قصة قصيرة بعنوان (ثلاث نساء والرابعة آتية)

> مختار مقطري :

>
مختار مقطري
مختار مقطري
نهرتها نفيسة وصرخت محتجة: - لن ينفعك الصبر.. فإلى متى؟ ثم هدأت ثورة نفيسة وقالت: - منذ عامين وأنت تكتمين،. فهل تغير شيء فيه؟ وفي ثوان خطفت نفيسة الجواب من عينيها وقالت: - لو آثرت الصمت والكتمان سينسى عبدالحميد أن له زوجة في البيت، فكوني شجاعة وثوري قبل أن تهدمي بيتك بالصبر والكتمان.

لكن زينب حذرتها من نصائح نفيسة، وذكرتها بالشجار الدائم بينها وبين زوجها فيضربها لتعيش في بيت أمها عشرة أيام في كل شهر، ثم قالت لها بهدوء:

- أنت امرأة مثقفة ودرست علم النفس في الجامعة، وعبدالحميد رجل طيب، وقد تزوجتما بعد علاقة حب جميلة، وما زالت طاولتكما المنفردة في (مقصف) الكلية شاهدة على ذلك..

هل تذكرين ؟ علاقة حب عرفها واحترمها كل زملائنا في الكلية، وبعد عشرين عاما وثلاثة أبناء تأتين لتقولي لي أن عبدالحميد قد تغير..

لعلك واهمة يا عزيزتي .. أو لعل من تغير هو أنت وليس عبدالحميد.

ولكن ثريا لم تؤيد رأي زينب، ووصفت نصائحها بنصائح امرأة محطمة تدعي الاتزان، فقالت لها لتثبت لها صواب رأيها في نصائح زينب:

- هي ايضا تزوجت بعد علاقة حب جميلة بزميل لنا في الكلية، وكانت لهما ايضا طاولة منفردة في (مقصف) الكلية ما زالت شاهدة على ذلك، وبعد عشرة عمر طويلة، فقد وظيفته في المؤسسة الحكومية التي أغلقت أو أشهرت إفلاسها .. لا أعلم بالضبط.. فطلقها، وتركها وحيدة لتربي أبناءها، وتزوج من عانس ليكون من المقربين الى أبيها المقاول الثري، فلا تثقي بنصائح زينب، وكم أخشى أن يكون عبدالحميد قد تزوج من امرأة ثرية .. عانس .. أرملة .. عجوز ..

ليس هذا هو المهم، المهم أن لا ترغمه على تطليقك.

نعم .. نعم يا ثريا .. كما فعل زوجك وتزوج صبية حسناء أرغمته على تطليقك، بعد أن أتقن لعبة السمسرة والاتجار بشراء وبيع الأرض ومن عليها.

وعادت الى بيتها وهي تتمنى لو انها لم تشك حالها لنفيسة وزينب وثريا.. ولم تسألهن المشورة لمساعدتها في تفسير ما الذي أصاب عبدالحميد، الذي لم يعد عبدالحميد الذي أحبته وتزوجته وأنجبت له ولدا وطفلتين جميلتين. فهل تغير عبدالحميد فعلا منذ عامين .. أم أربعة .. أم ستة أعوام؟

لا تذكر بالتحديد ..

لكن ما يشغلها اليوم هو عودته اليها والى ابنائه قبل أن يطلقها او يتزوج عليها امرأة أخرى .. عانسا .. أرملة .. عجوزا .. لا يهم من تكون ولا كيف تكون ..

المهم أن لا يكون مصيرها كمصير نفيسة أو زينب أو ثريا .. وتصبح هي الضحية الرابعة!

وفي اليوم التالي كانت تبكي على عبدالحميد الذي توفي بالسكتة القلبية، وهو منهمك في عمله في مؤسسة حكومية لا تزال على قيد الحياة !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى