سفير اليمن لدى دولة الكويت . علي حسن الأحمدي لـ «الأيام»: نشعر أن اليمن والكويت تجاوزا أزمة العلاقة بينهما وعودة العمالة الى الكويت مرهون بتوفير فرص العمل

> «الأيام»عمر بن الشيخ ابوبكر :

> أكد السفير د. علي حسن الاحمدي سفير اليمن لدى دولة الكويت الشقيقة أن العلاقات اليمنية الكويتية استعادت عافيتها وتجاوزت الأزمة التي مرت بها على اثر تداعيات الغزو العراقي للكويت.جاء ذلك في معرض إجابته عن أسئلة «الأيام» في مقر اقامته في العاصمة الكويتية وقد رد فيها على العديد من القضايا التي طرقتها «الأيام».

< ماذا عن الدور الذي تقوم به السفارة اليمنية في دولة الكويت؟

- تقوم السفارة اليمنية لدى دولة الكويت بتنفيذ المهام المناطة بها في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في إطار السياسة الخارجية للجمهورية اليمنية، وفي ضوء خطط وتوجيهات وزارة الخارجية ووفقاً لمقتضيات وقنوات العمل الدبلوماسي المعروفة، وفيما يتعلق بالمغتربين اليمنيين، تقدم السفارة الخدمات القنصلية للمغتربين اليمنيين، التي تتنوع ما بين إصدار جوازات السفر وتجديدات وتصديقات، إلى جانب متابعة أحوالهم وأوضاعهم وحل مشاكلهم بقدر الاستطاعة والتنسيق والتواصل مع الجهات المختصة في الكويت، ومع قيادة جمعية الجالية اليمنية في الكويت التي تلعب دوراً مشكوراً في متابعة قضايا الجالية والتنسيق مع السفارة في حل أي مشكلات تخص أفراد الجالية اليمنية، والحمد لله الجالية اليمنية بالكويت من الجاليات التي يضرب بها المثل في الأمانة وحسن التعامل، ومشاكل أفرادها محدودة جداً.

< ما هو واقع العلاقات اليمنية الكويتية حالياً وما هي الجهود التي بذلت لتحسينها؟

- العلاقات اليمنية الكويتية استعادت عافيتها منذ 1999م، عندما أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وحتى قبل هذا التاريخ لم تنقطع العلاقات بين الشعبين والبلدين الشقيقين، ونشعر بأننا تجاوزنا الأزمة التي مرت بها هذه العلاقات بسبب تداعيات الغزو العراقي للكويت.

< ما هي آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين ومنها الاستثمار الكويتي في اليمن، وهل توجد مساعدات كويتية لبعض المشاريع الإنمائية في اليمن؟

- تعتبر الكويت ثالث دولة مصدرة لليمن، وهناك آفاق واسعة لتنامي حركة التبادل التجاري بين البلدين، كما نتوقع أن تزداد الصادرات اليمنية الى السوق الكويتية، خاصة الخضار والفواكه، وهذا مرتبط بتسهيل مرور الشاحنات عبر الحدود السعودية، وهو الأمر الذي يمكن أن يسمح بتدفق الصادرات اليمنية إلى الكويت، والذي نأمل أن تنسق بلادنا مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتسهيله.

كما توجد حالياً استثمارات كويتية عقارية وسياحية ونفطية، وهناك آفاق واسعة للتعاون الاقتصادي، وفرصة واسعة للاستثمار في بلادنا نسعى الى تعريف المستثمرين الكويتين بها، وتجرى حالياً دراسات ومشاورات لتمويل عدد من المشاريع من قبل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، في شكل قروض ميسرة يستأنف الصندوق بها نشاطه في اليمن في القريب العاجل إن شاء الله، كما أن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي تعد الكويت أكبر مساهم فيه يمول حالياً عدداً من المشاريع الهامة في بلادنا، كما يدرس تمويل عدد من المشاريع الأخرى، ونحن متفائلون بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين في المستقبل القريب إن شاء الله.

< من خلال تتبع الواقع الثقافي والإبداعي نلاحظ حضورا كويتيا في اليمن من خلال زيارات الأدباء والمفكرين الكويتيين، ما هو تقييمكم؟

- الحقيقة إن الكويت امتازت عبر العقود الماضية بالاهتمام بالثقافة العربية، كما أن لها إسهاما ملموسا في هذا الجانب من خلال سلسلة الإصدارات الثقافية التي أثرت المكتبة العربية، فإلى جانب مجلة العربي كانت الكويت تصدر سلسلة عالم المعرفة، والمسرح العالمي وغيرها من الإصدارات بالإضافة الى المسرح الكويتي المتميز خليجياً وعربياً، إضافة إلى تنظيم الندوات والمهرجانات والمعارض وغيرها من الأنشطة الثقافية التي لم تقتصر على المثقفين والمبدعين الكويتيين، بل أتاحت الفرص لمشاركة الأدباء والفنانين والمبدعين العرب، كما أن الأنشطة الثقافية الكويتية بمختلف جوانبها كانت حاضرة في المحافل الثقافية العربية باستمرار.

وقد شاركت الكويت في العديد من الأنشطة الثقافية اليمنية، وكان أبرزها خلال العام الماضي بإقامة الاسبوع الثقافي الكويتي ضمن فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م، وكان من أنجح الفعاليات ولا يسعني هنا إلا أن أشيد بالدور الذي يلعبه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت خدمة للثقافة العربية بشكل عام.

< هناك الكثير من المغتربين اليمنيين كانوا في الكويت؟ هل هناك خطوات لإعادة بعضهم، خصوصاً أولئك الذين مرت على هجرتهم أكثر من ثلاثة عقود؟

- إن القدوم للعمل في الكويت يتطلب وجود فرصة عمل، وتتقدم الجهة صاحبة العمل بطلب إلى إدارة الهجرة لاستخراج عدم ممانعة لاستقدام الموظف أو العامل المطلوب للوظيفة، وطبعاً هناك وظائف محددة المسموح باستقدام عمالة لها، وهي عادة الوظائف التي لا تتوفر شروط من يشغلها في سوق العمل الكويتي، مما يتطلب استقدامها من الخارج واذا ما توفرت مثل هذه الفرص لأي مواطن يمني فلا توجد أي قيود على استقدامه للعمل في الكويت.

الكويت اليوم أصبحت لديها بطالة، وأصبحت حاجتها للعمالة الوافدة محصورة في العمالة المنزلية أو العمالة العالية الكفاءة، وقليلة جداً فرص العمل التي تفتح بين الحالتين خاصة وأن سوق العمل تشبعت بالعمالة المصرية والآسيوية، لذلك فإن عودة العمالة اليمنية التي كانت في الكويت مرهون بتوفير فرص العمل والجهات التي توفر لهم هذه الفرص، فإن وجدت الفرصة فلا توجد موانع لدى سلطات الهجرة في الكويت، بل على العكس فالمواطن اليمني يحظي بالثقة والترحيب لدى أصحاب العمل إذا توفرت لديهم وظائف شاغرة.

< كيف تنظرون إلى مشاركة اليمن في أعمال مجلس التعاون الخليجي؟

- إن اليمن تمثل العمق الاستراتيجي لدول الجزيرة العربية التي تطلق على نفسها دول مجلس التعاون الخليجي، فاليمن جزء من هذا النسيج الاجتماعي والتاريخي والديني، والفارق بيننا وبين هذه الدول أنهم اكتشفوا البترول بكميات كبيرة قبلنا بعشرات السنين مما أعطاهم السبق في التطور الاقتصادي والمعيشي، كما لا يجب أن يكون هذا سببا لعزل اليمن واستبعادها من هذا التجمع بسبب فقرها، إنما يجب مساعدتها لتلحق بإخوانها في التطور والنمو، وهذا يخدم مصالح الاقليم بشكل عام، أما المشاركة اليمنية الحالية في المجلسف مقتصرة على التربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة، وهي خطوات جيدة لكن ليست كافية فالمطلوب والطبيعي أن تكون اليمن بحكم التاريخ والجغرافيا جزءا من هذه المنظومة، وهذا يصب في مصلحة هذه الدول قبل مصلحة اليمن.

< يحتفل شعبنا اليمني بالعيد الوطني عيد الوحدة، وتحتضن مدينة المكلا الاحتفال بهذا العام، ماذا تقولون بهذه المناسبة؟

- أهنئ شعبنا اليمني والقيادة السياسية والحكومة الرشيدة بهذه المناسبة العظيمة، التي تعتبر النقطة المضيئة في هذا الزمن العربي المظلم الذي نتمنى أن يتجلى ظلامه بصبح تشع أنواره سلاما وعزة ونماء، لقد كبر اليمن بالوحدة وسيظل كبيرا بها، ونتطلع الى الوحدة العربية حتى في إطارها الأدنى ككتلة اقتصادية وسياسية متكاملة وموحدة المواقف والرؤئ في هذا العصر، عصر القوة والتكتلات الذي لن يكون فيه مكان للضعفاء والأقزام، فوحدتنا هي قوتنا وحصننا في هذا العصر الظـالم وكون الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام سيقام في المكلا، فإن شواهد منجزات الوحدة في هذه المدينة سيكون أبلغ تعبير عن عظمة الوحدة.

< في نهاية هذه المقابلة ما هي الرسالة التي توجهونها إلى الشعبين اليمني والكويتي والخليجي؟

- أقول للشعب اليمني والشعب الكويتي إن علاقات المحبة والإخاء والتعاون بين الشعبين الشقيقين منذ ما قبل ظهور النفط وما بعده أقوى من كل الخلافات السياسية العارضة، فحافظوا على هذه العلاقات والصلات حتى عندما يختلف السياسيون لا تتأثروا بخلافاتهم فخلافاتهم مؤقتة، وعلاقاتكم كشعوب أبدية بحكم الدين والتاريخ والجغرافيا، وهذا الكلام نفسه أقوله لكل الأشقاء من شعوب المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى