> أرجأ السياسيون العراقيون مرة أخرى يوم امس الإثنين اعلان تشكيل الحكومة الجديدة مما يطيل أمد فراغ سياسي مستمر منذ ثلاثة أشهر ويمثل عنصرا مساعدا للمسلحين. ولكن سياسيا بارزا قال ان تشكيل الحكومة قد يعلن اليوم الثلاثاء على ابعد تقدير.

وقال جواد المالكي وهو عضو رفيع في الائتلاف العراقي الموحد الذي فاز بالانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني ان المشاحنات بشأن التعيينات في الوزارات الرئيسية أرجأ الاعلان المتوقع للحكومة امس الاثنين.

وتصاعدت حدة عنف المسلحين في الأسابيع القليلة الماضية مع تراجع قوة الدفع التي أحدثتها انتخابات 30 يناير كانون الثاني. وقتل انفجار سيارتين ملغومتين 22 شخصا أمس الأحد. وقتل أكثر من 180 من رجال الأمن العراقيين خلال الاسابيع الستة الماضية.

وقتل جندي امريكي في انفجار قنبلة وضعت على جانب طريق قرب بغداد مما يرفع الى 1195 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في عمليات عسكرية منذ بدء الحرب. وقتل 36 عسكريا هذا الشهر.

وقال مشرعون ان الائتلاف الشيعي مضى قدما في تشكيل الحكومة مع الأكراد والأقلية السنية بعد رفض مطالب اياد علاوي رئيس الوزراء المنتهية ولايته بأن يحصل حزبه على اربع وزارات على الأقل.

وتابع المشرعون ان الشيعة يمكن أن يحصلوا على وزارة الداخلية التي تتولى مسؤولية الأمن الداخلي ولم يتضح من سيتولى وزارتي النفط والدفاع.

وإذا تولى الشيعة وزارة الداخلية فثمة مخاوف من أن يقوموا بحملة تطهير ضد السنة الذين لديهم خبرة في مجال المخابرات والأمن وهو أمر حاسم في الحرب ضد

المتمردين. وكان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي قد حذر في زيارة الى العراق هذا الشهر من القيام بمثل هذه الحملة.

وقال المالكي وهو عضو في الجمعية الوطنية يشارك في المفاوضات بعد اجتماع برلماني "كان من المتوقع ان تعلن(تشكيلة الحكومة) لكن بعض التفاصيل المتعلقة بتسمية الوزارات والوزراء حال دون ذلك."

وأضاف "ان اجتماعا اخر سيعقد اليوم لحسم هذه التفاصيل... الاخوان الذين يجتمعون ويتحدثون اليوم للاعلان عنها."

وقالت صحيفة نيويورك تايمز امس الاثنين إن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ونائب الرئيس ديك تشيني حثا كبار الساسة الأكراد والشيعة
على توحيد الصفوف من أجل تجنب حدوث أزمة سياسية في العراق.

وذكرت الصحيفة أن هذا التحرك الهادف إلى إنهاء الأزمة المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة يشير فيما يبدو إلى تغير في أسلوب عدم الاقتراب من السياسة العراقية الذي تنتهجه إدارة بوش ويعكس قلقا متزايدا تجاه عمليات التأجيل وأثرها على الوضع الأمني.

وقال ساسة مرارا في الأسابيع الأخيرة إنهم يوشكون على الكشف عن تشكيل الحكومة ولكن ذلك لم يتحقق. ويتعين موافقة الجمعية الوطنية المؤلفة من 275 مقعدا على رئيس الوزراء وحكومته بالأغلبية البسيطة.

وأمام رئيس الوزراء المكلف ابراهيم الجعفري وهو عضو في الائتلاف العراقي الموحد نظريا حتى السابع من مايو آيار لتشكيل حكومة. وإذا لم يتمكن من ذلك بحلول هذه المهلة يتعين عليه التخلي عن تلك المهمة لاتاحة الفرصة لرئيس وزراء جديد لتشكيل الحكومة.

ويضم الائتلاف نحو 15 تجمعا سياسيا ويتزعمه الاسلاميون الذين يفضلون إعطاء الدين دورا أكبر.

وبينما يشغل الائتلاف الشيعي الرئيسي اكثر من 50 في المئة من مقاعد البرلمان الا ان الانقسامات في صفوف الائتلاف تشير الى انه ليس من المؤكد أن تحصل

حكومة الجعفري المقترحة على الموافقة فور طرحها على الجمعية الوطنية.

كما انه حريص أيضا على ان يكون أي تشكيل حكومي ممثلا لكافة الجماعات العرقية والدينية بالعراق بقدر الامكان بما في ذلك السنة الذين كانوا يمثلون الطائفة المهيمنة تحت حكم صدام حسين والأكراد الذين تمردوا على الحكم المركزي في السابق.

وقال مشرعون ان من المتوقع ان يحصل الائتلاف الشيعي على 17 حقيبة وزارية بالحكومة الجديدة الذي من المتوقع ان تضم 32 وزيرا. ومن المنتظر ان يحصل الأكراد على ثماني حقائب بينما يحصل السنة على الحقائب الباقية.

وقال الجيش الامريكي انه اعتقل اربعة اخرين من المشتبه بهم فيما يتعلق باسقاط طائرة هليكوبتر مدنية في العراق الاسبوع الماضي ليرتفع بذلك عدد المعتقلين لهذا السبب الى عشرة.

وفي عملية منفصلة قال بيان للجيش الأمريكي ان القوات الأمريكية شنت حملة تفتيش ومداهمة لمخابيء مسلحين مشتبه بهم شمال وغرب بغداد واعتقلت 31 من المشتبه بهم وقتلت عددا آخر.