مصادمات عنيفة بشوارع صعدة بين الامن وعناصر الحوثي

> صعدة «الأيام» خاص :

>
صورة من الارشيف لآثار المواجهات السابقة في صعدة
صورة من الارشيف لآثار المواجهات السابقة في صعدة
شهدت مدينة صعدة منذ ساعات مبكرة من فجر أمس الجمعة مصادمات عنيفة بين قوات الجيش والأمن من جهة وعناصر الحوثي من جهة أخرى، بعد قيام جموع من عناصر الحوثي قدر عددها بأكثر من 30 شخصاً بدخول المدينة ليل أمس الأول الخميس، وتمكنوا من السيطرة على مدخلين من مداخل المدينة هما مفرق الطلح ومفرق السلام، وخلال هذه المصادمات التي تشبه حرب الشوارع وامتدت حتى ظهر أمس الجمعة سقط 19 قتيلاً و20 جريحاً من عناصر الحوثي، فيما قُتل 7 من الجيش والأمن أحدهم يدعى محمد الأعوش وهو برتبة رائد وجُرح 18 آخرون.

وأفاد «الأيام» مصدر أمني بأن قوات الأمن تمكنت من أسر خمسة من عناصر الحوثي، فيما تمكن الآخرون من الهرب.

وقد ساد مدينة صعدة حالة من الخوف، حيث شلت الحركة ولم تفتح المحلات التجارية طوال يوم أمس الجمعة، ولزم السكان منازلهم ولم يتمكنوا من الخروج لقضاء حوائجهم، فيما جابت سيارات النجدة والأمن شوارع المدينة بعد غروب الشمس محذرةً عبر مكبرات الصوت المواطنين من الخروج من منازلهم، ومطالبة التجار بعدم فتح محلاتهم التجارية.

إلى ذلك مازالت قوات الجيش تواصل حصارها في كل من مناطق النشور والرزيمات وآل شافعة، حيث تمكنت من دخول المواقع التي كانت عناصر الحوثي تتمركز فيها، بعد عملية قصف مكثف استمر قرابة 3 أيام في تلك المواقع، تعرض خلالها منزل عبدالله عيضة الرزامي، الرجل الثاني بعد الحوثي إلى قصف أدى إلى تدميره كاملاً.

وقد بلغت حصيلة المعارك أمس الأول الخميس أكثر من 70 قتيلاً وعشرات الجرحى من عناصر الحوثي، وأكثر من 40 قتيلاً و30 جريحاً من عناصر الجيش.

وفي صنعاء استقبل المستشفى العسكري أعداداً من الجرحى طيلة اليومين الماضيين.

وفي وقت لاحق مساء أمس الجمعة أبلغ سكان بمدينة صعدة «الأيام» بأن التيار الكهربائي قد تم فصله عن المدينة التي عزلت عن بقية مدن المحافظة.

وفيما أفادت معلومات غير مؤكدة عن مقتل طريق صالح طريق، شقيق مدير أمن محافظة صعدة العميد محمد صالح طريق.
اسفرت المعارك الدائرة منذ الاربعاء الماضي بين القوات الكومية وانصار الأمام الشيعي بدر الدين الحوثي عن سقوط مالا يقل عن مائة قتيل من الجانبين. وقالت وكالة رويترز للانباء ان المسعفين قالوا يوم امس الجمعة ان 75 شخصا على الاقل قتلوا في المعارك.. بينما قالت وكالة الانباء الفرنسية ان 70 قتلوا مابين الاربعاء والخميس و75 قتلوا مابين الخميس والجمعة. وقالت وكالة الانباء الالمانية ان 22 قتلوا امس الجمعة و71 قتلوا منذ الاربعاء. وقالت صحيفة الحياة اللندنية يوم امس ان 74 «حوثياً» قتلوا في مواجهات الأربعاء ـ الخميس، منهم 50 قتلوا في مخبأ كانوا يستخدمونه مخزناً للأسلحة في منطقة الرحاب القريبة من بيت الرزامي، مسقط رأس القائد الميداني للمتمردين عبدالله عيضة الرزامي.. بينما قتل 32 جندياً حكومياً. وأضافت المصادر للصحيفة ان بدرالدين الحوثي (80 سنة) تمكن من الخروج من منطقتي الرزامات وآل شافعة الى وادي نشور أول من أمس، ثم الى منطقة عسيلة ومعه عشرات من أتباعه المدججين بالأسلحة بعد سقوط جبل داوود والتحصينات الحوثية في بني معاذ بوادي نشور، فيما أوشكت القوات الحكومية على السيطرة على هذه المناطق. واشارت الى ان «الرزامي» يتحصن مع أتباعه في مواقع قريبة من قرية بيت الرزامي، ويبدون مقاومة شرسة، بسبب مساندة بعض القبائل في هذه المناطق التي ينتمي اليها معظم اتباع الرزامي والحوثي الأب. وأكدت أن القوات الحكومية تطوق منطقة عسيلة، فيما تقدمت وحدات من الحرس الجمهوري نحو منطقة بني معاذ ووادي نشور في عملية منسقة مع قوات الجيش والأمن التي خاضت أشرس المواجهات مع «الحوثيين» منذ أسبوعين.

وقال شهود في المنطقة لمراسلي وكالات الانباء ان القوات الحكومية تقصف الموالين للحوثي بالمدفعية ونيران الدبابات منذ مساء الاربعاء في محاولة لاجبارهم على الاستسلام.

وقال مسؤولون حكوميون محليون ان المتمردين رفضوا جهود الوساطة لالقاء السلاح وتسليم مسلحين نصبوا كمينا وقتلوا رجال شرطة لمواجهة المحاكمة. وندلع القتال مرة اخرى فجر يوم امس الجمعة وقالت مصادر قبلية وسكان لوكالة فرانس برس "ان عشرات الاشخاص من انصار الحوثي تمكنوا في ساعة مبكرة من فجر الجمعة من التسلل الى داخل مدينة صعدة وقاموا باقتحام عدد من المباني الكبيرة في المدينة".

واضافت المصادر ان انصار الحوثي "باشروا باطلاق النار على افراد الشرطة والجيش المنتشرين في الشوارع واستمر تبادل اطلاق النار حتى منتصف النهار ما خلف عشرات القتلى والجرحى من الجانبين اضافة الى اصابة عدد من المدنيين". واوضحت المصادر ان الحياة تعطلت كليا في المدينة وان قوات الشرطة تقوم بملاحقة المسلحين من حي الى حي في الوقت الذي تواصل فيه قوات الامن والجيش تعقبها لزعماء التمرد في منطقة وادي نشور الجبلية حيث يعتقد بانهم يتمركزون.

وكان مصدر قبلي من مديرية كتاف التي تنتمي إليها مناطق المتمردين اعلن في وقت سابق "أن أكثر من سبعين شخصا من أنصار الحوثي قتلوا خلال المواجهات التي امتدت منذ نهار الأربعاء حتى مساء الخميس" في منطقة صعدة.

واضاف لوكالة فرانس برس "قد عثر على جثثهم داخل التحصينات الجبلية التي كانوا يقاومون السلطات منها".

واكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الجيش، وخاصة حينما قامت قوات مكافحة الإرهاب بعملية إنزال مظلي على قمم عدد من الجبال المحيطة بمعاقل المتمردين الرئيسة في منطقتي الرزامات ووادي نشور نهار الخميس".

وأكدت مصادر قبلية مساندة لقوات الجيش أنه تم القبض على العشرات من المتمردين معظمهم من الشبان تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 22 سنة.

واضافت ان "قوات الجيش تفرض سيطرتها على معاقل المتمردين في مناطق آل شافعة والرزامات ووادي نشور".

واوضحت مصادر قبلية في محافظة صعده شمال غرب اليمن أن "قوات الجيش وفرق من قوات مكافحة الإرهاب خاضت نهار أمس الخميس معارك هي الأعنف ضد المتمردين من أنصار بدر الدين الحوثي في مناطق آل شافعة والرزامات ووادي نشور تمكنت خلالها مساء أمس الأول الخمس من فرض سيطرتها الكاملة على تلك المناطق".

وأكد المصدر "أن قوات الجيش تقوم حاليا بتمشيط المنطقة والبحث عن زعماء التمرد وعلى رأسهم بدر الدين الحوثي الأب والقادة الميدانين ومنهم عبد الله الرزامي ، زعيم حركة الشباب المؤمن المتطرفة، وعبد الملك الحوثي ويوسف المداني المطلوب الرئيسي في عملية التمرد الأخير الذين يعتقد أنهم يختبئون في بعض قرى المنطقة" .

ومنذ استئناف التمرد في اواخر مارس الماضي، بلغ عدد قتلى المواجهات حتى اليوم قرابة 180 شخصا الا ان هذا العدد لا يتضمن عدد القتلى في صفوف القوات الحكومية في المواجهات الاخيرة، اضافة الى عشرات الجرحى.

وكانت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) نقلت مساء الخميس عن مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة صعده قوله "أن لجنة وساطة كان وجه رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح بتشكيلها وتضم عددا من علماء الدين وشيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية فشلت في جهودها ومساعيها المبذولة لإقناع المدعو بدر الدين الحوثي والعناصر المتمردة التابعة له في تسليم أنفسهم". وأضاف المصدر " وإزاء تلك التطورات المؤسفة فإن قوات الأمن والقوات المسلحة واصلت تضييق الخناق على تلك العناصر التخريبية المتمردة لإجبارهم على تسليم أنفسهم للعدالة".


بيان صادر عن اللقاء المشترك حول الأحداث والتطورات الأخيرة في محافظة صعدة
وقفت أحزاب اللقاء المشترك في اجتماعها الدوري صباح الخميس 28 صفر 1426هـ الموافق 7 أبريل 2005 أمام الأحداث والتطورات والتداعيات المسلحة الخطيرة ، والمؤسفة التي تدور رحاها في محافظة صعدة ، والتي تأتي بعد أقل من عام على أحداث مران , وتشكل امتدادا لها، وذلك يؤكد بجلاء عقم ، وعدم سلامة الأساليب والإجراءات التي تنتهجها الحكومة في معالجة هذه القضية، وهو ما سبق لأحزاب اللقاء المشترك أن حذرت منها ونبهت إلى مغبات استمرائها، واستمرارها، وأعادت الأحزاب تأكيدها على رفضها ، وإدانتها استخدام القوة والعنف خارج إطار الدستور والقانون , وكذا إدانة كل أشكال التطرف السلالي ، والمذهبي ، والمناطقي ، والأسري ، وتدعو الجميع إلى ضرورة التمسك والالتزام بالدستور والقانون والكف عن الممارسات والادعاءات الخارجة عنهما، والتي لن يثمر التمادي فيها سوى مزيد من إحداث الشروخ في سفينة المجتمع اليمني والإضرار بوحدته الوطنية وفتح الباب واسعا أمام التدخلات الأجنبية.

كما تجدد أحزاب اللقاء المشترك دعوتها مجلس النواب للقيام بدوره الدستوري نظرا للتعتيم الذي تنتهجه الحكومة في معالجة القضايا الأمنية مهما عظم حجمها، وذلك بالمسارعة إلى تشكيل لجنة قادرة على مباشرة التحقيق النزيه فيما يجري، وبحياد تام ، واستقلالية أكيدة ، وتشارك فيها القوى السياسية ورجال القانون ، ويتم من خلالها إطلاع الشعب على الحقائق أولا بأول، بكل صدق، وموضوعية وصولا إلى معالجات سليمة تحول دون تكرار هذه لأعمال ، وتفادي آثارها وتداعياتها المدمرة، فأمن الوطن ووحدته واستقراره وسيادته واستقلاله مسئولية الجميع حكاما ومحكومين..

نسأل الله أن يجنب وطننا الشرور والفتنة وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه

صادر عن أحزاب اللقاء المشترك

1 - التجمع اليمني للإصلاح2 - الحزب الاشتراكي اليمني3 - التنظيم الوحدوي الناصري4 - حزب البعث العربي القومي5 - اتحاد القوى الشعبية6 - حزب الحق


مصدر حكومي مسؤول يرحب بمطالبة أحزاب اللقاء المشترك بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث الفتنة بصعدة
رحب مصدر حكومي مسؤول بما جاء في بيان أحزاب اللقاء المشترك حول المطالبة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول أحداث الفتنة التي أشعلها المدعو بدرالدين الحوثي في محافظة صعدة.

وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) «إننا نرحب بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والشورى والأحزاب والتنظيمات السياسية وذلك للنزول الميداني إلى منطقة التمرد والوقوف عن كثب على الأحداث الجارية والتحقيق فيها».

وأضاف المصدر «وانطلاقا من الحرص على إنهاء الفتنة وحقن الدماء وترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع، فإنه بإمكان اللجنة المذكورة أيضا أن تبذل مساعيها هي الأخرى من أجل إقناع المدعو بدرالدين الحوثي ومن تبقى معه من العناصر المتمردة والخارجة على النظام والقانون تسليم أنفسهم للعدالة والكف من اعتداءاتهم على مؤسسات الدولة والمصالح العامة وأفراد القوات المسلحة والأمن وترويع المواطنين الآمنين في الطرقات وبما من شأنه تحقيق المصلحة الوطنية والحفاظ على الأمن والسلم الاجتماعي العام واحترام الدستور والنظام والقانون، وباعتبار أن أمن الوطن واستقراره وسلامته مسؤولية الجميع دون استثناء.

وكان وزير الداخلية د. رشاد العليمي اعلن في مقابلة صحفية نشرت امس الاول الخميس ان السلطات اليمنية لا تزال تعتمد اسلوب الحوار مع المتطرفين المتمردين في شمال البلاد رغم المواجهات الدامية التي جرت مؤخرا بينهم وبين القوات الحكومية.

وتؤكد السلطات ان بدر الدين الحوثي، والد حسين بدر الدين الحوثي والشخصية الزيدية البارزة، هو الذي يقود التمرد الجديد.

وكان حسين بدر الدين الحوثي، زعيم الحركة السابق، قتل في سبتمبر 2004 بعد معارك ادت خلال ثلاثة اشهر الى مقتل اكثر من 400 شخص.

وهذه اول مواجهة من هذا القبيل منذ ان اعلنت الحكومة في العاشر من سبتمبر الماضي انها قتلت حسين بدر الدين الحوثي بعد ثلاثة اشهر من اندلاع حركة تمرد قادها في منطقة جبلية شمال اليمن قريبة من السعودية حيث اسفرت المعارك عن سقوط 400 قتيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى