ضحاياها في الحديدة .. أيتام وأرامل....لجان تخطيط الأراضي .. تسونامي جديد .. وحمى ضنك أخرى

> فؤاد العوسجي:

>
البيوت التي هدها الشارع
البيوت التي هدها الشارع
الاحتفال بيوم اليتيم العالمي شكل اختلافا مميزا هذا العام، فقد احتفل البعض به بشكل آخر .. وبأسلوب فريد ومختلف في محافظة الحديدة سيظل في الأذهان طيلة الزمان وعلى مر الدهر، حيث كان الأيتام على موعد مع مفاجآت كبيرة أنستهم فعلا ما يعانونه من فقدانهم لآبائهم.. وكان أصحاب تلك المفاجآت الذين قدموها لهؤلاء الأيتام هم مسؤولو مكتب أراضي وعقارات الدولة بالمحافظة، وخاصة تلك اللجان التي تقوم بعمليات التخطيط للشوارع في مناطق الكدف و22 مايو والسلخانة .. فقد تفاجأ المواطنون الذين لا حول لهم ولا قوة بالغرافات وهي تقتحم حاراتهم ومن أمامها أعضاء لجان التخطيط، الذين يحددون المنازل التي سيتم هدمها بحجة التوسيع، ومن خلف هؤلاء اللجان يمشي أصحاب تلك المنازل المبنية على الصفيح والخشب وتملؤهم الحسرة على منازلهم التي ستكون بين لحظة وأخرى بقايا من صفيح وخشب تدكها إطارات الشيولات.

< النداءات التي تقدم بها أولئك المواطنون لم تلق أي تجاوب، وظل أصحاب المصالح الكبرى الذين يملكون المال والنفوذ في السيطرة على مشاعر المواطنين مستغلين الحالة البائسة التي يمرون بها، والحاجة الماسة للحصول على أقل شيء من جراء هدم المنازل .. فيما يظل بعض عقال تلك الحارات قائمين بدور الوسيط بين المواطن المسكين والتاجر.

< «الأىام» انتقلت إلى المناطق التي يتم فيها المسح، والتقت ببعض الأسر المتضررة، التي شرحت لـ «الأىام» المأساة التي تنتظرهم من جراء هذه الأعمال، حيث أوضحوا بأن الأعمال تتم بحسب أهواء اللجنة ويقومون بعمليات التعويض لمن هم قادرون على الدفع حتى يحصلوا على تعويض مناسب وفي أماكن مميزة، فيما الآخرون غير القادرين على الدفع يقومون بتعويضهم في الأراضي المجاورة التي يملكها أشخاص آخرون.

< أم باسل قالت إن اللجنة قامت بهدم منزل تسكن فيه ثلاث أسر، والآن بعد الهدم اضطرت تلك الأسرة أن تسكن في بيت مكون من (صندقة واحدة) وحمام .. ودعت الله أن يفرج كربها وكرب جيرانها.

مواطنون ينتظرون مصير بيوتهم
مواطنون ينتظرون مصير بيوتهم
بيت لأحد الأيتام قامت اللجنة بتحديده ليتم هدمه ضمن التوسيع، ولم تراع هذه اللجنة الحالة العصيبة التي يمر بها هؤلاء الأيتام الذين يبحثون عن المأوى بعد أن فقدوا حنان ورعاية الأب والأم، كما لم يراعوا هؤلاء الأطفال الأيتام في اللحظات التي يحتفل فيها العالم باليوم العالمي لليتيم.

< كم هو المشهد مؤثر في النفس وأنت تراقب أولئك المواطنين وهم ينتظرون لحظات الإعدام وفق إعلان اللجنة بأن المنزل الآتي سيكون ضمن برنامج توسعة الشارع .. هذا الشارع الذي يطرد المواطن من بيته ليسكن الخلاء فوق الرمال وتحت السماء، ويلتحفون بالنجوم ويحلمون بوطن كبير يسع لتلك القلوب الصغيرة بأحلامها والكبيرة بأمنياتها.

< المتضررون من تلك التوسعات كانوا يعيشون - ولا يزالون إلى الآن - في تلك المناطق وتعيش معهم الأمراض بسبب غياب المراكز الصحية وعدم وجود التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب الخالية من الجراثيم، وطالبوا الجهات المختصة بتوفير الاحتياجات الأساسية في هذه المناطق كونهم في حاجة ماسة لها أكثر من أي مشروع آخر.

ترى هل سيصل صوت هؤلاء إلى المسؤولين ويرحمونهم من ظلم لجان التخطيط التي تعيث في الأرض فساداً؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى