> محمد فضل مرشد

أولى سفن EVERGREEN ترسو في ميناء الحاويات إلى جانب سفينتين لخطين ملاحيين آخرين الخميس
وأكد هذه العودة القوية لميناء عدن الدولي، صوب استعادة موقعه السابق يوماً تلو آخر كمحطة رئيسة على تقاطع خطوط الملاحة الدولية، تدشين أول رحلة أمس الأول لشركة EVERGREEN الصينية، التي تعد إحدى كبريات شركات النقل البحري التجاري حول العالم، بما تملكه من ناقلات حاويات ضخمة والعديد من الخطوط الملاحية التي تربط أهم الموانئ العالمية بعضها ببعض.
وبحسب مصدر مسؤول في إدارة ميناء عدن الدولي، فإن الميناء، الذي تكبد خلال الفترة المنقضية منذ التفجير الإرهابي لناقلة النفط الفرنسية (ليمبورج) في العام 2002 خسارة شهرية بلغت 15 مليون دولار للشهر الواحد، تمكن مؤخراً من وقف هذا النزف الناجم عن خسارة غالبية خطوطه الملاحية جراء رفع شركات التأمين البحري العالمية نسبة التأمين على السفن الداخلة إلى ميناء عدن عقب تفجير (ليمبورج) مباشرة، وتخطف خطوطه من قبل موانئ الدول المجاورة، لاسيما بعد تخلي شركة PSA عن تشغيل محطة الحاويات بميناء عدن.

كابتن السفينة (سانتا مادالينا) يتسلم درع محافظة عدن من الأخ المحافظ
محافظ عدن د. يحيى محمد الشعيبي وكابتن عبدالله ابراهيم أبكر، مدير عام مصلحة الموانئ اليمنية وميناء عدن المشرف العام لمحطة حاوية عدن، وعدد من المسؤولين اليمنيين بمحطة الحاويات والمسؤولين الاجانب بشركة OBM المشغل الحالي لمحطة الحاويات بميناء عدن، كانوا في استقبال الرحلة البحرية الأولى لشركة EVERGREEN إلى محطة الحاويات، حيث صعدوا على متن ناقلة الحاويات ودشنوا بلقاء قبطانها هذا الخط الملاحي الجديد، الذي سيرفد محطة الحاويات بثلاث رحلات أسبوعية مؤهلة للارتفاع ستربطها بأكثر محطات الحاويات نشاطاً في مختلف قارات العالم.
يقول كابتن أبكر في تصريح خاص لـ «الأىام» إن «محطة الحاويات بميناء عدن استوعبت اليوم الخميس (أمس الأول) أولى رحلات شركة EVERGREEN، معلنة تدشين هذا الخط الملاحي المهم بعد جهد بذل من قبل إدارة ميناء عدن، لاستقطاب هذه الشركة العملاقة في مجال النقل البحري، التي اقتنعت بمستوى الخدمات العالمية في ميناء عدن بشكل عام، ومحطة الحاويات خاصة، وستقوم بتسيير رحلات مباشرة من ميناء سنغافورة إلى ميناء عدن وربطه بموانئ عالمية، وما هذه إلا بداية لزخم سيستعيده ميناء عدن بقوة، فالاستراتيجية المنفذة حالياً من قبل إدارة ميناء عدن تهدف وبخطوات مدروسة لتحويل ميناء عدن إلى ميناء محوري، تنطلق منه وإليه الخطوط الملاحية صوب الموانئ المجاورة».
وأضاف :«هذا الخط الملاحي لشركة EVERGREEN ليس الخط الملاحي الوحيد الذي يرغب في الدخول الى ميناء عدن، فهناك خطوط ملاحية عالمية عديدة أكدت رغبتها في العمل بميناء عدن، وحاليا هناك مساع ومحادثات جدية لبدء تشغيل تلك الخطوط الملاحية إلى ميناء عدن ومؤشراتنا تؤكد إقدام ميناء عدن على انتعاش ملاحي تجاري، بل ونتوقع أن يصل هذا الزخم إلى حد يدفع الجهات الرسمية المختصة إلى سرعة الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من توسعة أرصفة محطة الحاويات، وإقامة المنطقة الصناعية لاستيعاب سفن النقل العملاقة، وتلبية المتطلبات التي ستصاحب نشاطها واحتياجاتها».
وإذا كانت مميزات وعراقة ميناء عدن قد ضمنت له العودة بقوة الى خارطة الملاحة الدولية فإن إزالة العراقيل، التي غالبا ما توضع أمام تقدم ميناء عدن في كل خطوة يخطوها صوب الأمام، تبقى مسؤولية الحكومة، التي يجب أن تشرع في تطوير وضعية الميناء بمختلف مرافقه، وعن ذلك يقول مدير عام مصلحة الموانئ اليمنية: «ميناء الحاويات بحاجة إلى مشروع توسعة واستثمار، لاستيعاب سفن النقل البحري العملاقة، وبالتالي نحن نعول على الإجراءات التي ستتبعها الحكومة في المناقصة الخاصة بتشغيل محطة الحاويات، والآن الاجراءات قائمة، وهناك لجنة وزارية ستختار مشغلا بطريقة الامتياز من أجل تنفيذ مشروع توسعة وتطوير للمحطة، فالأرصفة الحالية غير كافية وكميناء وكحكومة ودولة يجب أن نسعى الى توسعة الأرصفة لاستيعاب عدد أكبر من الخطوط الملاحية والسفن».
إلى ذلك أكدت مصادر في ميناء عدن أن الكثير من الخطوط الملاحية التي غادرت ميناء عدن عقب تفجير ليمبورج، تقوم حالياً بالتواصل مع إدارة الميناء بغرض العودة، موضحاً أن هناك مفاوضات جارية حالياً لاختيار مشغل جديد لمحطة الحاويات سيكون له الأثر الكبير في سرعة عودة الخطوط الملاحية، أو عودتها قبل ذلك مثل EVERGREEN».