يوم سقطت بغداد مات الأسد

> فاطمة رشاد

> الإهداء إلى شهيد العراق عام آخر أتى وهي ما تزال تتمسك بأملها لعلها تحتفل.. لعلها تجد عيد والدتها الذي فقدته في ذلك العام.. كانت تسطر حروف الألم خلف تقويم السنة وتهمس: اليوم تدخل أمي وعيدها الذكرى الثالثة، والشجب والاستنكار ما يزالان.. وتضع تلك الكلمة في تقويستها المبهمة وتحاول فك شفرتها ..

(العراق)

- العراق لا شفرة لها..!

وتبقى منصوبة الشفتين متبرمة دون ملامح.. تلاشت ملامحها في ذلك العام والشجب والاستنكار ما يزالان، تتساءل بعدما بثت القنوات الفضائية أخبارها العاجلة «مظاهرة لأجل الذكرى الثالثة لغزو العرق»:

- أيعقل أن يحبوها مثلما أحبها.. مثلما اقترنت بعيد والدتي رغما عني، ولأجلها أجلت احتفالي بعيد أمي، لأجلها ذرفت الدموع بحرقة واستمعت إلى كل الأخبار العاجلة.

وراحت ترتل ما بدأت به الشاعرة سعاد الصباح قصيدة حبها للعراق لأنها تمنت أن تترك شعرها طويلاً كسعاد:

وأترك شعري طويلاً

مزاجي أن أتزوج سيفاً

مزاجي أن أتزوج يوماً

صهيل الخيول الجميلة

فكيف أقيم علاقة حب

إذا لم تعمد بمنابر البطولة

أنا امرأة من جنوب العراق

وهي كانت تشتعل نفسها لتكون من شمال العراق، لتكون بسمة بين شفتي العراق، تذكر يوم وهبت العراق كل ما تملكه في الحياة ، وهبته حبها.. تذكر حين ودعته قائلة :لا تعد إلا بالشهادة، وإن عدت فإنني سأفخر بك .

وعاد بكفنه الأبيض مبتسماً، في ذلك اليوم اقتحمت همهمات سعاد الصباح قلبها وهي تبكيه قصيدة حب للعراق.

فبين عيوني تنام حضارات بابل

وفوق جبيني

تمر شعوب وتمضي قبائل

فحيناً أنا لوحة سومرية

وحيناً أنا كرمة بابلية

وحينا أنا راية عربية

وليلة عرسي هي القادسية

ومهري كان حصاناً جميلاً

وخمس سنابل

وماذا تريد النساء من الحب

إلا

قصيدة شعر

ووقفة عز

وسيفاً يقاتل

وتركته في ميدان القتال يقا جسد حبيبها الشهيد.

القنوات الفضائي

الأحداث تملؤ الصحف، والشجب والاستنكار يعمان الشارع العربي، وهي ما تزال تقدم رثاءاتها وتتجهز لتحتفل بأعياد لم تكن من قبل تعنيها في شيء .

لم يعد .. فصار حلما يراودها، والعراق سقطت ومات الأسد في ذلك العام.

في ذلك العام تتكرر الماسأة... الشجب والاستنكار يعمان الشارع العربي والأسد سقط وماتت بغداد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى