ايران تحظى بفترة سماح اميركية حتى الصيف بخصوص ملفها النووي

> طهران «الأيام» ا.ف.ب :

> تحظى ايران على ما يبدو بفترة سماح عابرة من جانب عدوها الاميركي الذي يعتزم على الارجح اعطاءها الفرصة حتى الصيف لاقناعها واقناع اوروبا بانها لا تسعى الى امتلاك السلاح النووي.

وفي هذا الخصوص صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "لا ابغي تحديد موعد اقصى لكني اعتقد اننا سنجري تقييما هذا الصيف لنرى اين اصبحنا (في هذا الملف) والى اين يمكننا الذهاب".

والولايات المتحدة هي في طليعة المعترضين على البرنامج النووي الايراني منذ ان وجد المجتمع الدولي نفسه فجأة في مواجهة تقدم هذا الملف في العام 2002.

فالكشف عن اخفاء معلومات طيلة ما يقرب من عشرين عاما والعثور في ايران على اثار يورانيوم عالي التخصيب لا ينسجم مع انشطة مدنية، ما ادى الى ترسيخ الاعتقاد الاميركي بان الجمهورية الاسلامية تسعى الى اقتناء السلاح النووي تحت غطاء انتاج الكهرباء.

وقد رفض الرئيس الاميركي جورج بوش مرات عديدة استبعاد شن هجمات لمنع ايران من امتلاك القنبلة الذرية.

وعوضا عن توجيه الضربات سعت الولايات المتحدة خلال اشهر الى اقناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية باحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي لادانة ايران او حتى فرض عقوبات عليها.

وهذا الامر يبقى "خيارا" على ما اكدت رايس، لكن مع ولاية بوش الثانية قررت الادارة الاميركية "المشككة ولكن الحيادية" على حد قول احد الدبلوماسيين، افساح المجال امام اوروبا لتقوم بمساع دبلوماسية من اجل الحصول من ايران على "ضمانات موضوعية" بانها لن تنتج القنبلة الذرية.

وقد ذكرت الولايات المتحدة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بهذا الخيار عندما حذر الاخير بوش الاثنين الماضي من ان ايران بلغت "نقطة اللاعودة" نحو انتاج اسلحة نووية.

وتعتبر اسرائيل نفسها مهددة من ايران فيما تنامت التكهنات حول امكانية شن هجوم "وقائي" اسرائيلي على الجمهورية الاسلامية.

لكن شارون قال الاربعاء الماضي لشبكة التلفزة الاميركية سي.ان.ان. "لم نخطط لاي هجوم عسكري على ايران".

من جانبها اقرت رايس بالمخاطر، الاقتصادية خصوصا، التي قد تنجم عن مواجهة اقل دبلوماسية مع ايران التي تعد المنتج الثاني في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في وقت تسجل فيه اسعار الخام مستويات مرتفعة. وقالت في هذا الخصوص "انها دول صعبة لكنها غنية بالبترول وتملك وسائل ضغط".

والايرانيون لا يجهلون ذلك من ناحيتهم. وقال احد مسؤوليهم النوويين سيروس ناصري"في الوضع الحساس الراهن لا احد يرغب بمواجهة مع ايران".

وهكذا فان واشنطن تفسح المجال امام ايران حتى الصيف لكي تثبت حسن نيتها لدى اوروبا بعد ان تكون الانتخابات الرئاسية الايرانية قد جرت في 17 حزيران/يونيو مما قد يؤدي الى صدور بعض القرارات.

وتتفاوض المانيا وفرنسا وبريطانيا منذ كانون الاول/ديسمبر 2004 مع طهران للحصول على ضمانات حول الطبيعة المدنية البحتة لانشطتها النووية، مقابل حصولها على تعاون تكنولوجي وتجاري وسياسي.

ويمثل تراجع ايران النهائي عن تخصيب اليورانيوم بالنسبة لهم الضمانة الاكثر اقناعا.

لكن ايران التي وافقت في اواخر 2004 على تعليق تخصيب اليورانيوم، اثناء فترة المفاوضات، ترفض التحدث عن وقف نهائي.

ويلتقي الخبراء من كلا الطرفين في 19 نيسان/ابريل الجاري. واحدى المسائل الاساسية المطروحة تكمن في معرفة ما اذا كان الاوروبيون مستعدين للتراجع قليلا عن الموقف الحازم الذي ابدوه حتى الان وهو القبول بان يستأنف الايرانيون تخصيب اليورانيوم وعلى اي مستوى.

لكن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر اكد الاربعاء الماضي "ان الولايات المتحدة، واعتقد العديد من الاعضاء الاخرين في المجتمع الدولي، ما زالوا على موقفهم وهو ان تعليق تخصيب اليورانيوم يجب ان يصبح دائما".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى