صوت أيوب طارش يصدح في سماء الأودية والصحاري

> «الأيام»حسن بن حسينون :

>
الفنان ايوب طارش
الفنان ايوب طارش
لم أصدق في البداية أن أغاني وكاسيتات الفنان اليمني الكبير أيوب طارش قد وصلت إلى هذه المناطق النائية من أودية منطقة ثوف المهرية المحاذية لصحراء الربع الخالي وأغلب سكانها من البدو الرحل المثقلين بين السهول والوديان وسفوح الجبال والصحاري بحثاً عن المراعي وعن الأعشاب التي تنبت بعد هطول الأمطار لمواشيهم، ويتخذون من الحصير والخيم المتنقلة ومن كهوف الجبال مساكن يأوون إليها في تنقلاتهم. كما لم يكن يخطر ببالي أن الفنان أيوب قد وصل إلى هنا وبأن له من المعجبين بل المغرمين بفنه الكثيرين من كلا الجنسين وخاصة الشباب والشابات منهم إلا بعد أن شاهدت ذلك على الواقع أثناء زيارة خاصة لهذه المناطق في وقت سابق والتي صادفت حفل زواج جماعي لعدد من أبناء قبائل المهرة. ولا يبعد الحفل عن مقر إقامتنا سوى عدة كيلو مترات.

.في الطريق مع مجموعة من الزملاء عرجنا إلى كهف تسكنه إحدى الأسر المكونة من رجل مسن وابنته وحفيدته، وأمام الكهف تربض الأغنام التي تقدر أعدادها بأكثر من ثلاثمائة رأس، كان الوقت يقارب السابعة مساءاً واستقبلونا بحفاوه بالغة وبكرم الاستقبال المعروف عنهم. وقد اعتذرنا لهم بعد أن شرحنا لهم وجهتنا وبدلاً عن ذلك قدموا لنا كمية كبيره من الحليب الطازج.

في هذه الأثناء لفت انتباهي جهاز التسجيل وإلى جانبه عدد من الكاسيتات، وقد خطر لي أنها للحفيدة، قد دفعني الفضول إلى سؤالها عن فنانها المفضل ولمن هذه الكاسيتات من الفنانين، وهل لهم من معجبين في منطقتكم؟ فردت على الفور قائلة بأن الكاسيتات التي أمامك هي للفنان أيوب طارش الذي يحضى بشعبية كبيرة وبكثير من المعجبين بفنه وبأغانيه. فكررت السؤال عن السبب فقالت إن ما يعجبني وغيري في الفنان أيوب طارش هو صوته الجميل وكلمات الأغنية التي يستطيع أي إنسان أن يفهمها من أول وهله نظراً لوضوحها ووقعها عند المستمع وما تعبر عنه من مشاعر وأحاسيس لدى المستمع، عكس بقية الفنانين. إضافة إلى اللحن الجميل وما يضيف إليه عود الفنان أيوب من بصمات أكثر روعة وجمالاً فتحول المستمعين إلى آذان مصغية لكل نغمة وكل كلمة ينطق بها.

نظرت إلى زملائي بعد هذا الحوار مع الحفيدة الشابة وفي حالة من التعجب والاستغراب، وقلت في قراءة نفسي لقد كانت نظرتنا وتصوراتنا السابقة عن هؤلاء القوم خاطئة ، وعند ذلك نهضنا لتوديعهم وقد شكرناهم على حسن الاستقبال، وقد ودعونا مثل ما استقبلونا وبحفاوة أكبر. لقد تذكرت هذه الواقعة بعد قراءتي لما كتبه الزميل العزيز صالح حسين المرفدي في صحيفة الأيام الغراء بتاريخ 17 مارس الحالي وتحت عنوان «الأغنية الحضرمية بين أيوب طارش وفؤاد الكبسي.. حقيقة لقد حالفه الصواب في كل كلمة قالها عندما تحدث عن أشهر ثلاثة فنانين كبار الذين يجيدون أداء الأغنية الحضرمية والمحضارية على وجه الخصوص ويأتي في مقدمتهم الفنان المتميز والمثقف محمد مرشد ناجي، الذي أقام العديد من حفلاته وسهراته الفنية في حضرموت وكان له سبق الاطلاع على مشاعر وأذواق الناس فيها منذ بداية ستينات القرن الماضي، كما كانت له مقولة معروفة أوردها في كثير من لقاءاته وعبر الصحف والتي تعول : بأن من أراد أن يتعلم الفن والذوق الرفيع عليه أن يشد الرحال إلى مدينة الشحر كما لا يختلف عنه كثيراً من حيث الشعبية والمعجبين محمد سعد عبدالله وأيوب طارش.

وفي نهاية تحليله المركز المختصر المفيد، أختتم الزميل العزيز المرفدي وكانت بمثابة حسن الختام وذلك بتوجيه كلمة صادقة وأخوية في الوقت نفسه ونصيحة أيضاً إلى الفنان فؤاد الكبسي ونعتقد بأن الرسالة قد وصلت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى