دمعة حزن على فقيد الاعلام سعيد محروس

> محمد بن عبدات

> سعيد عمر محروس ابن مدينة الغرفة المدينة ذات التاريخ النضالي الكبير، التي أنجبت زعماء ومشايخ وعلماء دين، وغيرهم من المثقفين والمبدعين.. ومحروس واحد من هؤلاء الذين سطروا إبداعاتهم وتألقهم في مجال الأدب والشعر والإعلام، فقد كان رحمه الله متواضعاً ومرحاً مع الجميع، برغم ما وصل إليه من شهرة، فهو مؤلف كتاب (إطلالة على تاريخ الغرفة)، وهو عبارة عن بحث غير عادي في أعماق ثورة بن عبدات ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه، وكان حريصاً على أن يظهر ذلك الكتاب بصورة تليق بذلك الحدث، الذي سطر تاريخه في صفحات هذا الكتيب، ولكن لم تساعده الظروف حينها، وكان ذلك في ثمانينات القرن الفائت، كما أنه قام بتأليف كتاب آخر يتحدث عن أعمال الشاعر الكبير خميس سالم الكندي، ويحمل الكتاب عنوان (قال كندي)، وكان بحق مبدعاً في إخراجه، كما أن لمحروس (أبو هائل) كما يحلو للبعض تسميته كثيراً من الإبداعات، وخصوصاً في مجال الشعر والإعلام، ففي مجال الشعر له كثير من القصائد المغناة سواء من قبل فنانين من محافظة حضرموت، أو من خارجها لعل أشهرهم عيظة البرقي، سالم محيور، ورمزي محمد حسين وغيرهم، وكان ينوي - رحمه الله - جمع أشعاره في ديوان ربما يكون اسمه «محروسيات».

أما في مجال الإعلام فسعيد محروس له باع طويل في ذلك، فقد بدأ من إذاعة سيئون في العام 1975م واعتبر واحداً من الرواد المؤسسين لها، وقد قدم كثيراً من البرامج الشهيرة كما عرف لدى المستمع بتقديم بعض البرامج الرياضية كالمجلة الرياضية وعالم الشباب والرياضة، ويعد بطبيعة الحال واحداً من الإعلاميين الرياضيين المميزين، وله كتابات عدة في هذا الجانب ناهيك عن كتاباته الأخرى في الجوانب السياسية والثقافية.. إضافة إلى ذلك فهو من المهتمين بالألعاب الشعبية «الشبواني» وله أشعاره الخاصة في ذلك، وبصراحة يعد محروس الذي نشأ وترعرع في أحياء وشوارع مدينة الغرفة مدرسة شاملة في مجالات شتى قبل أن يكون مدرساً وتربوياً قديراًَ، من خلال السنوات التي قضاها في سلك التدريس ابتداءً من مدرسة الغرفة للبنين في بداية السبعينات من القرن الماضي، مروراً بمدارس مختلفة في وادي حضرموت حتى وصل به المطاف مرة أخرى الى مدينته التي عشقها كثيراً (الغرفة)، من خلال مدرسة معاذ بن جبل للتعليم الأساسي، التي استمر فيها مدرساً حتى قبيل أيام من سفره الى العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن ليلتحق هناك بحلم راوده طويلاً، ألا وهو العمل في أحد أشهر وأقدم الإذاعات العربية «إذاعة عدن»، وكان متحمساً رحمه الله لأن يقدم كل ما يكتنزه من إبداع وتألق عبر أثير الإذاعة العدنية، لكن الأجل لم يمهله طويلاً حتى يقدم كل ما عنده من مخزون وخبرات إعلامية غير عادية.. رحم الله الإعلامي البارز سعيد عمر محروس الذي توفي في العاصمة الاقتصادية عدن، بعد أن ترك لنا موروثاً كبيراً يتمثل في إبداعات مختلفة نادراً ما تجدها عند غيره، وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى