هل هي الهزيمة؟!

> سلوى صنعاني

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
منذ سنوات طويلة ونحن نسمع رموز الحكومة في بلادنا يعلنون الحرب على الفساد في تصريحات نارية، أوحت لنا بأن الفساد والمفسدين لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم, كنا نسمع ذلك فنكبر للحكومة جرأتها وشجاعتها في إعلان الحرب على الفساد الذي وصل إلى كل شيء في حياتنا وطال حتى خبزنا اليومي، ناهيك عن مستقبلنا الذي استطاع الفساد أن يمد يده إليه ويسرقه على مرأى ومسمع منا.

فإلى أين وصلت الحكومة بعد مرور هذه السنوات في إعلانها الحرب على الفساد؟ وهل هذه الحرب لازالت قائمة؟ أم أن الحكومة أدركت خطأ هذه الحرب فآثرت تأجيلها حتى لا تكون الخاسر الأكبر فيها؟

أخشى أن أتوه من كثرة الأسئلة التي تسيطر على بالي، وأنا أفتش عن آثار هذه الحرب التي أثبتت وقائع الحياة أن الحكومة واقفة على تخومها، ولن تتجرأ في المضي أبعد من ذلك. لأنها أدركت أنها وضعت نفسها في ورطة لن تخرج منها بسلام، وربما تفقد من جراء هذه الحرب التي ستضعها في مواجهة مباشرة مع الفساد إمكانية استمرارها كحكومة تمطرنا بتصريحات طنانة، ووعود معسولة لن ترى النور يوماً، أو نشعر بآثارها في حياتنا.

أكاد لا أعرف شيئاً عن هذه الحرب التي يبدو أن الحكومة قد خسرتها بالسرعة التي خسرت فيها العرب حربها مع إسرائيل عام 1967 وبالصورة المذلة نفسها.

فإما أنها حرب لم توجد في الواقع فعلاً ! وإما أن يكون الفساد قد تمكن من الحكومة في أول مجابهة جمعت بينهما.

وفي كلا الحالتين فالمواطن هو الخاسر الأكبر لأن حكومته خذلته في أول اختيار جدي لقدرتها ومصداقيتها.

نعم المواطن هو الخاسر والضحية، أما الفساد الذي لم تهز حرب الحكومة ضده شعرة من رأسه، فقد تحول اليوم إلى قانون يحكم حياتنا ويدفعها ويطبعها بطابعه، تحول إلى نمط حياة تمتد آثاره إلى كل مناحي حياتنا، صارت قوته أكبر من تصريحات الحكومة، ومن هموم المواطن المغلوب على أمره الذي وجد الفساد يدخل في مكونات أدق شؤونه الصغيرة، ليحدد له حجم الرغيف وشكله ولونه، ومقدار الهواء الذي يستنشقه، وربما يتمكن الفساد في يوم من الأيام أن ينتزع منه الحياة نفسها.

فهل من يجرؤ أن ينقذ المواطن من هذا الغول المسمى بالفساد الذي قضى على كل شيء جميل في حياتنا؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى