في الذكرى الثالثة لرحيل وزيرالأغنية اليمنية .. محمد سعد عبدالله

> د. محمد فرحان بن عون

>
الفنان محمد سعد عبدالله
الفنان محمد سعد عبدالله
ولد الفنان محمد سعد عبدالله في محافظة لحج عام 1938م، ثم انتقل مع أسرته للعيش في عدن ، فتربى وترعرع وتلقى تعليمه في حضنها الدافئ : «بفضلك يا عدن .. أصبحت إنسان..». بدأ حياته الفنية كعازف إيقاع وكورس مع الفنان أحمد عوض الجراش والفنان عوض عبدالله المسلمي وغيرهما ، و منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، بدأ يؤكد وجوده الفني كمطرب وملحن ثم كشاعر أغنية، ليكشف عن موهبة نادرة، فنجح نجاحاً كبيرا، ليحجز له مكانة خاصاً في قلوب الجمهور، فكان يحيي المخادر ويسجل أعماله لإذاعة عدن، وعددا آخر في بيروت ، فذاعت شهرته في اليمن والوطن العربي كشاعر وملحن ومطرب متميز، يعد من أندر المواهب الشعرية والفنية على مستوى الجزيرة والخليج العربي، وقدم ألواناً عديدة من الغناء اليمني منها: اللحجي والعدني والحضرمي والصنعاني، وأثرى الساحة الفنية بكلماته وألحانه الخالدة: «ما احلى السمر جنبك، سل فؤادي الحزين، انت ساكن، لهيب الشوق. كلمة ولو جبر خاطر، غيروك، مابا بديل، يا ناس ردوا حبيبي، أعز الناس»، وغيرها من روائعه الخالدات التي كان يكتب معظمها بأعذب الكلمات ، ثم يلبسها ألحانه الشجية: «غريبة يازمن الغدارين تخلص لهم .. غريبة يازمن المخلصين تغدر بهم». وهو الفنان المحب لوطنه وأهله وناسه، اغترب عاماً واحداً عنه ، فمر عليه دهراً، فجادت قريحته بقصيدة شعرية ترنم بها الفنان الراحل أحمد يوسف الزبيدي ، وصف بها عدن الحبيبة شارعاً شارعاً وموقعاً موقعاً، مجسدا حبه العميق لهذه المدينة الجميلة، ثغر اليمن الباسم: «إلى يندر عدن باسير سيره .. ولا بارد نفسي إلا بصيرة».. إنه دليل الشوق العارم لأهله ووطنه، فلم يفكر بالسفر على متن طائرة أو باخرة أو حتى سيارة، بل فضل السير على الأقدام، الى حيث يسترد أنفاسه ويطمئن على جبل صيرة، ومن ثم سيزور الأهل والأصدقاء والخلان في لحج مسقط رأسه:«وعادني باروح لحج الخضيره.. وباشوف أهلي وخلاني والأحباب».

هذا هو الفنان الوفي الذي أعطى ولم يأخذ، وأبدع فاستمتعنا وسنظل نستمتع بأغانيه إلى ما شاء الله.

فيا ترى هل كنا أوفياء له؟ كما كان وفياً لنا وللوطن! وماذا فعلت عدن واليمن لهذا الفنان. وزيرها الفني، وكنزها الثمين الذي عانى من مرض تمكن منه عام 1999م و ظل يقاسي ويتحمل آلامه بصمت وكبرياء، فلم تمد له يد العون ، ولم ينل من أحد الاهتمام والرعاية، فتدهورت حالته الصحية، وفي صباح يوم الثلاثاء 16 إبريل 2002م توقف عن النبض قلب الإنسان البسيط والشاعر والملحن والمطرب الفنان الكبير محمد سعد عبدالله، ولسان حاله يقول:

«احترت في ناس.. بالظاهر يحبوني.. وبالخفا يا ما جابوا عني من كلام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى