> قال تيري رود لارسن مبعوث الأمم المتحدة يوم امس الأحد إن سوريا وعدت بأن تسحب كل قواتها وضباط مخابراتها من لبنان بحلول 30 ابريل نيسان وبأن تسمح لفريق من الأمم المتحدة بالتحقق من الانسحاب.

وأمرت دمشق بهذا الانسحاب الذي دعا اليه قرار لمجلس الأمن الدولي قبل سبعة اشهر بعد ان تعرضت لضغوط دولية مكثفة على اثر اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق في 14 فبراير شباط.

وتابع لارسن إن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أخبره "أن جميع القوات السورية والأصول العسكرية وأجهزة المخابرات ستسحب تماما وبالكامل
بحلول 30 ابريل من العام الحالي على اكثر تقدير."

وكان رود لارسن يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع الشرع بعد محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد.

واضاف "وافقت سوريا على فكرة ارسال فريق من الامم المتحدة للتحقق من الانسحاب العسكري والمخابراتي السوري الكامل وذلك في حال قبول السلطات
اللبنانية". وقال مصدر سوري ان الفريق سيرفع تقريرا لمبعوث الأمم المتحدة.

ورحبت شخصيات معارضة بهذا الإعلان الذي يلبي واحدا من مطالبها الأساسية.

وكانت سوريا قد ارسلت اول مرة قوات للبنان في عام 1976 في اوائل الحرب الاهلية التي دارت رحاها في الفترة من عام 1975 -1990 غير انها خفضت العدد في
السنوات الاخيرة لنحو 14 الفا من 40 الفا.

ويطالب قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا جميع القوات الاجنبية بمغادرة لبنان وبحل كل الميليشيات اللبنانية واحترام
استقلال لبنان السياسي.

وقال الشرع إن سوريا بانسحابها الكامل من لبنان ستكون قد نفذت الجزء الخاص بها من القرار 1559 .

ويعني الجدول الزمني الذي اعلن اليوم أن جميع القوات السورية ستكون قد غادرت لبنان قبل اجراء الانتخابات البرلمانية المقررة هناك في مايو ايار, وأثار البعض تشككا في إمكانية إجراء الانتخابات في ذلك الموعد نتيجة الاضطرابات السياسية في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط.

واتهم زعماء المعارضة اللبنانية سوريا أو أجهزة الأمن اللبنانية التي تدعمها دمشق بالمسؤولية عن اغتيال الحريري. وتنفي سوريا أي دور لها في تلك
العملية.

وقال نسيب لحود العضو المعارض بالبرلمان اللبناني ان هذا الاعلان يمثل تطورا ايجابيا حاسما في الأزمة اللبنانية. وأعرب لحود عن أمله في أن يفتح هذا الاعلان صفحة جديدة في العلاقات السورية اللبنانية تتسم بأعلى مستوى من التعاون بين دولتين مستقلتين.

وقال رود لارسن "أرجو أن يعطي الاتفاق والتفاهمات التي توصلنا إليها اليوم في دمشق قوة دفع إيجابية للبنان بمعنى أن تجرى الانتخابات بسرعة... وأن
تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة."

وأعرب الشرع عن تأييده للانتخابات التي قال إنها يجب أن تجري في الوقت الذي يتفق عليه اللبنانيون.

وفي الشهر الماضي اعلن الاسد عزمه سحب القوات السورية من لبنان على مرحلتين في اطار اتفاق الطائف المبرم عام 1990 والذي انهي الحرب الاهلية في
لبنان.

واستكملت الشهر الماضي المرحلة الاولى من الانسحاب حيث انسحبت جميع القوات السورية إلى سهل البقاع الشرقي وعبرت بعض القوات الحدود. وغادر
المزيد لبنان منذ ذلك الحين.

وقال رود لارسن إنه تم إبلاعه بأن سوريا سحبت 4000 جندي وأغلقت مكاتبها الأمنية في بيروت.

وقال شهود ان عشرات من الشاحنات العسكرية السورية وبعض الدبابات وناقلات الجنود غادرت اراضي لبنان اليوم الأحد.

وتابع الشهود ان القوات أخلت سبعة مواقع داخل وحول قرية النجار القريبة من الحدود. ولكن عناصر سورية مازالت باقية بمقر المخابرات السورية
بالقرية وقاعدة ضخمة تابعة للجيش في قلعة قديمة.

وقال مصدر رسمي سوري ان لجنة عسكرية سورية لبنانية مشتركة التقت في بيروت ودمشق خلال الايام الماضية للاتفاق على جدول زمني للانسحاب وان قائد الجيش اللبناني العماد ميشيل سليمان اجتمع مع الاسد في دمشق أمس الاول السبت.