أيام الأيام........شي مطر؟ أجاء الماء؟!

> عمر محمد بن حليس

> البداية من خير الكلام، وخير الكلام كلام ربنا سبحانه وتعالى:{.. وجعلنا من الماء كل شيء حي} صدق الله العظيم، والماء كما هو الهواء إحدى النعم الإلهية التي لا غنى لنا عنها، بل من المستحيل العيش من دونه، فهو مصدر البقاء وعنوان الاستمرارية والتواصل، وهو - الماء - عنوان الحياة لكل كائن ومخلوق يدب على وجه الأرض من مخلوقات رب العالمين: إنسان، حيوان ونبات.

ولأنه كذلك، فنجد أن مصادره واحتياطاته الجوفية تمثل قلقاً كبيراً لدول كثيرة، فيحظى بأهمية التفكير في كيفية الخروج من هذه الأزمات الحالية أو المستقبلية.

وللخروج من مشكلة المياه وضرورة توفرها وضمان استمراريتها لدى العديد من الدول، ومنها دول الجوار الخليجية على سبيل المثال، نجد أنها تنفق أموالا طائلة لتنقية وتحلية مياه البحر، ولا يهم التكاليف بقدر ما يهمها مصلحة شعوبها، وذلك أمر طيب يستحق الإشارة إليه والإشادة به.

كما أن المياه ومصادرها تشكل تهديداً من دول على دول أخرى، وقد لاحظنا الأزمة التي نشبت بين سوريا وتركيا في العقد الأخير من القرن الفائت، وكادت أن تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه بين الدولتين، وكله من أجل الماء!!

ومصر الشقيقة هي الأخرى تعاني أزمات متكررة تظهر بين الحين والآخر، بسبب تهديد بعض الدول (المدعومة) الواقعة على منابع نهر النيل.

إذن فمن ضمن أسباب وأهداف حروب اليوم - في تقديري الشخصي - هو الاستيلاء أو التحكم بمنابع أو مصادر الماء باعتباره عصب الحياة.

عزيزي القارئ الكريم لهذه الصحيفة العزيزة «الأيام» .. هذه المقدمة البسيطة، بما سطره قلمي المتواضع ارتأيت أن أضعها مدخلاً لكي أصل إلى تفنيد عنوان هذه المقالة (شي مطر؟! أجاء الماء؟!).

فقبل أيام خلت شهدت بعض مناطق محافظة عدن (العاصمة الاقتصادية والتجارية والمنطقة الحرة لدولة اليمن الموحدة) انقطاعاً طويلاً لإمدادات المياه، وصل في بعضها - ومنها القلوعة وحي كاسترو وحافون والضواحي - إلى أكثر من ثلاثة أيام بلياليها، الأمر الذي أدى إلى (نزوح) داخلي لبعض سكان هذه المناطق (العدنية) إلى مناطق أخرى أقل انقطاعاً للمياه.

مع العلم أن بعض المؤشرات الملموسة تتجه بنفس المنحى، فمثلاً في (خورمكسر) كان الماء ينقطع ابتداءً من بعد صلاة العشاء ، فبدأ العد التنازلي حتى وصل إلى أن ينقطع هذه الأيام مع بداية الثانية بعد الظهر، ومن يدري إلى أين ستسير الأمور؟! المهم ونظراً للمشكلة المشار إليها سلفاً في مناطق القلوعة والضواحي، فالمرء منا يرثي لساكني المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة والمتزايدة.

ولقد تألمت شخصياً عندما رأيت (حماراً) يحمل على ظهره (دباب الماء) وأطفالاً يجرون خلف (بوزة ماء) وشباناً يحملون (كراتين مياه معدنية)!! فحز في نفسي ما رأيت، وتذكرت سؤالاً كان يردده بعضنا من أبناء الأرياف الذين انتقلوا قبل عقود طويلة للعيش في (عدن)، فكان السؤال للقادم من الريف، أي ريف، شي مطر؟! لأن الإجابة تعني الكثير من تباشير الخير والحياة والخضرة والزراعة، خاصة إذا كانت بالإيجاب .. وبالمناسبة ذاتها هذا السؤال سألني إياه (والدي) قبل أيام: شي مطر بيافع؟! فرددت عليه بعدم علمي.. ثم ابتسم وقال: طيب اتصل إلى (القلوعة) واسألهم : أجاء الماء؟! وفعلاً نفذت رغبة (والدي) فاتصلت .. وكانت الإجابة حينها محزنة عندما أتتني أن الماء، ما جاء!

على كل حال مشكلة انقطاع المياه عن بعض المناطق إن لم يكن جميعها في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، أصبحت ظاهرة بعد حرب الصيف اللعينة قبل 11 عاماً.

والغريب في الأمر أن الحلول للخروج من هذه الأزمة الظاهرة، أصبحت (فردية) بمعنى كل أسرة تعمل لها حلا خاصا بها، ولم نشهد حلولا جذرية من قبل الجهات المختصة في المحافظة برغم بعض الجهود المبذولة.

مع العلم أن المواطنين كانوا ولا يزالون أيضاً، يأملون خيراً ويعلقون الأمل في قيادة الدكتور يحيى الشعيبي، لوضع المخرجات العملية من هذه الأزمة الظاهرة لمــا عرف عنـه من إخلاص وجهود صادقة.

وأخيراً أقول.. إن الوقت ما زال فيه متسع لوضع المعالجات الفورية للخروج من هذه الأزمة الظاهرة، رأفة بالسكان قبل أن يفيض الكيل ونراهم - أطفالاً ونساء وبمختلف الأعمار- يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بالماء.. لا غير!!

فهل ننتظر هذه اللحظة التي لا يتمناها أحد ونسميها (ثورة الماء)، لأن الماء يا سادتي عنوان الحياة ومصدر بقائها وضمان استمراريتها، فأرجوكم وأستحلفكم بمن ينزل الغيث من السماء أن لا تحرموا الناس هذه النعمة الإلهية .. ولا تضطروهم إلى الخروج عن (النص) للمطالبة بالماء.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى