان والألسن.

«الأيام» حرصت على الاستطلاع من داخل المخيم، وخرجت بجملة من الآراء والانطباعات من خلال أحاديث المرضى أو مرافقيهم أو الطاقم المشارك في المخيم .. فهاكم الحصيلة كما رصدناها.

< ما إن توقفت بنا السيارة في باحة مستشفى أكتوبر العام بلبعوس يافع، موقع المخيم الطبي، إذا بالأخ قاسم قحطان محسن، مدير مكتب الصحة بيافع رئيس المخيم الطبي، في استقبالنا، وعبر عن سعادته بحضور «الأيام» لتغطية نشاط المخيم، وقال: سوف أترك لكم حرية التجوال والجلوس مع المرضى والمرافقين والأطباء والممرضين، واكتبوا أحاديث الجميع كما هي، فنحن نريد تقييمكم لهذا المخيم سلباً وإيجابياً كي نستطيع تفادي السلبيات مستقبلاً والارتقاء بالإيجابيات، إن شاء الله. < شكرناه وبدأنا رحلة المهمة الصحفية في أقسام المستشفى، فكان لقاؤنا الأول بالأخت راوية أحمد حسين، من مديرية يهر، معلمة في مدرسة خديجة للبنات، حيث قالت لنا: جئت مرافقة مع ابنتي بشرى علوي أحمد، التي ما زالت تحت آثار التخدير بعد إجرائها عملية استئصال اللوزتين، التي كانت تعالج منها منذ فترة بحقنة شهرية نتيجة لعدم وجود اختصاصي في مستشفى يهر، وعند سماعنا بتنظيم هذا المخيم سارعت بالتسجيل، وقد أنقذنا هذا المخيم نظراً لأني معلمة وزوجي موظف أيضاً وإمكانياتنا لا تسمح لنا بإجراء العملية في عدن أو المستوصفات الخاصة لأن الأسعار فيها مكلفة ولا نستطيع تحملها.. والحمد لله أن وفقنا بهذا المخيم وأرجو من الجهات المختصة الاستمرار في إقامة مثل هذه المخيمات لما لها من فائدة في خدمة المجتمع، وشكراً لكم وللطاقم التمريضي على كل الجهود المبذولة.

< وفي قسم الأطفال وجدنا طفلين مرقدين هما يعقوب عبدالحافظ علي (6 سنوات) من قرية الزلالة بلبعوس، أجريت له عملية (هزر)، قيل لنا إنه يعاني من المرض منذ سنتين، ولم تتمكن الأسرة من إجراء العملية، ثم أجريت العملية من قبل الأطباء في المخيم.

أما الطفل الآخر فهو خالد يحيى محمد (13 شهراً) من الجندال بلبعوس، حدثتنا والدته أنه كان يعاني من (لحمة) زائدة أعلى الفخذ الأيسر، وقد قام الأطباء باستئصالها وأرسلوها إلى عدن لإجراء الفحص الزراعي عليها، وقالت والدته : الحمد لله طفلي الآن بخير، وأشعر أن العملية ناجحة.


ضغط كبير على الممرضات المناوبات
< إحدى الممرضات قالت: في هذا المخيم نقوم بدورنا كما يجب، برغم الضغط الذي نواجهه، حيث إن الممرضات المناوبات أقل من العدد المطلوب لمثل هذا المخيم، وصحيح أنه تصرف لنا علاوات وحوافز مقابل جهودنا لكن أتمنى أن يضع الأخوة المسؤولون في اعتبارهم هذه الملاحظة في المخيمات القادمة إن شاء الله.


شكرا يا دكتور
< اتجهنا إلى قسم العيون ووجدنا نساء كثر.. الأسرّة ممتلئة والمرافقات بجانبهن، نادت عليّ إحدى النساء : مشكورين وجزاكم الله خير. فابتسمت وقلت لها أنا لست دكتوراً أنا صحفي، قالت «اكتب هاتين الكلمتين في جريدتكم» فوعدتها أن أكتبهما، وقالت: «اني مرافقة لوالدتي الحاجة سلمى أحمد ناصر من قرية الحصن بالحد - يافع، وعمرها (80 عاماً)، أجرت عملية للعين». فسألتها: لماذا لم تعملوا العملية من قبل في عدن أو صنعاء أو يافع؟ فأجابت: ليس عندنا بيافع دكاترة للعيون، ولو ذهبنا الى عدن أو صنعاء باتكلفنا العملية مخاسير كبيرة، وحالتنا ما تسمح، والحمد لله الذي وفقنا لهذا المخيم.

< وفي قسم العيون - رجال، تحدثنا إلى الحاج محسن سالم عبدالله (72 عاماً) من منطقة قطنان بالحد، وقال: أجريت لي عملية للعين اليمنى في مستشفى الرازي بأبين وكلفتني مبلغاً من المال، لكن هنا في هذا المخيم أجريتها مجاناً وأشكرهم على ذلك، وأتمنى أن يتكرر مثل هذا المخيم.

أما الوالد محسن سعيد عوض (70 عاماً) من أبناء حطيب، فقال: كان نظري ضعيفاً وعملت فحوصات، وقرر الأطباء العملية، وأنا ظروفي يعلم بها الله، لكننا وفقنا بهذا المخيم وأُجريت لي العملية اليوم، ونشكر الجميع على ما قدموه لنا من علاج وغيره بالمجان.


1200 ريال ثمن الفحوصات فقط
وفي قسم الجراحة العامة رجال، التقيت بالحاج حسين علوي ناجي، من أبناء الصيرة بلبعوس، الذي قال: الحمد لله كلفتنا عملية (الهزر) 1200 ريال مقابل الفحوصات، لكن إذا عملتها في مكان آخر كانت ستكلفني أكثر من 25 ألف ريال، وأنا ظروفي ما تسمح، وقد صبرت على المرض 15 سنة.

أما الأخ صالح ناجي الهويد، مرافق لطفلة أجريت لها عملية لوزتين، فقد قال: الخدمات التي يقدمها المخيم جليلة، والطاقم الطبي والتمريضي يقوم بعمله على أكمل وجه، لكني أرى عدم اهتمام بالأسرّة للمرضى كونها غير مؤهلة. أتمنى أن تعالج هذه المسألة مستقبلاً.. وأضاف: الحالات التي حضرت كثيرة، ونرجو أن يخرج مكتب الصحة والوزارة بخلاصة حقيقية للارتقاء بالخدمات الصحية بيافع إلى الأفضل، لأن هذا الحضور له أسبابه وانعكاساته التي يجب مراعاتها وإيجاد الحلول المناسبة لها.

< عادل عبدالحافظ العوادي (32 سنة) مغترب، أجرىت له عملية (هزر) قال: الحمد لله، كانت ستكلفني هذه العملية في المملكة العربية السعودية أكثر من 2500 ريال سعودي، لكن هنا وفقنا وكانت الخدمات طيبة وممتازة ونشكر الجميع عليها».


الوزارة ومكتب الصحة ما قصروا
< محمد علي أحمد (50 عاماً) - مزارع من أبناء المحجبة - قال: أعاني من غضروف في الأنف، وقد أُجريت لي العملية من قبل الأطباء في المخيم، والحمد لله، واسمح لي أن أقول - من خلال ما لمسته هنا من خدمات - إن الدنيا بخير والوزارة ما قصرت، وأرى أنه من الأفضل أن يتم تنظيم مثل هذه المخيمات الطبية المجانية بشكل دوري، مراعاة للحالات الكثيرة وظروف الناس الصعبة.. وأشكر جميع الأطباء والممرضين ومكتب الصحة على جهودهم التي يبذلونها».

< الاستاذ عبدالحافظ أحمد مثنى، معلم، من أبناء قرية المصلة بلبعوس.. قال: ابنتي أجريت لها عملية استئصال اللوزتين، حيث كانت تعاني من هذا المرض منذ 3 سنوات ولم أتمكن من إجراء العملية لها سواءً بيافع أو عدن، لكن بإقامة هذا المخيم استطعت إجراء العملية، وهذا النشاط في الحقيقة مهم وخدماته جليلة، ونطالب الإخوة في مكتب الصحة بالمديرية والمحافظة والوزارة أن يعملوا على إقامة المخيمات الطبية باستمرار لحاجتنا إليها، خصوصاً وأن الحالات التي تم تسجيلها كثيرة من مختلف المديريات بيافع، وهي بحاجة إلى رعاية واهتمام، فهذا النشاط له أهمية مع ارتفاع أسعار التداوي والعمليات في المستوصفات الخاصة.


نجاح عمليات العيون بنسبة 90 - 100%
< د. حسين عبدالباسط النفيلي، مقيم أمراض وجراحة العيون، منتدب في المخيم من مستشفى ابن خلدون بالمحافظة، قال لنا: «إن من أهداف المخيم مكافحة العمى من خلال إزالة المياه البيضاء واستبدالها بعدسات اصطناعية تحسن الرؤية للمريض بقدر الإمكان بحيث يستغني عن النظارات الطبية، إضافة إلى عمليات إزالة اللحمية وعمل غسيل للغدة الدمعية وإزالة المياه البيضاء لدى الأطفال الناتجة عن الإصابة».

وعن تقييمه لنسبة نجاح العمليات قال:«نسبة نجاح العمليات تتراوح من 90-100% حتى اليوم، ونشعر بارتياح بالغ، وهذا بفضل الله عز وجل ثم بفضل الجهود المبذولة من قبل مكتب الصحة بيافع والمحافظة والإخوة في الوزارة، حيث عملت جميعها على تسهيل وتوفير كثير من الإمكانيات المطلوبة لتنفيذ أهداف المخيم وإنجاحها.

والشيء الذي يجب أن نقوله هو أنه لا بد أن يكون هناك طبيب مختص في أمراض العيون، نظراً لوجود حالات كثيرة يتطلب متابعتها من قبل الطبيب الاختصاصي فالحالات التي تمت معاينتها بلغت أكثر من 1200 حالة مصابة بالمياه البيضاء وضغط العين والمياه الزرقاء والالتهابات .. ومن ذلك يتضح أن الكثيرين تتطلب حالاتهم علاجاً ومتابعة فقط مثل ضغط العين، وحالات أخرى تتطلب تدخلاً جراحياً سريعاً قد لا يتوفر لدى المخيم، حيث تمت إحالتها إلى مراكز تخصصية أكبر».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى