تحقيق للبنتاغون يبرىء اربعة ضباط كبار في مسألة التعذيب في سجن ابو غريب

> واشنطن «الأيام» ا.ف.ب :

> ذكر مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية ان تحقيقا للبنتاغون حول التجاوزات التي حصلت في سجن ابو غريب بحق سجناء عراقيين، برأ ساحة اربعة من خمسة ضباط اميركيين كبار مكلفين بالاشراف على عمل السجون في العراق من بينهم القائد السابق للقوات الاميركية في العراق.

وقال المسؤولون ان الجنرال جانيس كاربنسكي التي كانت المسؤولة عن الشرطة العسكرية في سجن ابو غريب، هي الوحيدة التي عزلت من منصبها وتم رفع توصية بتوجيه تانيب لها.

وطبقا للمسؤولين الذي طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، فقد تمت تبرئة الجنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الاميركية في العراق بين حزيران/يونيو 2003 وتموز/يوليو 2004.

وكان سانشيز قد اصدر خلال توليه ذلك المنصب مجموعة من التعليمات الصارمة التي قال البعض انها شجعت على اساءة معاملة السجناء.

وقالت مصادر في وزارة الدفاع انه تم كذلك تبرئة ضباط اخرين من بينهم والتر فوجداكوفسكي نائب سانشيز، الذي اتهم بعدم تزويد السجن بعدد كاف من الحراس المدربين بشكل افضل، وباربرا فاست المسؤولة السابقة عن اجهزة الاستخبارات في سجن ابو غريب والكولونيل مارك وارن مسؤول القسم القانوني في السجن.

ولا يزال كافة هؤلاء الضباط يحتلون مناصب عليا في الجيش الاميركي. فالجنرال سانشيز على سبيل المثال، هو حاليا قائد الفيلق الخامس المتمركز في المانيا، بينما فاست هي قائد مركز للاستخبارات العسكرية في فورت هواشتوكا في ولاية اريزونا.

وياتي التحقيق الذي ترأسه مفتش عام الجيش الجنرال ستانلي غرين في اعقاب سلسلة من التحقيقات الداخلية والمستقلة التي اجراها البنتاغون منذ نيسان/ابريل 2004، عندما تسربت معلومات للاعلام حول انتشار عمليات التعذيب في سجن ابو غريب العراقي.

وقد اعرب الرئيس الاميركي جورج بوش في ذلك الوقت عن صدمته بشان عمليات التعذيب ووصفها بانها "مقيتة" وراى ان معاملة السجناء في سجن ابو غريب "لا تمثل اميركا التي اعرفها".

وفي الاشهر التي تلت ذلك، وجهت الاتهامات للحراس في سجن ابو غريب الذين مارسوا عمليات التعذيب الجسدي والجنسي بحق السجناء.

وقد تمت ادانة خمسة منهم فيما لا يزال اثنان اخران بانتظار محاكمتهما امام محكمة عسكرية.

الا ان كبار القادة الاميركيين في العراق نجوا من العقاب رغم المزاعم بان بعضهم ربما شجع الجنود على معاملة السجناء بقسوة من اجل "اعدادهم" للتحقيق.

وقد حاول تقرير غرين معالجة تلك المسالة الا انه لم يدن سوى كاربنسكي التي اتهمت بالفشل في الاشراف على قواتها بالشكل الصحيح، طبقا لمسؤولي الدفاع.

وتعتبر نتائج التحقيق التي لم تنشر، الحكم النهائي للجيش الاميركي في الفضيحة التي شوهت صورة القوات الاميركية واثارت عدة دعوات لاستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفلد.

وصرحت المتحدثة باسم الجيش الميجور اليزابيث روبنز لوكالة فرانس برس ان "الجيش يقوم حاليا باطلاع اعضاء الكونغرس على النتائج النهائية للمراجعة التي اجراها المفتش العام لتورط اعضاء بارزين في (تجاوزات) ابو غريب".

واضافت "نحن حاليا لا نحاول الاجابة عن الاسئلة حول النتائج حتى نقوم بالاجابة على اسئلة الكونغرس".

غير ان نتائج تحقيق غرين تتناقض مع نتائج تقرير اعدته لجنة مستقلة العام الماضي برئاسة وزير الدفاع السابق جيمس شليزنغر الذي قال انه يجب تحميل القادة مسؤولية "اعمالهم او تقاعسهم".

ومن ناحية اخرى توعدت الجنرال كاربنسكي بمحاربة ما تصفه الان بمحاولات الجيش تحويلها الى "كبش فداء".

وقد اكدت كاربنكسي في العديد من المقابلات ان رجال الشرطة العسكرية الذين كانوا تحت امرتها في سجن ابو غريب كانوا ينفذون الاوامر التي اصدرها لهم ضباط الاستخبارات.

وذكر احد المسؤولين انه يتوقع ان يطلع البنتاغون الاعلام رسميا على نتائج التحقيق الاسبوع القادم.

واضاف "علينا ان نرى اولا كيف يقبل الكونغرس تلك النتائج".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى