في ندوة منتدى «الأيام» حول تاريخ المسرح اليمني والإعداد لمهرجان ليالي عدن المسرحية...لكي نؤسس مسرحاً نحن بحاجة إلى استراتيجية متكاملة ودعم مستمر فالإمكانات موجودة لدى فنانينا ويمكن المراهنة عليها

> عدن «الأيام» خاص :

> يواصل الأستاذ سعيد عولقي مداخلته عن أوضاع نشاط المسرح بعدن قائلاً: «وكانت توجد ايضاً في الستينات هيئة الفنون والتمثيل، ومن أولئك محمود أربد والحمزي، ومحمد رشيد، الله يرحمهم جميعاً، كانوا من أبرز المؤسسين للفرق بعدن، أيضاً استغرب عندما وجدت أن البحصو لديه فرقة بالقاهرة، وفي البريقة توجد فرقة مشهورة جداً لعلي وعبدالله المسيبلي، المسماة بفرقة الهيئة العربية للتمثيل .. كل الأعمال أعتبرها في تلك الفترة تجربة فريدة ونموذجية، ويمكن حتى بأميركا كانوا يسجلون في بدايتهم، فلا يوجد على مستوى العالم يقدم من التلفزيون بشكل مباشر إلى الجمهور.. ما فيش، نحن انفردنا في تلفزيون عدن وبإمكانيات بيت نديم حسن علي في منزله القديم الذي في الجبل، ومن هذا المنزل تبث المناظر من مسرحيات وسهرات، حيث كان هناك أنشطة فنية لا يقدمها التلفزيون اليوم بكل إمكانياته، نتمنى أن نرجع مثلما كان أول ونقوم بتقديم مثل هذه البرامج .. لا أعرف ما سبب الإحباط.

في تلك الفترة بدأت الفرق المسرحية ينحسر نشاطها على الخشبة، واتجهت جميعها إلى التلفزيون، ثم بعد ذلك جاءت حركة التغيير من خلال السيطرة على التلفزيون من الايديولوجيا والسياسة ولم يعد للفن الاستمرار، حتى الفرق نفسها جاءت سلطة تريد أن تؤمم المسرح من خلال جعلها فرقة واحدة باسم فرقة المسرح الوطني كما تذكرونها آنذاك في 1968م.

عموماً كان يحز في نفسي عندما زارت الفنانة المصرية عفاف شعيب، قالت في تصريح لها «أنتم تتكلمون عن المسرح، ولم أر المبنى» أعود وأقول هذا قد أثير من قبل الإخوان المسرحيين عندما التقوا الفنان عادل أمام كونه سفيراً للنوايا الحسنة، طلب الأخوان من عادل أمام أن يبلغ القيادة السياسية أننا بحاجة إلى مسرح في عدن لتقديم الأعمال، قال الفنان عادل أمام «أنا مستعد أنقل كلامكم هذا إلى القيادة السياسية» وسمعته للأمانة في أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت له تكلم في هذا الجانب، أن على القيادة باليمن أن تعطي للمسرح حقه من الاهتمام بأن تبني مسرحاً، نحن لا نقول بناء مسرح في عدن، وإنما في كل المدن ذات الكثافة السكانية، لأنه كيف يولد الشيء إلا بتوفير الاحتياجات والمتطلبات، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية الركود المسرحي .. هو ليس راكداً، إنما لدينا مواهب يمكن أن ينشطوا، كان في السابق للأسف تحركهم الميزانيات والتعزيزات لاعتماد مبلغ من أجل إقامة حفلة مسرحية .. هذا ليس مسرحا، وإنما المسرح هو الحاجة المستمرة. أنا أقول إن القيادة السياسية أو السلطة هي موهوبة جداً وأثبتت موهبتها في التمثيل أكثر من الممثلين، يعني مجالس كثيرة وسياسيين ووزراء كثيرين، هم لديهم موهبة كبيرة جداً، و نحن الشعب أصبحنا الجمهور، الآن المسرح ما شي في الحياة، الحياة هي مسرح يقوم بالأدوار فيها المجموعة الحاكمة في السلطة ويشاهدهم الجمهور اللي هم الشعب .. هناك حاجات تطلع حلوة، وبعض الحاجات تطلع نص نص، ومسرحيات بايخة جداً جداً.

< قاسم عمر، المخرج المسرحي وقائد فرقة المسرح الوطني بعدن: «أولاً شكراً جزيلاً على هذه الاستضافة من الأخوين هشام وتمام باشراحيل ومن أسرة «الأيام» ورواد منتدى «الأيام» على هذه الاستضافة واللفتة الكريمة، بالإضافة الى الشكر الجزيل للأستاذ نجيب اليابلي على هذه المقدمة اللطيفة جداً أو الإطراء الجميل الذي تحدث به، طبعاً نحن جيلنا جيل حقل التجارب، جيل السبعينات، التي مررنا بها في المسرح منذ بداية مطلع السبعينات إلى هذا اليوم أكثر من ثلاثين عاماً عملنا في المسرح.. ونحن كنا حينها صغاراً وفي عمر الصبا، ولكن كنا نؤدي أعمالا مسرحية تكاد تفوقنا فهماً وعلماً، حيث كنا أطفالا حينها وترعرعنا وتربينا على اتجاه معين سياسي فكري ايدلوجي معين، لأن هذا كان مصيرنا نحن، وعشنا هذه الفترة ولكن فيها الجميل، وعانينا وعشنا فترة السبعينات والثمانينات إلى أن أتت الوحدة المباركة .. كان لدينا المسرح الوطني، وفي التسعينات انتهى المسرح وعاد إلى صاحبه، ونحن لحد الآن بدون مسرح، ولكن هذا لا يعني أننا لا نقدم مسرحا ولا نملك الدراما سواءً أكانت في الإذاعة أو التلفزيون، الشيء الطيب الذي كان حينها من مطلع الثمانينات وحتى عام 1989م أنه كان يقام احتفال تقليدي جميل جداً، وهو الاحتفال بيوم المسرح العالمي وأسبوع المسرح اليمني، كان ذلك سنوياً وبحضور رجال الدولة من رئيس الدولة إلى وزير الثقافة، وكان يتم تكريم الشخصيات المسرحية ورواد المسرح، وكرم منهم الاستاذ محمد عبده دقمي وإسماعيل اللامبو، اللذان عاشا مراحل نهاية الثلاثينيات والاربعينات وقدما خيرة أعمالهما في المسرح.

نحن هذا الجيل تعلم في الخارج، تعلم أكاديميا في أوروبا الشرقية وفي بعض الدول العربية منها الكويت ومصر والعراق، وقدمنا كثيرا من الأعمال، وكانت الفرصة لنا والشيء المشرق فيها أننا كنا نشارك في مهرجانات عربية، وكانت حقيقة سمعة اليمن في الخارج عندما نشارك في بعض المهرجانات العربية، كان الناس ينظرون إلينا بإجلال لما نقدمه من فكر وفن وإبداع، ولكن عندما نقدم عملنا في الداخل لا أدري كان مثلما يقال «لا كرامة لنبي في وطنه» نقدم أعمالنا يكاد يكون بعض الأحيان لا يحضرها إلا المسرحيون، أتذكر ما كتبه الأخ سعيد عولقي عن المسرح «كاريكاتير» الممثلون أكثر من الجمهور لو يذكر الأخ سعيد عولقي في مجلة الفنون. عموماً في هذه الفترة ظهرت وجوه كثيرة منهم هاشم السيد، سالم العباب، بالإضافة إلى الجيل السابق علي هادى السعدي، الاستاذ علي أحمد يافعي، عبدالرب المسيبلي، الاستاذ فيصل عبدالله، فيصل بحصو وغيرهم، وقدموا الكثير من الأعمال المحلية والعربية والعالمية، هذا كموجز بسيط عن ما قبل الوحدة، ولكن بعد الوحدة المباركة من عام 1990م إلى عام 2005م قدمت أربعة مهرجانات ليس إلا، الأول كان في 1990، والثاني كان في 1993م، والثالث كان في عام 1995م، والرابع الذي نحن أقمناه داخل عدن في عام 2004م بمناسبة مرور مائة عام على ظهور المسرح في اليمن، وقدمت أعمال مسرحية حقيقة الأستاذ خالد الرويشان، وزير الثقافة - وهذه حقيقة يجب الواحد أن يقولها للأمانة والتاريخ - كان وراء هذا النجاح في هذا المهرجان الأول كونه تجربة حتى يرى ماذا يقدم المسرحيون في عدن، وقدمت أعمال عربية ويمنية وحتى أعمال عالمية، منها (المربع الأرجواني) من أعمال شكسبير، (وموقعة العصيد) من الموروث الشعبي أنا أخذتها وكتبها الاستاذ محمد عبدالله سعد، ومسرحية (الكوت) التي كتبها الشهيد محمد صالح الشاعر رحمه الله وأخرجها سالم العباب، وكان فكرة النجم هاشم السيد، وكذلك مسرحية صلاح الدين الأيوبي قدمتها فرقة أكتوبر، ومسرحية أمريكا شطح نطح قدمتها فرقة المتحدين التي قدمت نوعا معينا من الأعمال الكوميدية مثل (وابلاشاه) و(هبله من الديش) و(الداهوفة) وغيرها من الأعمال، وأيضاً قدمت مسرحية للمسرح الوطني تحت عنوان (الجرو)، وهي مسرحية صامتة، وشاركت في نفس العام بالمهرجان الدولي بالقاهرة للمسرح التجريبي، وتحصلت على تقدير كبير من النقاد والأساتذة الذين شاهدوها والفنانين العرب وحتى العالميين، لكن هذا المهرجان إلى جانب الاستاذ الدكتور يحيى الشعيبي كان وراء نجاح هذا المهرجان الذي سوف يقدم إن شاء الله، وكان داعما مباشرا لنا الاستاذ خالد الرويشان.

ولكن الإمكانات صعبة، ومع ذلك نحاول أن نبذل كل ما في وسعنا .. في هذا المهرجان سوف تقدم سبعة عروض مسرحية، وكل مسرحية سوف تقدم ليلتين، والسمة في هذا المهرجان أن كل الأعمال التي سوف تقدم أعمال يمنية محضة من كتاب ومخرجين يمنيين.

الاعمال التي سوف تقدم في هذا العام من قبل فرقة المسرح الوطني مسرحيتان، منها مسرحية المزاد تأليف الاستاذ محمد عبدالله سعد وإخراجي، ومسرحية عضو الدرزن ريال وهي مسرحية اجتماعية كوميدية كتبها الاستاذ سالم العباب ويخرجها ويمثلها الاستاذ هشام السيد، ، وكذلك مسرحية الهبروقراطية سوف تقدمها الفرقة الأهلية اسمها فرقة المسرح الطليعي، كتبها الاستاذ أحمد علي شيخان ويخرجها الاستاذ أحمد مطلق ويشارك فيها نجوم الممثلين المسرحيين، وكذلك مسرحية عيال إبليس عودة إلى المسرح الحديث بعد انقطاع طويل تأليف الاستاذ علي يافعي ويخرجها نجله الفنان صابر علي يافعي، وسوف تدخل في هذا المهرجان فرقة للمعاقين سيقدمون عملا مسرحيا طبعاً سوف يخرج هذا العمل الرائد في هذا الجانب الاستاذ محمود هادي لأنه تخصص في عملية الإعاقة والعمل مع المعاقين، لأنه يعرف نفسياتهم وقد تعامل معهم، العمل هذا كتبه الأستاذ صالح النادري وهو عبارة عن قصة نالت الجائزة الأولى في مسابقة المعاقين بالشارقة وأعددتها أنا إلى المسرح، إضافة إلى هذا سوف تقدم فرقة شابة اسمها فرقة مسرح خليج عدن لمجموعة من الشباب الطموحين، الذين يجب أن يتحملوا هذا العبء ويواصلوا معنا المشوار الصعب هذا، وسوف يقدمون مسرحية اسمها (عائلة دوت كوم)، أما معهد الفقيد جميل غانم للفنون الجميلة بقسمها المسرحي سيقدم مسرحية اسمها المعتصم في ضيافة الفضائية. يعني حقيقة الأعمال جميلة جداً، وأنا أطلب وأرجو من كل المثقفين ومن كل المنتديات الموجودة بعدن (محافظة المجتمع المدني) أن يحظى هذا المهرجان بالتناول في منتدياتهم ومناقشة هذه العروض حتى يكون هناك تواصل بيننا ، وهذه دعوة نقدمها إليكم ونحن نعد بأننا سوف نساعد كل فرقة شابة في مجال المسرح اليمني في المهرجان .. نحن نتمنى ونريد أن نقدم مسرحا ليس موسمياً في أي مكان، ولكن أنتم تعرفون هذه الظروف، ونتمنى أن تساعدونا في تذليل الصعاب، ولكن الكادر البشري يجب أن تفهموا أننا لن نالو جهداً بأن نقدم أعمالنا في أي مكان، ومثلما قال الشاعر «سنظل نحفر في الجدارüü إما فتحنا ثغرة للنور أو متنا على ذات الجدار» وشكراً».

بعد ذلك تم طرح عدد من الملاحظات والاستفسارات من قبل الحضور، حيث أكدت أغلبها على تفعيل النشاط المسرحي وضرورة استمراريته، واقترح بعض منها على المسرحيين في عدن القيام بمعالجة مشكلة عدم وجود مسرح بالاعتماد على جهودهم الذاتية، وذلك من خلال إيجاد كيان اجتماعي يمثل المسرحيين ويتواصل مع منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال بالمحافظة لتقديم مساهماتهم في هذا الجانب.

< وفي سياق الردود على الملاحظات والاستفسارات قال الأخ قاسم عمر، قائد فرقة المسرح الوطني بمحافظة عدن:

«الأستاذ سعيد، كاتب مسرحية التركة عندما كتب الجزء الثاني من هذه المسرحية أنا أخرجته ومثلث فيه، ونفس الكلام الذي قاله عندما كانت هناك دولة كان هناك مسرح، ولكن للأسف الشديد هنا لا توجد حتى الدولة من صلب مهامها بناء البنى التحتية.. إلى حد الآن لا يوجد.. ولكن أحب أن أذكره أنه عندما قدمت هذه الأعمال حينها في التسعينات كانت تقدم بالتذاكر، ولكن عندما لا يكون لديك مكان لتقدم فيه مسرحا فهذه هي الصعوبة فهي من مهمة الدولة، نحن في الستينات لما يقول الاستاذ نجيب اليابلي أيام الاستعمار.. هذا الاستعمار سياسته تختلف، ولكن هذه الدولة مهمتها الرئيسة مثلما قامت ببناء جامعة ومدرسة ومستشفى يبقى من أساسياتها أن تبني مسرحا، وجلسنا من بعد الاستقلال إلى الآن لم تبن مسرحاً للأسف الشديد، ومع هذا ما زلنا نقدم عروضا مسرحية، وهذا لا يعني أننا لا نقدم، أملنا الكبير بأن يبنى مسرح وسوف ترون ماذا سيقدم المسرحيون».

< اختتم الندوة الأخ عبدالله باكدادة، مدير عام الثقافة في عدن، بكلمة قال فيها: «في واقع الأمر أنا لا أريد أن أبكي على الأطلال وليس من عادتي أن استسلم للواقع باعتبار أنه إذا استسلمنا لن نستطيع أن نؤسس شيئاً ولن نستطيع أن نغير شيئا، والقضية على ما فيها من صعوبة مطلوب منا أن ننظر إليها بشيء من التفاؤل، باعتبار أن القادم ثقافي، وهذه عبارة دائماً أنا أكررها، اليمن مرت بمتغيرات كثيرة ومرت بمراحل متعاقبة وظلت كل مرحلة تأتي تلتهم ما بني وتتوجه الدولة في تأمين الجانب الغذائي والعسكري، وهذا يأتي على حساب الجانب الصحي والثقافي وغيره، وما يشعرني حقيقة أن حالة الاستقرار الموجودة الآن سواء على مستوى اليمن أو المنطقة بشكل عام نشعر من خلالها أنه رغم الظروف الصعبة السيئة الموجودة في الوقت الراهن، ولكن إذا ما وجدت نظرة استراتيجية من قبل الوزارة ورئاسة الوزراء بشكل عام وتم النظر إلى الواقع ومتطلباته، بالتالي تكون هناك خطط قادمة على مدى سنوات قادمة يمكن لها بالفعل أن تؤسس شيئاً ليس اسمه مسرحاً وإنما فنون مختلفة.

نحن في الحقيقة لم نصل إلى درجة أنه لا يوجد مسرح بالعكس وعندما نقول مئة عام من المؤكد أن هناك شيئا أسس، يمكن المسرح الوطني أعيد لصاحبه بعد الوحدة بحيث أنه كان ينشط وهو مبنى مهم، لدينا مسرح حافون ومسرح الجيب ولدينا أيضاً مسرح النقابات بالمعلا ، ولكن للأسف هذه المسارح الثلاثة لو كانت بالفعل رممت وأعدت إعداداً حسنا كان يمكن للمسرح أن ينشط فيها ، ولكن نحن بحاجة بالفعل إلى برنامج استثماري سواء من السلطة المحلية في عدن أو على مستوى المركز في الوزارة يعطي أهمية لهذا الجانب ولإعادة تأهيل هذه المسارح. وفي واقع الأمر كان هناك تنسيق ما بين مكتب الثقافة والسياحة والوزارة على أساس إقامة مسرح في عدن، وأعتقد أن جزءاً كبيراً من المستحقات وفرت وبتمويل مركزي لكن وقف العائق أمامنا وجود الأرضية، وكان هناك اتصال مع السلطة المحلية بمديرية المنصورة أعتقد أنهم وفروا مساحة لتنشيط الجانب الثقافي، وإذا ما تم هذا الجانب نستطيع القول إنه يمكن أن نقيم مسرحا في هذه المنطقة ، ولكن هذا ليس كافياً لأن قضية تأسيس المسرح ليس ممثلين لوحدها وليس مسرحا وحده وليس جمهور ولا نص، ولكن هذا كله بالإضافة إلى الاستمرارية، اليوم عندما ننظر إلى التجربة في داخل مصر ربما نجد بعض المسلسلات العادية أو السطحية ولكننا نقبل عليها لأننا تعودنا على تأملها، مثلاً في الأداء الدرامي السوري نشعر أن الجماعة يبذلون جهودا جبارة وإنتاج ضخم تشارك فيه مؤسسات كبيرة لكي يلفتوا نظر المشاهد العربي ويقولوا نحن في طريقنا لنؤسس دراما محلية : مسلسلات أو مسرح أو كذا ، نحن لكي نؤسس لسنا بحاجة إلى شيء من الأعمال السطحية بالفعل عندما نتابع المسرحيات التي عرضت في مهرجان العام الماضي سنجد أن هناك إمكانيات غير عادية لدى الكادر اليمني الذي بالفعل يمكن المراهنة عليه وأن يقدم أعمالا بالفعل كبيرة وجليلة ، اهتمام الوزارة اليوم ممثلة بالأستاذ خالد الرويشان بإقامة هذا المهرجان هو عملية تنشيطية نحن نحتسبها ونزكيها ونباركها ونقول إنها في الطريق لتؤسس مسرحا، ولكن الموضوع أكبر من هذا لأنه يحتاج إلى استراتيجية متكاملة ودعم مستمر، المناسبات ليست عيباً ولكنها لا تؤمن الاستمرار نحن نقدم أعمالاً فنية سواءً في المسرح أو الغناء في المناسبات الوطنية والمهرجانات العالمية ، هذا ممكن لنؤكد أننا موجودون وأن هناك كادراً ولكنها ليست الضمان الحقيقي للاستمرار، الجمهور يجب أن يقتنع أن هناك مسرحاً يناقش قضاياه لكي يحضر المسرحية، الكاتب عليه أن يشعر أن هناك من يتلقى كتاباته لكي يستطيع أن يستمر، نحن نجد واقع المبدع صعباً باعتبار ه شريحة مهمة في المجتمع، إذا عدت أنا إلى التشكيلة الاجتماعية في عصر العبيد وملاك العبيد كان العبيد يشتغلون في الأعمال العضلية وملاك العبيد نتيجة للترف الذي يعيشونه يحللون ويناقشون المجتمع، ولكن مشكلة المبدع أن في داخله ملاكا كملاك العبيد لكنه يعيش كواقع العبيد ، فهذا النقيض يحتاج إلى حل القضية. لانه عندما يأتي مبدع أو فنان لم يستطع أن يؤمن احتياجات أسرته ومطلوب منه أن يناقش القضايا العامة حول المسرح والغناء.. إلخ أعتقد مسألة صعبة جداً ابني لست قادراً أن أوفر له حقيبة مدرسية ثم آتي لأناقش أهمية الفن أو المسرح أو الغناء، هذا النقيض أو هذا التناقض يخلق شيئا من الهزة النفسية أوعدم التوازن في الإنسان، ومسألة التوازن مهمة جداً لحالة الاستمرار، وبالفعل وجود مبنى ووجود مسرح هو مطلب لمختلف الشرائح والفئات سواءً جمهورأو مبدع أو ممثل ولكن أيضاً أن نستمر وأن نقاوم ما يواجهنا من متاعب، وفي اليوم الذي نشعر بالإحباط ونستسلم لن نستطيع تقديم شيء وحالات مثل التفاؤل والعمل مطلوبة وأعتقد أننا سنصل في الأخير وأننا سنلفت النظر سواءً الوزارة أو رئاسة الوزراء أو الجهات المعنية في داخل المجتمع، وفنانونا بالفعل لديهم إمكانيات يمكن أن نراهن عليها على المستوى العربي، فقط يحتاجون إلى شيء من الالتفاتة أو الدعم، وشكراً».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى