الطبع الرضي والساخط

> رائد علي شائف أحمد/ الضالع

> شتان بينهما، وبون شاسع يوجد بين كلتا الحالتين، والفرق واضح، الرضى ضد السخط تماماً، ولا يمكن أن يجتمع الطبعان عند شخص واحد، وفي آن واحد، مهما كانت الظروف. فالطبع الرضي يتمثل برضى النفس الداخلي في سعادة القلب، ورحابة الصدر، وطيب الخاطر، مع التحلي بكل صفات الأخلاق الرفيعة. فالشخص ذو الطبع الرضي يحب الخير للجميع ويتفاءل به، ولا يقول أو يفعل إلا ما يرضي الناس ورب الناس.. وعلى العكس من ذلك فهو يتقبل أي إساءة أو كرب يحل به بابتسامة عريضة وبكل روح رياضية. ولا يتغير الطبع الرضي عند شخص ما بسبب خسارة مادية أو ما شابه ذلك كما يقال، ولكنه قد يتحول إلى ساخط بسبب الخسارة في الجانب المعنوي وخاصة عندما تتغير مشاعر وأحاسيس صاحبه تجاه الآخرين، ويفقد الثقة بمن حوله.

هذا هو الطبع الرضي، وهذا حال من يشعر به، وما أحوجنا اليوم إليه وإلى العيش في مثل هذه الحالة.

أما الطبع الساخط فهو على النقيض من ذلك، ويختلف اختلافاً كلياً عن الطبع الرضي اختلافاً بالقول والفعل والمضمون، وليس كما يتوهم البعض بأنه قد يأتي لمجرد خسارة في المال أوما إلى ذلك، بل على العكس فقد يكون نتيجة حسرة ومعاناة وضيق الحال، فأولئك لا يفهمون أن ما يحدث من تغيير في الطباع والتحول السريع من الرضا إلى السخط لم يكن إلا نتاجاً لحالة الأشخاص المعنوية، وأنه متى ما عادت الأمور إلى نصابها وارتفعت الحالة المعنوية لديهم سوف يعود معها طبع الشخص الحقيقي ونكتشف حينها إن كان رضياً أو ساخطاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى