تابع للندوة المكرسة لليوبيل الأول للمركز العربي للدراسات الاستراتيجية في منتدى «الأيام»: (المشروع الفكري لم يكن الغرض منه تصفية الحساب مع الماضي بل الوقوف على أرضيته كي نتعلم)

> عدن «الأيام» خاص :

> العرب، لذا قام المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بجمع عدد من المفكرين لكي يقفوا أمام هذه المهمة، وكان مؤتمرا غنيا بالمداخلات والآراء والمواضيع التي تمس الوطن العربي ومستقبله حول مبادرة اليمن، كما قلنا انعقد في بيروت مؤتمر نظمه المركز العربي، ومهمة المؤتمر هي مناقشة ضرورة إصلاح الجامعة العربية، وأخذت مبادرة اليمن كنموذج للمبادرات التي قدمت بغرض إصلاح الجامعة العربية، وكان طبعاً مؤتمرا غنيا قدمت فيه كثير من الملاحظات والمداخلات حول هذه القضية الهامة التي تمس الوطن العربي ومستقبله، ومع كل هذا النشاط السياسي والمعرفي الذي تم، كانت هناك قضية فكرية مهمة جداً يشتغل عليها المركز في الظل، وهي قضية موسوعة الأحزاب والتيارات السياسية في الوطن العربي، طبعاً هذا جهد مهم، وخاصة في المرحلة هذه .. المركز العربي تبناه ليس بغرض تصفية الحساب مع الماضي أو بدون رؤية عدمية أو جلد للذات، لا، هذه تيارات سياسية برزت في مرحلة معينة ولعبت دورا مهما في إحداث طفرة في الوعي الوطني والقومي لدى أبناء هذه الأمة، فبالتالي يجب أن يتم صياغة عملية تاريخ موضوعية ودقيقة لكل ما أنجزته هذه الحركات السياسية، إذا لم يتم هذا في الوقت الراهن، وقيادة هذه الاحزاب معظمها مازالوا على قيد الحياة، ومازالت العناصر التي انتمت لهذه الحركات موجودة ومؤثرة .. فمتى سيكون؟ فمنذ عام 1996م بدأ المركز العربي في العمل باتجاه استكمال مشروع فكري ضخم هو تاريخ الحركات والتيارات السياسية، بدأ الجزء الأول من هذه الموسوعة بحركة القوميين العرب، وكان يجب أن يبدأ فعلاً بحركة القوميين العرب، لأن حركة القوميين العرب كحركة سياسية، أنجزت ما لم تنجزه أي حركة سياسية أخرى في النصف الثاني من القرن العشرين في الوطن العربي، مع احترامي طبعاً لكل التيارات السياسية الأخرى، حركة القوميين العرب هي التي وقفت وراء أخطر وأكثر تغييرات جذرية وراديكالية في الوطن العربي، كانت وراء الثورة في شمال اليمن، ثم في جنوبه، ثم في عمان، ومحاولتها في البحرين أولاً، وقبل كل شيء فلسطين، وعملت محاولات في العراق وسوريا، وكانت أيضا وراء اتجاه من قيادة الثورة الليبية، يعني حركة غيرت ما لم تستطع أي حركة سياسية أخرى أن تغيره، وبالتالي كان لا بد أن تبدأ بحركة القوميين العرب .. الجزء الثاني من هذه الموسوعة.

كان الأحزاب والتيارات الإسلامية في الوطن العربي، طبعاً عندما تراجعت الفكرة القومية من البلدان العربية تقدمت للإسلام السياسي لكي يملأ الفراغ، وبالتالي كان يجب أن تتم دراسة متأنية لجذور هذا الفكر ونشأته ومكوناته وتفريعه في كل بلد عربي على حدة، يعني مثلما درست حركة القومين العرب في كل بلد عربي من اليمن وعمان والبحرين، وإلى سوريا وليبيا والسودان، وأيضاً درست الحركة الإسلامية بهذا التفصيل في كل بلد، جذورها ونشأتها وأبرز قيادتها، والأهم من هذا أين نجحت وأين أخفقت؟ لأنه كما قلت لكم المشروع الفكري لم يكن الغرض منه تصفية الحساب مع الماضي، الغرض منه أن نقف على أرضية الماضي لكي نتعلم من المستقبل. ولهذا كان لا بد من تشريح هذه الظواهر السياسية، ومعرفة جذورها ومشاكلها .. الجزء الثالث أيضاً كان عن الأحزاب والحركات القومية في الوطن العربي والتيارات والبعثيين والناصريين، دورهم ومكانتهم وما حققوه في الدول التي حكموها، وأين نجحوا أو أخفقوا؟ الجزء الرابع كان عن الأحزاب والتيارات اليسارية لأنه بعد 1967م كما قلنا، وكما هو معروف، اعتبر الكثير من المفكرين العرب أن هزيمة 1967م كانت هزيمة للفكرة القومية نفسها، وبالتالي بدأوا يبحثون عن البديل، ومختبر الفئران كان هنا في اليمن الجنوبي للأسف الشديد، الذي طبقت عليه عملية التحول المفتعلة، برز قادة الحركة السياسية القومية في بلادنا وانتهوا ولم نجد تعويضا حقيقيا لهم، على كل حال، كان لا بد من الوقوف أمام ظاهرة الاحزاب اليسارية، التي ظهرت في لحظة فورة في الوطن العربي .. ماذا حققت وماذا انجزت؟ والأهم من هذا أين أخفقت ولماذا أخفقت؟ هذه الانتكاسة الحاصلة الآن في الوطن العربي، لماذا حدثت ونحن كنا نتكلم بأننا كنا نحمل فكرا علميا؟، وبأنه آخر فكر... وإلى آخره، طيب لماذا حصل هذا السقوط؟

يتبع الأستاذ عثمان ناصر مدير فرع المركز في اليمن حديثه :«توقفنا أمام الجزء الرابع من المشروع الفكري الذي يتبناه المركز العربي للدراسات الاستراتيجية حول مشروع نشأة الحزب السياسي وتطوره ومصيره في الوطن العربي في القرن العشرين، فكلما قلت كانت الأجزاء الثلاثة الأولى ثم الجزء الرابع وكان مخصص للأحزاب اليسارية في الوطن العربي كما قلت يعني حاول المشروع الفكري أن يشرح عوامل بروز هذه الظاهرة والوفرة انتابت الأمة بالتوجه نحو تحويل الأحزاب القومية إلى اليسار وإلى أين قادت هذه الظاهرة ولماذا نجحت في لحظة معينة ثم أخفقت إخفاقا كبيرا جدا بحيث أنه لم يعد لهذه الأحزاب أي ثقل جماهيري أو حتى تأثير داخل برامجها نفسها ، بدأت عوامل هذه البرامج وأشكالها واتجاهاتها الرادكالية اليسارية أصبحت كأنها فورة تحاول هذه الأحزاب التي ظلت محتفظة بالاسم فقط أنها تخفي هذه الجوهرة الرادكالي الذي تحمست له قبل عشرين سنة، الجزء الأخير المنتظر هو الأحزاب الليبرالية وهذا طبعا نحن نسميه بيننا يعني قسم المظلومين على اعتبار أنه أكثر من ظلم خلال النصف الثاني من العقد الماضي كان ممثلو هذه الأحزاب رغم إثبات التجربة أن كثيرا من تصوراتهم ورؤاهم كانت صحيحة لكن كما قلنا التحولات الجارفة لم تدع للعقل مساحة لكي يتأمل في الأفكار السياسية كانت ردود الأفعال أقوى من أن يستوعبها العقل ويقبلها وبالتالي اندفع الناس خلف شعارات أكثر مما اندفعوا خلف مدارس سياسية محددة المعالم والأفكار، هذا الجزء الأخيرالذي يتم إعداده ويخص الأحزاب الليبرالية يعني أحزابنا القومية في الوطن العربي ذات التوجه الليبرالي وعندنا طبعا كانت في عدن عدد لابأس من الأحزاب وكان يقوده من السياسيين الليبراليين المعروفين التوجهات مثل حسن علي بيومي وغيرهم، هذا طبعا الجزء الخامس هو الجزء الخاص . في الحقيقة أنا أردت أن أعفي الإخوان من أن يقوموا بعمليات تجميع إلى اخره فعملت خلال عقد في إيجاز بسيط ماذا أنجز المركز العربي خلال العقد الأول من تاسيسه فهي كالتالي : عقد 7 مؤتمرات كبرى بمشاركة عشرات الباحثين، إصدار 13 كتاب في موضوعات مختلفة منها سياسية و تاريخية واقتصادية الخ، أصدر 35 تقريرا استراتيجيا خاصا حول أوضاع وقضايا تمس الأمن القومي العربي وتقارير خاصة غير الدراسات الاستراتيجية هي التقارير الخاصة الموجهة لصناع القرار في الوطن العربي والجامعة العربية ورؤساء الوزارات ووزراء الأمن والداخلية والدفاع.

طبعا هناك قضايا أخرى فيما يحدث في السودان وفي أكثر من بلد عربي كان المركز العربي يقوم بإعداد تقريره ويوجهه للجامعة العربية والأطراف المعنية بأي أزمة إقليمية تظهر وكان لها تأثيرات مهمة، أصدر 108 بحث ودراسة خلال العشر السنوات، إصدار 53 ترجمة لأبحاث دراسات عن البلدان العربية صدرت بلغات أجنبية تم ترجمتها إلى اللغة العربية، أصدر 4 أجزاء حتى الان من موسوعات الأحزاب والحركات السياسية احتوتها 7 مجلدات عدد صفحات الـ 7 المجلدات 4960 صفحة جرى تقييم الأحزاب السياسية العربية وتشريح مواقفها وتحديد مصائرها ونجاحها وإخفاقها بالتفصيل، شارك في إعداد هذه الدراسا ت من مختلف البلدان العربية 30 باحثا، الغوا كل ارتباطهم وتفرغوا كل في مجاله لإنجاز المهمات المطروحة أمامهم، في بعض باحثين عملوا أكثر من قضية مثلا باحث كتب عن البحرين وفي الوقت نفسه كتب عن دول الخليج باعتباره من مجلس التعاون الخليجي، وباحث مصري كتب عن مصر وكتب عن السودان على اعتبار أنهم يعتبرون أنفسهم في نطاق جغرافي واحد، أقصد أن 30 شخصا عملوا من خيرة باحثين الأمة ومن خيرة المشاركين في هذه النشاطات السياسية وهذه التكوينات الحزبية شاركوا في صياغة هذا الجهد، الأهم من هذا أن كثير من مؤسسي هذ الأحزاب السياسية ويعني تصوروا أن المشروع الخاص بالأحزاب القومية أرسل المشروع لصدام حسين عندما كان رئيس للعراق وشارك الطاقم الذي حوله وفي نفس الشيء القيادة في سوريا لذا لم يحجب العمل على من سأل عنه بل أرسل حتى لمن يسأل عنه رغم الحساسية الحاصلة بين علي ناصر وصدام منذ أن كان علي ناصر في السلطة بسبب مشاكل، لكن مع ذلك أرسل وكان علي ناصر حريصا أن يطلع فرع حزب البحث في العراق مثلما اطلع الفرع بسوريا يجب أن يطلعوا الفرع بالعراق، ويبدوا رأيهم حوله وكان في اتصال مع جماعة البعث في اليمن هنا قاسم سلام والمجموعة الأخرى عبدالوهاب محمد وإلى اخره وتم إطلاعهم على النصوص وطلبنا آراءهم حولها معنى كل من له علاقة كان بجهد سياسي في اتجاه معين تم إشراكه في هذا الجهد، ولهذا هو عمل متكامل وعلمي وموضوعي بكل المقاييس، ونحن في المركز العربي للدراسات الاستراتيجية نشعر بفخر شديد أننا تمكنا حتى الان من إنجاز هذه الأقسام وأتمنى أيضا للقسم الأخير المتعلق بالأحزاب القومية الليبرالية أن تلقى الاهتمام نفسه والمشاركة وتلقى الإغناء نفسه

في الأخير طبعا نحن الشيء الوحيد الذي نشعر بأسى تجاهه هو اخفاقنا في استمرار في إصدار صحيفة قضايا استراتيجية، صدرت منهاعشرة أعداد فقط، توقفت لأننا بدأنا نشعر في الأعداد من : 6- 7-8-9-10، أننا نكاد نكون نسخة أقرب إلى مجلة المستقبل العربي التي يصدرها مركز الوحدة العربية، القضية ليس تعالي لا وإنما مركز بحوث الوحدة العربية مركز جبار بمعنى الكلمة ولديه رسالة ويؤديها بقوة وبانضباط لكن نحن لانريد كما قلنا من البداية أن نكرر فإذا كررنا سنصبح مجرد رقم ، نحن لدينا حساسية من اعتبارنا مجرد رقم إلى جانب المراكز الأخرى، فلذلك نحن أوقفنا صيغة المجلة وركزنا على صيغة النشاط المتعدد للوحدات البحثية في البلدان العربية وواضح أننا حققنا نجاح لابأس به في هذا الاتجاه ونحاول أن نجود عملنا ونطور أساليب عملنا ونشرك أعدادا متزايدة من الباحثين الشباب ونحتضنهم ونفتح لهم أبواب المركز لكي ينشروا أبحاثهم ويتعرف عليهم المهتمون والمتابعون من خلال أنشطة المركز وإصداراته.

في الأخير إذا كان هناك أي إغناء يمكن الاخ د. مرشد أن يقدمه، أشكر الأخوين هشام وتمام ومنتدى «الأىام» الذي اتسع صدره لكي نجد فيه مكان نحتفي فيه بعشر سنوات من هذا الجهد العلمي والمعرفي الذي لاشك أنه خلال عقد من الزمن أغنى المكتبة العربية وأغنى العقل العربي وأغنى المعرفة العربية بكثير من المعارف والعلوم وعرف العرب بكثير من الباحثين الجادين والمهتمين وأتمنى أن يستمر هذا الجهد وأن يقدم أيضا مزيدا من العطاء لصالح هذه الأمة .

لدي تنويه بسيط فقط في الحقيقة أخذني الحديث لما تحدثت عن وضعنا نحن هنا كفرع للمركز في اليمن، قياسا بما أرى في كثير من البلدان العربية أشعر بفخر من طريقة تعامل الهيئات المسؤولة في اليمن بما يقدمه المركز ويضعه ، أنا ألمس سعة صدر شديدة جدا عند الناس الذين يتعرضون للنقد أو للتحليل بسبب بعض المواقف من قبل باحثين تنشر أبحاثهم عبر المركز وهذه ظاهرة إيجابية للأمانة يعني صح أنه يمتعض مثلا فلان من ذا بسبب رقم ذكر في دراسة أو تحليل أو في تحليل حالة معينة ذكر هنا أو هناك، لكن لم نشعر نحن في المركز بأي نوع من أنواع رد الفعل الذي يشعرك بأنك قد تخطيت الحدود أو دخلت الخط الأحمر أو مشيت الخط الأزرق، فعلا هم يتفهمون مانقول لهم باستمرار نحن لايهمنا من يكتب أوماذا يكتب لكن يهمنا أن يكون ماكتب بطريقة علمية طالما وهو يستند إلى التحليل العلمي والأساليب المتعارف عليها في الكتابة العلمية البحثية أنا يجب أن أنشر له، ولهذا نحن كما قلنا لا يهمنا من يمدح أو من يشتم ولكن يهمنا أداء مدح بطريقة علمية وإذا ينتقد بطريقة علمية أن يكون كل شيء موثقا بطريقة علمية صحيحة مكتوبة وأهلا وسهلا والمركز مفتوح للكل وليس لدينا تحفظات على أحد، سعة صدر الإخوان في الدولة لمستها شخصيا، صحيح أنهم يبدون تساؤلهم لبعض الأشياء ولكن لا ألمس أي نظرة محاولة تدخل بما ينشره المركز، أو لفرض اتجاه معين على المركز أو منع فلان من الكتابة في المركز للأمانة لم تحصل أي حادثة منذ أن توليت إدارة هذا المركز منذ أكثر من ست سنوات لفرع اليمن.

د. مرشد شمسان : أولا نشكر الأخوة في منتدى «الأىام» وصحيفة «الأىام» لإتاحة الفرصة لنا هذا اليوم للتحدث عن مسيرة قلعة من قلاع الفكر والثقافة في الوطن العربي وهو المركز العربي للدراسات الاستراتيجية أود أن أؤكد بعض القضايا لأن الأستاذ عثمان ناصر بصراحة لم يترك لي الفراغ ولكن بعض الفراغات البسيطة التي يمكن أن أدخل منها ولو باختصار قد كان حديثه شاملا وعميقا في تحليله في مختلف جوانبه.

أود أن أؤكد على القضية الأولى أن ولادة هذا المشروع الفكري الثقافي لم يكن وليد الصدفة فقد ولد ولادة طبيعية من خلال أولا الاتصالات الواسعة التي تمت من قبل مؤسس المركز الأخ الرئيس علي ناصر محمد حيث قام بالاتصال بسكرتير عام الأمم المتحدة وتشاور معه حول هذه القضية كما اتصل بأمين عام الجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد، وأيضا وتشاور مع الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية الاجتماعية لغرب آسيا (ايسكو) إضافة إلى ذلك عمل على الاتصال والتشاور مع بعض القادة العرب الذين استجابوا لهذه الدعوة ومن ضمنهم الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بالإضافة إلى ذلك فعلا لم يقدم على هذا المشروع إلا بعد أن اتصل بمختلف المنظمات العربية والدولية المختصة بالجوانب الفكرية والثقافية منها منظمة التربية والثقافة والعلوم ومنظمة دولية أخرى، بالإضافة إلى التشاور مع المراكز المقابلة منها مراكز البحث المختلفة في الوطن العربي وأيضا في بعض البلدان الأوربية، فالرئيس علي ناصر محمد حرص كل الحرص من أجل الاتصال بأكاديميين اختصاصيين وأيضا بمهتمين في الوطن العربي في هذا الجانب بالذات، حرص على الاتصال بالجامعات منها جامعات القاهرة، صنعاء، عدن، وجامعة عجمان في الامارات وغيرها من الجامعات التي أيضا قدمت أراءها المكتوبة وإلى مشاركتها الفعالة في أثناء التأسيس الذي تحدث عنه الزميل عثمان ناصر علي، بمعنى آخر أنه فعلا تم تأسيس هذا المركز بعد دراسة متأنية حتى يولد ولادة طبيعية كما قلت سابقا هذه القضية الأولى أماالقضية الثانية التي أريد أن اتحدث عنها وهي أنه بصراحة منذ البداية المركز أعطى أهمية كبيرة جدا يمكن الأخ الزميل عثمان لم يتطرق لها ركز على قضية مهمة جدا في الوطن العربي مسألة قياس الرأي العام كي نحاول استشفاف آلية القضية بحيث كيف يمكن أن نقدم دراسات حول قياس الرأي العام بمختلف القضايا التي يواجهها في هذه المرحلة الصعبة ، أسميها مرحلة التحديات وفعلا أعطى لهذه المسألة أهمية كبيرة جدا وكان من ضمن أوراق عديدة تم مناقشتها في اللقاءات التي ذكرها الزميل عثمان لا ننسى أيضا أن مختلف هذه المؤتمرات أعطت أهمية كبيرة جدا بمساهمة المرأة العربية بمختلف مناحي الحياة وقد قدمت دراسات مع الصور وأيضا بعض الآراء التي تؤكد على ضرورة إشراك المرأة العربية وخاصة في الجوانب الثقافية والفكرية وهذا إذا اطلعنا على الوثائق التي أصدرها المركز سنجد بعض هذه الوثائق التي تتحدث عن دور المـرأة العـربية وكيف حاول المركز أن يشكل لجنة خاصة بهذا الجانب بدراسة هذه المسألة.

أعتقد أن المركز العربي الوحيد وهذا إن كنتم شعرتم به من خلال تشكيل اللجنة الشعبية للدفاع عن قضية شعب فلسطين التي ترأسها الأخ علي ناصر محمد، المركز أيضا أعطى لهذه المسألة وأسهم الكثير من المفكرين الفلسطينيين في هذه اللقاءات لهذه القضية جل اهتمامه وحاول أن يضع أيضا استراتيجية ورؤية جديدة حول كيفية التعامل مع هذه القضية في ظل هذه المتغيرات التي تمت في الوطن العربي وفي العالم بشكل عام ، هناك قضية أساسية لم يذكرها الأخ عثمان بخصوص إصدار مجلة الرسالة التي كانت أيضا تهتم بنشاط المركز خلال هذه الفترة السابقة وعدلت كثير من أعدادها وتم توزيعها في الوطن العربي.

فعلا أنا شعرت من خلال مساهمتي في هذا المركز أنه لو توفرت الإمكانيات المادية والموعود بها من الكثير، لعمل المركز عملا قد يتجاوز الكثير من المراكز وهذا ليس مبالغة، لكن للأسف الشديد يعني الإمكانيات المادية كانت أحد الأسباب التي عرقلت نشاط هذا المركز لهذا باعتقادي هذا رأي عام بالنسبة للكثير من المراكز البحثية العربية أو اليمنية أنه لابد فعلا عند الشروع بتفكير بتأسيس مثل هذه المراكز علينا فعلاأن نبحث ونعمل من أجل توفير التمويل الذاتي الذي سيغطي نشاط هذه المراكز لو لاحظنا تجربة أحدالأحزاب فيما لو نجح نجاحا كبيرا من خلال حصوله على الكثير من الإيرادات والتمويل المالي من خلال بيع إصداراته وفتح مشاريع اقتصادية مثل مكتبات وتشكيل جامعات أو كليات تابعة لهذا المركز أو ذاك إلا أنني اشعر أنه للأسف الشديد حتى إن أحد مراكز الدراسات العربية الشهيرة وصل الان لدرجة أنه سيقوم في بيع مقره نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعانيها ولعدم التزام بعض الجهات في دعمه ومساندته في الاونة الاخيرة ولذلك أن أي مشروع ثقافي فكري يتطلب فعلا الدعم المادي من جهات كثيرة ويجب أن يفكر أيضا اولئك القائمون على هذه المشاريع في إيجاد مشاريع اقتصادية تغطي تكاليف طبع ونشر هذه الأبحاث العلمية أو دفع المكافآت للباحثين الذين يساهمون في تقديم هذه الأبحاث وأيضا في سبل التوسع فلا يجب أن ينحصر في القاهرة أو الخليج أوصنعاء ولكن ممكن التوسع عندما تتوفر الإمكانيات حتى نحن هنا في عدن لدينا مكتب للمركز ولكن للأسف الشديد حتى الآن لم نجد المقر الذي من خلاله يمكننا أن ننشط.

أشكركم من جديد وأترك الفرصة لتقديم الملاحظات والأسئلة من قبل الإخوان المشاركين وشكرا لكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى