في المسابقة الأولى لمتفوقي الثانويات بوادي حضرموت اكتشاف نوابغ الطلبة والمتفوقين: أ. د. فلهوم: الجوائز المقدمة من «الأيام» دليل على دعم العلم والإبداعات

> «الأيام»علوي بن سميط :

>
طلبة يؤدون الامتحانات
طلبة يؤدون الامتحانات
في بادرة جديدة وخطوة محسوبة باتجاه المستقبل، يلتقي النوابغ وتجتمع العقول، ويتزاحم المتفوقون على مقاعد الامتحان النوعي- المسابقة العلمية لاكتشاف ملامح النبوغ - التي نظمها فرع مكتب وزارة التربية والتعليم بمديريات وادي حضرموت والصحراء، وجرى التحضير لها منذ العام الدراسي الحالي، ووضع أسسها فريق تربوي متمكن متخصص، والإعداد لها على مقاييس علمية حديثة. ولأن التنافس على تحقيق المراكز الاولى قوي لأن قاعات الامتحانات ضمت فتيات وأولاداً من طلاب ثانويات الوادي يمثلون مدارسهم ومديرياتهم، ولأن الهدف العلم، فإن «الأىام» أرادت أن تكرم علماء المستقبل ممثلين بأوائل كل مادة في هذه المسابقة، فما كان من الأستاذين رئيس ومدير التحرير هشام وتمام ابني عميد الصحافة الفقيد محمد علي باشراحيل إلا أن يقدما جوائز الأول في مادة الفيزياء، الرياضيات، اللغة العربية، اللغة الانجليزية، ولمعرفة المزيد عن هذه الخطوة النوعية في مسابقة الاوائل نقرأ السطور التالية.

صباح الخميس الماضي 31 مارس التقى 146 طالباً وطالبة بمعهد دار المعلمين في سيئون، 40 طالبة من مختلف ثانويات وادي حضرموت والصحراء يؤدين الامتحان في قاعتين، وقاعة الصبان الكبيرة خصصت لـ 106 طلاب موزعين أعدادا ومجموعات في أربع مواد من المواد المقرر الامتحان فيها لهذه المسابقة، وزعت أوراق الاسئلة وبدأ الجميع بتسجيل الحلول في جو هادئ ومريح هيأته اللجنة المختصة، وبكل ما يلزم .. «الأىام»، وكغيرها من وسائل الإعلام التي حضرت وتجولت في القاعات المغلفة بالصمت، إذ لا تسمع همهمة أصوات أو خربشة أوراق، بل ترى فقط أيادي ممسكة بالأقلام التي تتحرك على الأوراق وبتركيز مطمئن، ولأن هذه المسابقة - الامتحان -نوعية، وخطوة تقدم عليها وزارة التربية ممثلة بمكتبها بالوادي، وبرعاية السلطة المحلية، تفقد الأخ أحمد الجنيد، وكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء، وأ. د. محمد أحمد فلهوم، مدير عام فرع مكتب وزارة التربية والتعليم بالوادي والصحراء والأساتذة من قيادة التربية سير الامتحان، الذي تشارك فيه 19 ثانوية (بنين - بنات) من كل مدرسة طالبين في كل مادة من المواد الأربع، وجميع المتسابقين والمتسابقات متفوقون بمدارسهم، وبعد الامتحان ستصحح المواد من أساتذة ذوي خبرة وكفاءة عملية وعلمية، ومستويات تعليمية عالية، والفائز الأول في كل مادة سيحصل على تكريم (أربعة طلاب) عبارة عن حاسوب مقدم هدية من صحيفة «الأيام»، وهو الشيء الذي يرغب فيه الطالب بتقديري، والوسيلة المساعدة له لمزيد من التحصيل العلمي.

سألنا أ.د. محمد فلهوم، مدير عام التربية، لماذا نصف هذه المسابقة بالنوعية، ولما تهدف؟ فأجاب مشكوراً: «أولاً لأنها تضم أكثر الطلاب الذين حققوا نتائج عالية في الامتحانات بمدارسهم، مسابقة تضم الاوائل أو أوائل الأوائل، لأنها أيضا تحصل بهذا الشكل والنوع سواء من حيث اختيار الهيئات التي أعدت ونظمت لهذا الامتحان، ونوعية الامتحان نفسه، فالطريقة التي تم بها الامتحان متقدمة، وفي تقديري الشخصي تعتبر على الطريقة الأمريكية للامتحانات، فهي بالفعل نوعية لأنها ستعطي نتائج تحدد لنا من هو بطل الوادي في الرياضيات، في الفيزياء، في اللغتين العربية والإنجليزية .. يعني اعتدنا في المجتمع تصنيف أبطال للألعاب الرياضية، لكن اليوم نقدم أبطالاً من المجتمع في العلم والتعليم وفي المواد العلمية، لهذا الشكل فهي نوعية». ويضيف أ. د. فلهوم: «المسابقة هي أيضاً الأولى من نوعها بوادي حضرموت بشكل عام، وكما تعرفون أنها تحت شعار اكتشاف ورعاية ملامح النبوغ في أوساط الطلاب، وكان التحضير لها مبكراً، وأشكر الجهاز الفني الذي حضر وأعد لهذه العملية التربوية التعليمية حتى اليوم .. وإلى إعلان النتائج التي ستكون في يوم المعلم خلال شهر أبريل، وأقول بصراحة إن الاهتمام بهذا الموضوع من قبل صحيفة «الأىام» يجسد الاهتمام بأبنائنا الطلبة، وبالذات الأخوين العزيزين هشام وتمام آل باشراحيل على الجوائز المقدمة من الصحيفة، ولكم شخصياً لمتابعاتكم، فما ستقدمه «الأيام» من جوائز للحاصلين على الترتيب الأول، يعبر عن مدى الاهتمام من هذه الصحيفة بالعلم والتطور العلمي، وبالإبداعات الطلابية العلمية وغير العلمية». < ثم سألنا أ. حسين علي الصبان، رئيس لجنة الكونترول للمسابقة، عن المدارس المشاركة اليوم، فقال: «بداية أشكركم على نقل ومتابعة هذه التجربة الرائدة، التي تنظم لأول مرة، فقد شكلت لجنة الكونترول للمسابقة مهمتها الجانب الفني ولجان مواد أعدت صياغة الأسئلة، وإجراء التصحيح والأسئلة، وهي لمواد الفيزياء والرياضيات واللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى أسئلة من المنهج الذي يدرسه الطالب، ونهدف لاكتشاف مقدرات غير محدودة لدى الطلاب بهذه الطريقة والأسلوب. المدارس جميعها شاركت، ونذكر من مديرية سيئون: الصبان للبنين، باكثير للبنات، بن حم للبنين، بن حم للبنات، ثانوية الغرفة، ثانوية النهضة الأهلية بنين، ومن مديرية تريم ثانويات: تريم بنين، تريم بنات، السويري بنين، السويري بنات، الأحقاف بنين، دار المصطفى الأهلية بنين، ومن مديرية القطن: سيف بن ذي يزن للبنين، الخنساء للبنات، ومن مديرية شبام: ثانوية شبام للبنين، ثانوية الحوطة للبنين، ومن مديرية حورة ووادي العين: ثانوية حورة بنين، ومن مديرية ساه: ثانوية ساه بنين، ومن مديرية رخية: ثانوية رخية بنين».

وفي إطار التغطية الإعلامية لهذا الحدث، وفي سياق نشرة الأخبار من إذاعة سيئون يوم الخميس الثانية والنصف ظهراً، في تقرير أعده الزميل أحمد علي فرقز نقتطف جزءاً من حديث هاتفي أجراه الزميل باشراحيل هشام باشراحيل، أذيع من سيئون، قال باشراحيل فيه: «وددنا في صحيفة «الأيام» أن نكرم المتفوقين في دراستهم بهدف دعم وتشجيع الطلاب على المزيد من التحصيل، وهذا بالطبع قليل في حق شريحة كبيرة من المواطنين، وهم الطلاب، لكن نأمل أن تؤدي لتحفيزهم للمزيد من العلم.. وهذه الخطوة التي أقدمت عليها التربية والتعليم بالوادي والصحراء من محافظة حضرموت جيدة، ونشجعها وندعهما، فتطور الأمم والتنمية في أي دولة من العالم تعتمد أساساً على التعليم والمتعلمين، وتخريج جيل جديد لديه مؤهلات لازمة، فالتنمية أساسها العلم ومزيد من التعليم، ومن هنا نقدم الهدية المتواضعة للمتفوقين».


طالبات بقاعة الامتحانات
طالبات بقاعة الامتحانات
ماذا يقول الطلبة عن المسابقة
المواد الأربع التي امتحن فيها الطلاب يصل عدد أسئلة كل مادة إلى 50 سؤالاً، ومدة الحل لكل مادة محددة بساعتين، الطلبة الذين شاركوا في هذه المسابقة بعضهم قدم من مديريات بعيدة كمديرية رخية نحو 110 كيلو غرب سيئون، ومن حورة أكثر من 60 كيلو، ومن شبام والقطن 19 و30 كيلو غرب سيئون، ومن تريم 23 كيلو شرق سيئون، إضافة إلى مدينة سيئون، حيث مركز الامتحان ومن ثانويات مدنها تاربة والغرفة .. بدأ الطلاب والطالبات الذين أنهوا الحل قبل ساعة من انتهاء المدة المحددة بمغادرة قاعات الامتحان، وعلى وجوههم تبدو ملامح الثقة بالإجابات، وذلك طبيعي فالجميع متفوقون، فقط يسعى كل منهم إلى أن يكون هو المتفوق الأول .. فسألنا عينات من الطلبة الذين خرجوا مبكراً عن انطباعاتهم، والمادة التي امتحنوا فيها، ومستوى الأداء، وماذا تعني هذه المسابقة، فجاءت الإجابات على اسئلتنا بعد أن حلوا أسئلة المسابقة، قائلين:

< هود صالح باحشوان، ثانوية حورة: تقدمت لمادة الرياضيات وأقول ما شاء الله بذلت ما استطعت وأشعر أنني قدمت حلاً موفقاً، وإن شاء الله أوفق.. المسابقة تساعد أكثر على اختبار أدائنا، وللأمانة هي أسلوب جديد فيه التقليدي وفيه ما يتطلب من الطالب أن يشحذ قدراته، وتشغيل فكره وذهنه، والحل بطرق متعددة وعلمية بالطبع.

< سالم سعيد باوزير، ثانوية حورة: أخذت مادة الفيزياء لأنها تعتمد على التطبيق العملي، كما أنني أحب أن أتخصص مستقبلاً في هذا العلم، وبرأيي أنها مادة يحتاجها المجتمع في المستقبل، والحمد لله حللت بداخل القاعة، والأسئلة تعتمد أولاً على الذهن والتفكير، وثانياً على الحفظ أو الطريقة النظرية، وهي مسابقة تعتمد أيضاً على الاستنتاج وبأسلوب جديد.

< خالد حسن عبدالقادر بلعجم، ثانوية القطن: تقدمت لمادة اللغة العربية لأنني أشعر بأن لدي ملكة إبداعية، وشجعني الأساتذة بالمدرسة على أن أدخل المسابقة فيها، كما أنها لغتنا الأم التي يجب الحفاظ عليها واستمراريتها، بعد أن طغت عليها اللهجات والمصطلحات الأجنبية .. أعتقد أن أدائي جيد في القاعة، وأتمنى أن تستمر هذه المسابقات، لأنها تكشف عن طاقات الطلاب، وتجعل منهم متابعين للقراءة والمذاكرة.

< أحمد عبدالله بلخير بن غانم، ثانوية رخية: تقدمت في اللغة الإنجليزية، وأخذتها لأنني متفوق فيها عن غيرها من المواد، وسوف استمر في دراستها والتخصص في آدابها كمادة حية عالمية. الامتحان الذي أديته اليوم جاء بشكل جديد منه ما هو بالمنهج والمقرر ومنه من خارج المنهج، وهو اختبار لقدراتنا كطلبة ومستوى الثقافة العامة.

< عبير صالح حامدي، ثانوية الخنساء بالقطن: اخترت أن أخوض الامتحان أو المسابقة في مادة الفيزياء، لأنني شغوفة بها، وطبعاً حللت جيداً وأتمنى التوفيق، والمادة تعتمد على الفهم والتفكير الذهني والاستنباط، وليس الحفظ آلياً، وهي مسابقة تشجع على الاستمرار في نهج العلم والسير فيه.

< كفى مرعي بن علي جابر، ثانوية الخنساء: اخترت الامتحان في مادة الإنجليزية كمادة مهمة ويحتاجها المجتمع، وأرغب في التعرف على لغة أخرى، إلى جانب لغتي العربية التي افتخر بها، وأدائي للامتحان موفق، وأتمنى لجميع الطلاب والطالبات التوفيق، ومثل هذه المسابقة تساعد في الاعتماد على الذهن والثقافة العامة.


الكل ينتظر
جاءت المسابقة العلمية النوعية اتساقاً مع غمرة التحضيرات للاحتفاء بالذكرى الخامسة عشرة للوحدة اليمنية، ومع انتهاء الاحتفاء بأعياد المدارس بعموم مدارس حضرموت، التي بدأت منذ أسبوعين، وشهدت المدارس عموماً -الأساسية والثانوية - احتفالات نوعية أيضاً، تمثلت في إحياء وإعادة الأنشطة اللا صفية في المباريات الرياضية والمسرحيات والمعارض المتنوعة، ومنها الحرف اليدوية والندوات التعليمية والتربوية والمحاضرات واللقاءات .. في يوم الخميس أنهى الطلبة والطالبات الـ (146) الامتحان الخاص بالمتفوقين، وينتظر الجميع إعلان النتيجة في يوم المعلم بعد أسبوعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى