الخراب السياسي.. رفض التحديث

> عبدالرحمن خباره

> مصدر وأصل خرابنا السياسي الراهن في عالمنا العربي، ونحن جزء منه، ما نعيشه من انسداد آفاق التحول الديمقراطي.. فما زلنا نعيش في نظم تنظر إلى مفهوم المواطن على أنه مفهوم المولى والتابع والمحسوب بل والعبد.. من هنا رفضنا لمفاهيم الحداثة والتحديث!! يقول الأستاذ الدكتور برهان غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون في فرنسا، إن مصدر هذا الرفض هو الإيمان بمبدأ أصولي في الجوهر تيوقراطي يرفض التمييز بين الزمني والروحي وبين السياسي واللاهوتي، ويقوي بالتالي مشاعر العداء للحداثة.

< كان للمسلمين فضل السبق في التمييز بين السلطة الدينية- التي رفضوها منذ البداية كسلطة وصاية على ضمير المؤمن - وبين سلطة الدولة، بالرغم من أن الدولة - كما يقول د. غليون- استمرت في التعامل مع الدين كمصدر للأحكام الفقهية والقانونية.

< وخرابنا السياسي ليس نتيجة للإيمان بدين، وإنما بنظم شمولية استبدادية تجيد نهب وسلب موارد شعوبها وترفض الشفافية والرقابة على المال العام وتمارس عملية الزيف والتزييف في مجمل حياتنا.

< كما ترفض الكثير من النظم العربية الدعوة للإصلاح السياسي، رغم أن جمهورية ألمانيا الاتحادية، وهي أغنى دولة في أوروبا، تمارس وتدعو دائماً وأبداً إلى الإصلاح سواء أكان سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، وترى في الإصلاح دعوة للتقدم والتطور ولمواكبة العصر والعصرنة.

< لقد تميزت نظمنا العربية بتقديس الاستبداد والسلطة الاستبدادية وتعظيم النظم الشمولية، وسادها النزوع إلى استبعاد المواطن الفرد من دائرة القرار، بل إن ديدنها الانتقاص من كرامته ووجوده وآدميته.

< لهذا آل مصير الكثير من هذه النظم في عصرنا المتسارع إلى الانهيار التدريجي، ولن يسمح لنا العالم بالعيش ونحن على الهامش وعالة على تقدم شعوبه وأممه التي يتسارع تقدمها ونحن محلّك سر بل إلى الخلف دُر!

< وحكامنا حتى الساعة راضون بأوضاعهم المشينة وفقر شعوبهم المدقع والأمية التي تزداد مساحتها، فيكفي أن نعرف أن أكثر من 12 مليوناً من أطفال العرب لا يدخلون المدارس سنوياً، ناهيك عن 70 مليون أمي يتوزعون على كل مساحة الوطن العربي!

< من تابع باهتمام (قمة الجزائر) العربية يدرك جيداً أن قادة العرب بعيدون عن العصر.. رافضون للديمقراطية.. رافضون للحداثة.. لهذا كانت حصيلة اجتماعاتهم ما هو شكلي وهامشي.. وبعيد عن هموم الشعوب وطموحاتها! <<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى