شبح الخطوط

> "الايام" ناصر سالمين التميمي / كلية لتربية - المكلا

> من المتعارف عليه في جميع بلدان العالم المتحضرة أنه عندما تعتمد الدولة بناء المدن السكنية فإن المهندسين يعكفون على وضع الخرائط لتلك المدن وتحديد عليها كافة الخدمات من مياه وكهرباء واتصالات ومجار وشوارع ومتنزهات وحدائق ومدارس ومساجد ومستشفيات .. إلخ وهي لا زالت على الورق قبل البناء على الأرض، وتتم مراجعة الخرائط وتعديل أو إضافة أي خدمة يمكن تلا فيها قبل البدء بالتنفيذ العملي على الواقع.

أما عندنا.. فإنها تبنى عشوائياً لا تراعى فيها الخدمات ولا المصالح العامة ولا الطرق ولا المتنفسات، ثم تأتي الدولة بعملية التوسعة للشوارع على حساب قطع أرزاق الناس حيث يتم هدم كل شيء يقع في طريق التوسعة، فهذا لعمري عذر أقبح من ذنب وحق يراد به باطل.

وقد وضع الأهالي أياديهم على قلوبهم ورفعوا دعواتهم متضرعين للمولى عز وجل أن يجنبهم شبح التوسعة الذي يطارد المواطنين إلى لقمة عيشهم، وقالوا في الأمثال:«قطع الرأس ولا قطع المعاش» فما بالك بهدم البيت ومصدر العيش ، إنها مأساة لا يكتوي بنارها إلا الذي وقعت بيوتهم وورشهم ومطاعمهم وأكشاكهم تحت عجلات البلد وزر «الشيول» ويتبادر إلى الأذهان سؤال مفاده: لماذا منحت لهؤلاء تراخيص البناء في محاذاة الشوارع ثم بعد ذلك نطالبهم بالهدم؟

ونحن لسنا ضد التحسين والتطوير للشوارع ولكننا ضد قطع أرزاق الناس وحرمانهم من أبسط حقوقهم.

وأخيراً أقول لكم الله يا من تضررتم من التوسعة: يا بلدنا يا غريبة فيك حاجة محيراني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى