الكتاب والاستثمار

> د . علي صالح الخلاقي

> أتحفنا منتدى «الأيام» بأمسية ثقافية كرسها للحديث عن معرض عدن الثاني للكتاب، بمشاركة نخبة من ذوي العلاقة الوثقى بخير جليس في كل الأزمان الكتاب، وقد كان اختيار القائمين على المنتدى لهذا الموضوع موفقاً كعادتهم في التعرض للقضايا المهمة، التي تعمم بنشرها ليطلع عليها جمهور واسع، هم قراء «الأيام» الصحيفة الأكثر شعبية في اليمن.

وللكتاب والاستثمار حديث ذو شجون، خاصة في بلادنا بشكل عام، وفي عدن العاصمة الاقتصادية المفترضة بشكل خاص، أبدؤه مما انتهي إليه الأستاذ هشام باشراحيل، وجاء كمسك ختام للحلقة الأولى التي نشرت في عدد الأحد 3/4 من «الأيام»، عن ما دار في أمسية المنتدى المكرسة لمعرض عدن الثاني للكتاب، حيث تحدث بمرارة عن التمييز حتى في التعامل مع الكتاب بين مدينة وأخرى في دولة الوحدة، وقال مستنداً إلى حديث لرجل الأعمال منظم المعرض: «إن معرض الكتاب في صنعاء وتعز يتم إعفاؤها جمركياً، ولا يتم إعفاء معرض الكتاب في عدن»، ورغم است تع الدعم في مجال الكتب والمكتبات؟ وماذا قدمنا لها من مشاريع ثقافية خلال العام الفارط الذي حمل عنوان «صنعاء عاصمة الثقافة العربية»؟

إنها أسئلة تثير الغصة وتنتظر الإجابة.. وتتطلب قبل كل شيء النوايا الحسنة تجاه هذه المدينة التي كانت ذات يوم موئل الثقافة وحاضنة المثقفين ومصدر الإشعاع الثقافي لليمن والجزيرة والخليج.

ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن كثيراً من المؤسسات الثقافية في عدن قد حكم عليها بالموت أو تعرضت للنهب أو الإهمال، ولنتساءل عن مصير المسرح الوطني وكثير من المراكز الثقافية الأخرى، وإلى متى تظل عدن محرومة من مكتبة «الإكليل» التي كانت تتوج مظهرها الثقافي؟ ولا ننسى هن وإدخال الكمبيوتر في منظومة عملها .. إلخ.

ومن المنصف أن نشيد بجهود الأخ المحافظ د. يحيى الشعيبي الذي يأتي الحراك الثقافي وتطوير مؤسسات الثقافة في عدن في مقدمة اهتماماته، وهو ما نستشفه ونلمسه على أرض الواقع، ويبقى أن يعزز هذا الجهد بدعم مركزي ينظر إلى عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية، بل وثقافية لليمن مع عدن الثاني لل لا أن نضع العراقيل أمامهم ونكبل مبادراتهم بنشر الكتاب وتعميمه على مستوى الوطن بالقيود الجمركية، وهو ما نتمنى ألا نراه أو نسمع عنه في أي معرض للكتاب في عدن، كما حدث في معرضيها الأول والثاني للكتاب، وأكرر هنا مع الأستاذ هشام باشراحيل أنه «عيب في دولة الوحدة أن تميز بين معرض ومعرض» نعم والله عيب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى