في ندوة منتدى «الأيام» حول تاريخ المسرح اليمني والإعداد لمهرجان ليالي عدن المسرحية

> عدن «الأيام» خاص :

> بامطرف: بماذا نحتفي وليس عندنا مسرح مقام على الأسس الفنية ولا فرقة مستقلة وثابتة , باكدادبامطرف: بماذا نحتفي وليس عندنا مسرح مقام على الأسس الفنية ولا فرقة مستقلة نظم منتدى «الأيام» في عدن ، عصرالأربعاء 6/4 ندوة ثقافية تناولت تاريخ المسرح اليمني وأوضاعه ونشاطاته الراهنة وإمكانية النهوض به وتطويره مستقبلاً ، كما تطرقت الندوة إلى الاستعدادات الجارية في محافظة عدن لتنظيم مهرجان عدن المسرحي الموسوم «ليالي عدن المسرحية» المقرر إقامته في المحافظة في شهر مايو المقبل احتفاء باليوم العالمي للمسرح (27 مارس) وظهور تأسيس المسرح باليمن وكذا الاحتفال بالعيد الوطني الـ15 لقيام الجمهور اليمنية .

الندوة شارك فيها الأخ عبدالله باكداده، المدير العام لمكتب الثقافة بمحافظة عدن، والزميل سعيد عولقي، الكاتب المعروف والأخ قاسم عمر المخرج المسرحي وقائد فرقة المسرح الوطني بعدن، وأدارها الزميل نجيب يابلي.. وفيما يلي أبرز ما تناولته الندوة:


مداخلة الأستاذ عمر عوض بامطرف
< افتتح الندوة الزميل نجيب يابلي، حيث رحب بالمشاركين والحاضرين نيابة عن الناشرين هشام وتمام باشراحيل، وهيئة تحرير «الأيام» وقرائها ورواد منتدى «الأيام» وقال: القلادة الجميلة التي تزين هذه الأمسية الطيبة هي المداخلة التي بعث بها إلى المنتدى الأستاذ عمر عوض بامطرف أمد الله بعمره وعافاه والتي يتحدث فيها عن علاقته بالمسرح اليمني وتاريخه وكذا رأيه بحال المسرح اليوم وأمنياته لما ينبغي عليه أن يكون مسرحاً تتوفر فيه جميع المستلزمات الفنية وتقدم من خلاله الأعمال المسرحية بصورة مستمرة، وفيما يلي نص الرسالة التي عنونت :


كيف بدأت رحلتي مع المسرح
قبل أن أدخل فيما أريد عرضه على الأخوة الفضلاء في هذه الندوة أود أن أجيب على سؤال كثيراً ما وجهه إلي بعض من عرفوني وعرفتهم من الأصدقاء وهو : كيف توجهت للبحث في تاريخ المسرح وتسجيله؟ والجواب على هذا السؤال هو أنني كنت اشتركت كمدرس في مدرسة بازرعة الخيرية في تقديم ثلاثة عروض مسرحية بمناسبة انتهاء العام الدراسي 1948م مع بعض الطلبة والزملاء من المدرسين، وكان من بين من دعوا إلى الحفل الأستاذ محمد علي باشراحيل (رحمه الله) ولمعرفة سابقة بيننا وقفت إلى جواره نتحدث فوجدته شديد الإعجاب بما شاهد من عروض، ولكونه عضو لجنة الإشراف على المدرسة تحدثنا عن النشاط المدرسي والدراسة وعن التمثيل والصحافة، فطلب مني في أحد لقاءاتنا من شهر اكتوبر 1950م أن أحاضر عن (المسرح والممثل) في (حلقة شوقي) بنادي الأدب العربي في التواهي مساء الجمعة 17 نوفمبر 1950م فاعتذرت له بأني لا أملك ما يمكن أن يكون محاضرة في هذا الموضوع وما أنا الا هاو للتمثيل منذ أيام دراستي في مدرسة بازرعة فقال لي:(أنت تجيد اللغة الانجليزية، وما عليك إلا أن تبحث عن كتب في موضوع المسرح والممثل وستجد ما تستطيع أن تضيفه إلى معارفك عن هوايتك وسيفيدك البحث لتقدم لنا المحاضرة)، والحقيقة أن عبارته هذه كانت مفتاح السر لرحلتي مع المسرح من أثينا إلى عدن، واستطعت بالبحث الأولي أن أعد محاضرتي وألقيتها مساء يوم الجمعة 7 صفر 1370هـ- 17 نوفمبر 1950م وجرت المحاضرة تحت رعاية الأديب أحمد محسن النونو (سكرتير الندوة) فنشر عنها خبرا في صحيفة النهضة العدد (53) للأستاذ عبدالرحمن جرجرة الصادرة يوم 7/12/1950م، وأذكر بهذه المناسبة أن المغفور له بإذن الله الأخ أحمد الريدي الكاتب والمخرج المسرحي وكنا نلتقي في داري نستعرض هموم المسرح والمسرحيين عثر على هذا الخبر في صحيفة النهضة أثناء أحد بحوثه في المكتبة الوطنية بعدن فقال لي : هل تعلم أنك أول من حاضر عن المسرح في الجزيرة العربية؟

ومنذ تاريخ تلك المحاضرة بنادي الأدب العربي في التواهي صرت أبحث عما يكتب أو ينشر عن المسرح وفنونه وأقرأ ما يتوفر لي وقد تكونت لي مكتبة في مختلف مواضيع المسرح وعرفت أن التأريخ في الاجتماعيات والفنون تاريخ يعرف عند أدبائه بالتاريخ الشفهي ORAL HISTORY وهو ما يجمعه الباحث من أفواه المعمرين العارفين فتوجهت أبحث في مدينة عدن وضواحيها عن تاريخ المسرح، بداياته الأولى وفرقه وممثليه وما قدموا من مسرحيات ومن هم أبطالها ومن مخرجوها وماذا قابلتهم من مشاكل ومن انتصارات وتشجيع وإحباط ومن ألف للمسرح أو ترجم أو مسرح القصص، فتوفرت لدي دراسات أعددتها مما سمعت ومما دونت من ذاكرة المعمرين من أفاضل العدنيين فاجتمع لي من ذلك أحاديثي الإذاعية من إذاعة عدن (1964-1965م) ومحاضراتي عن المسرح في معهد الفنون الجميلة في عدن وحضرموت، وفي الصحافة والمقابلات التلفزيونية وقد بلغت في الأسبوع الماضي إلى الحلقة (161) التي تنشر كل خميس على صفحات (14 اكتوبر) وقد أصل بها إلى المائتين بإذن الله.

ونحن وقد مر بنا اليوم العالمي للمسرح في 27 مارس ويخصص منتدى «الأىام» ندوته الأسبوعية هذا اليوم تحت اسم (ليالي عدن المسرحية) وللحديث عن تاريخ المسرح ولياليه المرتقبة فإنني أقول لكل مهتم بالمسرح أن يسأل نفسه :1- هل عندنا في أي محافظة أو مديرية مسرح مقام على الأسس الفنية للمسرح بعد مرور مائة عام وعام على عرض أول مسرحية هندية في عدن؟ 2- هل عندنا فرقة مسرحية مستقلة وثابتة تقدم عروضها المسرحية في أي مديرية أو محافظة أسوة بالفرق المعروفة في البلاد العربية المجاورة التي عرفت المسرح بعدنا بعقود من الزمان؟ 3- هل يستطيع أحدنا من محبي المسرح أن يدعو صديقا له يمنيا أو عربيا التقاه في يوم من الأيام يصطحبه لمشاهدة عرض مسرحي ؟

الجواب الذي أعرفه أنا هو لا على كل سؤال من هذه الأسئلة، إذاً بماذا نحتفي؟ أنحتفي بما لا نملك؟

أرجو أن يأتي عامنا القادم وقد حققنا للمسرح في كل محافظة ولا أقول مديرية مسرحا مزودا بكل لوازمه وتشكلت الفرق المسرحية المستقلة المدعومة من الدولة لتقدم نشاطها المسرحي باستمرار.. ذلك أن المسرح لم يزدهر في أي بلد إلا حيث توفرت عناصره الرئيسية وهي : العلم وحرية التعبير والخبرة والمال المخصص للاستثمار فيما يخص كلا من فنون : 1- التأليف المسرحي ، 2- فنون الإخراج، 3- فن الممثل، 4- هندسة بناء المسرح وتوفير لوازمه. وأنه متى انعدمت إحدى هذه الدعائم سقط وانهار بنيان المسرح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

< بعد ذلك تحدث في الندوة الأخ عبدالله باكداده، المدير العام لمكتب الثقافة بمحافظة عدن، حيث قال: «بداية أقدم جزيل الشكر والتقدير لمنتدى «الأيام» لاهتمامه بتنظيم هذه الندوة حول فن المسرح، ولا أبالغ إن قلت إن المسرح من أفضل الفنون التي يمكن أن تلعب دوراً على مستوى المجتمع عموماً ، وقد قيل (أعطني مسرحاً أعطك شعباً مثقفاً) وهذا يؤكد أهمية المسرح. ومن المعروف على رأي الكاتب علي أحمد باكثير الذي قدم العديد من المسرحيات، أنه سُمِي المسرح بالفن الجماعي، إذ أن المؤلف يعطي للنص رؤية وفكرة وأسلوبا ويستوعبها المخرج أيضاً بما لديه من إمكانيات، كما يجسدها الممثل بما يستوعب من فكرة للشخصية، ويفهمها المشاهد أيضاً في الأخير حسب ثقافته وإمكانياته، وكأن هذا الكل قد ساهم في إنتاج وإخراج هذا النص لمسرحية ما.

وفي واقع الأمر شدني السؤال الذي طرحه والدنا وأستاذنا بامطرف بقوله بماذا نحتفل؟ وأعتقد جازما أننا نحتفل بمرور مائة عام مجسدين هدر الزمن على مسرح تأسس على مدى أكثر من قرن ولم يستطع أن يقيم مسرحاً على أرض الواقع نستطيع من خلاله تقديم أعمالاً مسرحية، ولكن لابد لنا أن نتحدث ونقدم وننتج بدلاً من أن نظل نشكو دون تقديم شيء.. وحقيقة عندما كنت أقدم البرامج الفنية والثقافية بالإذاعة والتلفزيون كنت أراهن على الأغنية اليمنية باعتبارها أفضل ما يمكن أن نراهن به على مستوى المنطقة بعد أن سبقنا الكل من حولنا في تقديم فنونها وتأخرنا عن مواكبة ما يجري هذا اليوم، ولكني منذ تبوأت مسؤولية مكتب الثقافة وجدت أنني أراهن على المسرح لما وجدت فيه من شخصيات أكاديمية متمكنة ونجوم قدموا أعمالاً كبيرة ومازالوا ، ولديهم الإمكانيات لتقديم أعمال يستطيعون أن يكسبوا من خلالها ثقة الجمهور المتلقي، وتعتبر مشاركتنا في إطار فعالية صنعاء عاصمة للثقافة العربية لعام 2004م، والعروض المسرحية التي قدمتها عدن كانت فرس الرهان حيث أبدى الأخ خالد الرويشان إعجابه بما شاهده من إمكانيات وأعمال مسرحية أعطت له الثقة بأن يتبنى تنظيم مهرجان سنوي في عدن يسمى «ليالي عدن المسرحية» وبالفعل فإننا اليوم نقدم للعام الثاني على التوالي هذا المهرجان حيث ستقدم بمهرجان هذا العام 7 مسرحيات، وهي فرصة للحديث هنا عن المهرجان الذي نأمل بإذن الله أن نوفق في إقامته في شهر مارس من كل عام احتفاء باليوم العالمي للمسرح (27 مارس) وكذا ظهور وتأسيس المسرح في اليمن، تاركاً للأخوة: سعيد عولقي وقاسم عمر وهاشم السيد وسالم العباب فرصة الحديث عن الجوانب المتعلقة بالاحتفاء بيوم المسرح اليمني، بصورة أفضل وأعمق لانهم من أبناء هذا الفن.

حقيقة الأمر لا أريد الخوض بهذا المجال بحضور هؤلاء الفرسان الذين يمكن أن يتحدثوا بشكل أكبر وأعمق كما قلت وهي فرصة أن نستمع إلى كاتب مسرحية (التركة) هذه المسرحية التي يمكن فعلاً للمسرح اليمني أن يراهن عليها والتي حققت نجاحاً وأصبحت علامة بارزة من علامات المسرح اليمني.

أعتقد أنني من خلال هذا المنتدى ومن خلال الاحتفاء بمهرجان عدن الثاني للمسرح يحق لي كمثقف وكمشاهد وكمواطن أيضا أن أدعو إلى بث الجزء الثاني من المسرحية التي لم تبث حتى الآن من تلفزيون «22 مايو أو كما يسمى تلفزيون عدن - قناة 2 سابقاً».

إذا كانت هناك مراحل قد أخرجت كثيراً من الأعمال والفنون، فأعتقد أننا في مرحلة نستطيع أن نقدم بكل طمأنينة وبكل ثقة أعمالاً تمثل علامة بارزة بفننا اليمني، وهذه المسرحية لن أبالغ إذا قلت إنها تضاهي أعمالا عربية كبيرة وناجحة ليست على مستوى الأعمال العربية العادية ولكن للأعمال العربية الناجحة يمكن لهذه المسرحية بالفعل أن تضاهي هذه الأعمال ، وهي دعوة بالفعل من خلال الاحتفاء ومن خلال هذا المنتدى أن نطالب قناة (22 مايو) أن تبث مسرحية التركة الجزء الأول والجزء الثاني الذي لم يبث حتى الآن وهو مسجل لديها ، وشكراً.

< الأستاذ نجيب اليابلي: ترى ما كنه العصر الذي أبدع فيه عبدالله يعقوب خان والصايغ وباناجة وسعيد سالم يافعي، واللامبو وغيرهم، ما كنه ذلك العصر الذي نبغ فيه أولئك المبدعون ، إذا كان الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى قد فلسفه وتغنى بالسبعين عاماً من عمره ، فإن الأستاذ سعيد عولقي جعل من السبعين عاماً عنواناً لكتابه عن المسرح في اليمن وهو صاحب التركة، ويبدو أن التركة ستلاحقنا إلى أن يقضى الله أمراً كان مفعولاً، فلنترك الآن مجالاً للأستاذ سعيد عولقي ليحدثنا عن تجربته مع المسرح.

< الأستاذ سعيد عولقي: شكراً جزيلاً وأشكر الأخ الاستاذ عبدالله باكدادة على كلمته الرقيقة وأعتقد أنها أكثر مما أستحق .

أشكركم جميعاً على الحضور ، ويشرفني تلبية الدعوة لمنتدى «الأيام» إلى جانب الزملاء والأكارم والأفاضل أن أدلي بدلوي في مجال للأسف كنت قد انقطعت عن حياتي المسرحية منذ فترة طويلة ، إذا كان المسرح يحتفل بمئة سنة على ظهوره، فأنا أحتفل بثلاثين سنة على إصدار الكتاب لأنني أنهيته عند سبعين سنة من عمر المسرح اليمني. وللأمانة التاريخية كما ذكرت في مقدمة الكتاب أنه لولا الجهود والدراسات التي قدمها استاذنا القدير عمر عوض بامطرف لما كان لهذا الكتاب أن يرى النور لأن المادة تلك التي تحدثت عن تاريخ المسرح هي العمود الفقري ، أما كيف بدأت الفكرة الحقيقية أنا كان عملي في الصحافة ثم انتقلت إلى وزارة الثقافة عينت في مركز الدراسات المسرحية، طرحت الفكرة على الوزير، أخبرني بتشكيل لجنة ، ومن المعروف لما نشكل لجنة يموت الموضوع، تركنا الموضوع ، وانتظرنا صابرين وفي الأخير قال لي الوزير اشتغل الموضوع بنفسك، وفعلاً وبواسطة الأستاذ أحمد ناصر الحماطي أذكر أنه قال لي أن بامطرف مطلوب باعتباره الشخصية الرئيسية التي تعد دراسة عن المسرح وكان الرجل لديه انشغالات فاعتذر، ويبدو لي قال لهم لا أستطيع أن آتي إلى التواهي، اعملوا أنتم وأنا عندي أشياء موجودة ومكتوبة.

أنا في الحقيقة وجدتها في أكثر من مكان حتى بعضها ما كان يشير إليه، مثلاً وجدت دراسات في اتحاد الفنانين وفي مؤتمرات المسرحيين وفي مجلة الثقافة الجديدة وجدت دراسة مكتوبة أعدتها لجنة مسرحية ويأتون بكلام كان قد سبق الحديث عنه ونشره الأستاذ بامطرف، ثم جاءني الأستاذ أحمد محمد الشميري كان في معهد الفنون قدم دروساً في المسرح أساسها المحاضرات والأدبيات التي كان الأستاذ عمر عوض بامطرف قد قدمها في فترات سبقت إنشاء معهد الفنون، وجمع لي من المواد، أنا قلت إن هذا الكتاب هو تجميع لكل ما ورد مما استطعت الوصول إليه عن المسرح في اليمن، حتى أني ميزت بين ظهور المسرح في اليمن وبين نشأة المسرح اليمني ، يعني ظهور المسرح في اليمن كان في عام 1904م بفرقة هندية نحن ليس لنا علاقة بكوننا كعدنيين ومواطنين، ولكن تعرف الناس من خلال عروضهم على كيف يتم تقديم المسرح، كان العرض جميلا ومشجعا كان هذا في عام 1904م ، أيضاً ورد في الدراسات التي كتبها الأستاذ بامطرف أذكر أنني قرأتها في مجلة مصافي عدن التي كانت تصدر قديماً بالألوان، وفي عام 1914م كان قد قدم المسرح الذي هو بشخوص يمنيين ونص يعني ، أعتقد كانت مسرحية باللهجة العامية يبدو لي عن روميو وجوليت أو على ما أعتقد يوليس قيصر، فإذا تريدون المزيد عن هذا يمكنكم الرجوع إليه عند الأستاذ بامطرف أطال الله عمره ، الآن مرة أخرى يعيد الكتابة فيه، الأحسن أنني أتكلم عن تجربتي ، يبدو أنني تطفلت عندما عملت هذا الكتاب وكان أحق بإصداره ولكن كانت الظروف كما شرحت لكم.

بعد ذلك ذهبت إلى مناطق الشمال لأجل أن أرصد عن المسرح في اليمن بشكل عام، وذهبت إلى حضرموت وأبين ولحج أي منطقة فيها فرقة أو محاولة أو عرض مسرحي ، قمت برصدها ، تم أتيح لي بواسطة لجان الوحدة أن أسافر إلى صنعاء وفي كل المحافظات كالحديدة وتعز وفي كل المناطق التي فيها ناس مهتمون ، كانوا هم يسمون هذا مسرحا وبعضهم يسمونه نوعا من المحاضرات أو اللهو الطفولي، وقد قلت هذا الكلام في الكتاب انه في كان مسرح حقيقي بمعنى في مسرح وخشبة وجمهور مثلما كان في عدن يعني كانوا يسمونه مسرح الحارة او المسرح المدرسي لمدة نصف او ربع ساعة كل هذا موجود، لذا انا حاولت ان اشاهد ما هو موجود من اجل ان نوردها فأي حاجة حصلت في الماضي لا نستطيع ان نلغيها اليوم هذا الواقع، وقمت بجمع كل ما هو موجود، قد اكون اغفلت بعض الناس يمكن لم التق بهم لانه لا يوجد توثيق وهناك معلومة احب ان اضيفها ان «الأيام» لا توجد في المكتبة اثناء قيامي بالبحث كانت توجد فتاة الجزيرة والنهضة واليقظة والرائد اليومية والاسبوعية الصادرة بعدن باستثناء «الأيام» فسألت مديرالمكتبة قال لي «الأيام» لايعطوا للمكتبة لانهم يوثقوا لانفسهم ويعملوا ارشيف هل هذا صحيح يا أستاذ هشام.

بالضبط، اذكر ان هناك شخصا على ما اعتقد اسمه نجيب مطاع، كان يكتب كل ما نقدمه في المسرح وعلى التلفزيون وكان لديه تعليق في «الأيام» على كل عرض يقدم، بالفعل كان مسرحا بمعنى الكلمة ويقدم من التلفزيون وعلى الهواء مباشرة دون تدخل المونتاج، بحثت في كثير من الاماكن عن تلك النصوص المقدمة فلم أجدها حتى الاستاذ عبدالمجيد القاضي رحمه الله سألته: هل تحتفظ بتلك النصوص قال (حتى اذا جاوبت معاد اذكر) فالشخصية عطية يندر ان يتكرر في زمننا في مدينة صغيرة كعدن على المستوى الجزيرة العربية نحن لا نقول باننا نبالغ وانما نحن اول من اصدر الصحف واول من اسس حركة فنية والفرق ومنظمات المجتمع المدني. اذكر ان الاستاذ محمد عبده غانم قد كتب مقالة ولدي صورة منها وذلك في سنة 1957م ولدي ايضاً نسخة من كتاب اسمه الامثال العربية لصاحبه عبدالله يعقوب خان مطبوع في مطبعة ابراهيم راسم في سنة 1933م، وكنا نمتلك مجلة اسمها المنارة كنت أتولى رئاسة تحريرها، ورئيس لفرع الادباء بعدن، هذه المجلة تهتم بالجوانب المتعلقة بعدن من حيث التاريخ والتراث والمواقع وما يتعلق بالجانب المسرحي قليلاً.

أود ان اقول كلمة حق بان الاخ المرحوم السيد عمر السقاف المعروف بالرقم قتل اثناء الحرب الاهلية في الستينات، كنت مشتركا معه بشكل مباشر في تكوين فرقة مسرحية كان المرحوم السيد عمر السقاف من ألمع الناس واعتبرته في تلك الفترة رائد اللهجة في المسرح لانه قدم للمسرح اللهجة البدوية لاول مرة في التلفزيون وكنت انا امثل ادوارا في بعض المسرحيات فشكل السقاف فرقة وسماها ابناء الجنوب للفنون والتمثيل وكان لها مقر بالمنصورة بعد ذلك سميت بالمسرح الشعبي،

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى