معالم عدن وآثارها : الوعي والشراكة

> د. هشام محسن السقاف :

>
د.هشام محسن السقاف
د.هشام محسن السقاف
لا ترتبط أمة من الأمم بتاريخها كارتباط العرب بتاريخهم، ومع أننا نسعى لفهم حقيقي للتاريخ يخرج بنا من أسفاره المكتوبة إلى مستوًى من الوعي بالتاريخ، يقوم على التفسير والتحليل واستنتاج النتائج والدروس والعبر بدلاً، من المكوث طويلاً للبكاء على طلله الدارس. وفي كل الأحوال لا يجب أن نستكين ونضرب كفاً بكفً ونحن نرى هدراً واضحاً للإمكانات، بينما تتعرض ثروة الأجيال من كنوز الحضارة اليمنية وآثارها العظيمة وشواهدها التاريخية ومعالم الطبيعة اليمنية الرائعة لمخاطر جمة، تبدأ من سرقة الآثار والمتاجرة بها من قبل عصابات مشبوهة، إلى التعدي على الآثار أو تركها مهملة معرضة للاندثار بأيدي العابثين أو بتقاعس المسؤولين المعنيين أو نتيجة لصروف الزمان. ولكي تنشأ صلة حية بين التاريخ بقيمه الروحية والمادية الخالدة، التي تعكس وعي الإنسان اليمني قديماً بصناعة مجده الزاهي بإرادة تحدت عوامل الزمن، ومفهوم عصرنا الذي يمتد بأواصر لا تنقطع بماضيه الحضاري، ونسعى بكل ما أوتينا من قوة أن لا ننسلخ عنه، بغية الاستفادة من تجارب الأجداد وأخذ الدروس والعبر التي تساعدنا على خوض غمار المستقبل بالطموح ذاته، فإننا في الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار فرع عدن، حرصنا -رغم امكانات الجمعية الشحيحة- على تنظيم ورش عمل تتجه صوب الحفاظ على ما هو واقع تحت أيدينا من آثار عظيمة ومعالم وشواهد تاريخية، وإشراك الجهات ذات العلاقة في التفكير معنا في الكيفية والوسيلة التي تمكنا من أداء دور في صميم هذا العمل النبيل، وإذكاء روح المبادرة في نفوس جميع الغيورين للعمل معاً في هذا الاتجاه.

وتأتي الورشة العلمية حول حماية الآثار والمعالم التاريخية والطبيعية في عدن، التي عقدت في رحاب جامعة عدن يوم أمس الإثنين 25 أبريل الحالي، لتقدم تصورات علمية ينبغي التشارك في الأخذ بمسبباتها للوصول إلى نتائجها المتوخاة لصالح هذه المدينة الطيبة مدينة عدن، ولصالح جزء هام من تاريخنا وحضارتنا اليمنية، إذ أنه (لا تقع مسؤولية المحافظة على هذه المعالم على جهة دون أخرى، إذ تعد هذه القضية ذات بعد وطني، ينبغي أن تضطلع بأدائها الأطراف الحكومية والأهلية جميعاً، كما أن هذه المهمة ينبغي أن تستقيم على أسس الشراكة بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، لتحقيق قدر أكبر من الفاعلية لهذه الأطراف كعناصر مسؤولة عن عملية التنمية المستدامة، التي تشكل المحافظة على هذه المعالم واستثمارها وجهاً مهماً في هذه العملية) من الورقة العلمية التي قدمتها د. إسمهان العلس إلى الورشة.

إننا في الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار متفائلون بقيمة العمل المبذول في هذه الورشة، لكننا نأمل بما هو أكثر وأكبر من ذلك، عندما تتحول توصيات واتجاهات العمل المستقبلي لحماية الآثار وصيانتها إلى برنامج عمل قابل للتنفيذ.

رئيس الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار- فرع عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى